ندوة حول "إشكاليات الترجمة الأدبية" في سطات: أهمية الترجمان

 

نظّم مختبر اللغات والفنون والعلوم الإنسانية لكلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية في جامعة الحسن الأول في سطات (المغرب) ندوة علمية دولية في موضوع “إشكاليات الترجمة الأدبية”. شارك في الندوة العلمية باحثون وباحثات من جامعات مغربية وأجنبية.
في الجلسة الافتتاحية التي نسق أشغالها إبراهيم أزوغ (كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية ـ سطات)، أشار في بدايتها إلى أهمية الندوة في سياق دولي تتقلص فيه المساحات والحدود والاختلافات بين أممه وحضاراته. وفي كلمته، نوه رئيس جامعة الحسن الأول، عبد اللطيف مكرم، بأعمال الندوة، مؤكدًا على أهميتها في الدرس الجامعي. وأكد عبد القادر سبيل، عميد كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية في سطات، أن الكلية عقدت عشرات المحاضرات والورشات حول الترجمة، وأن هذه الندوة هي الأولى حول الترجمة الأدبية، لها ما بعدها من ندوات أخرى حول أنواع الترجمة الأخرى. وفي كلمة اللجنة العلمية وفريق عمل الندوة، أشار مراد الخطيبي (كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية ـ سطات) إلى أن عدد المشاركات كان كبيرًا ونوعيًا، لكن تحكيم المقالات، وما يقتضيه التنظيم، فرض الاحتفاظ بما يقدم خلال أشغال الندوة، وأشار كذلك إلى أن الأعمال ستصدر في كتاب علمي محكم.
وفي المحاضرة الافتتاحية للندوة التي قدمها الناقد فريد الزاهي، أكد في بدايتها على أهمية الترجمان، ونوّه بأنه سيتحدث في محاضرته باعتباره ترجمانًا. والترجمة في تصوره نوعان: ترجمة منصاعة تسلم نفسها للنص الأصلي ولا تملك سلطة لتكون ندًّا له، وترجمة مفكرة تبدع وتضاهي النص الأصلي، وتحرره وتستعمل النص كامتلاك، وتمنحه صوتًا آخر وجسدًا آخر، وهي التي تولد الترجمان ككائن أمام وخلف وبجانب المؤلف. وإذا كانت الترجمة المفكرة تحرر النص الأصلي، فإن حرية الترجمان محكومة بأمرين؛ أولهما أنه لا يستسهل النص وسياقه، وثانيهما أنه لا ترجمة من دون فهم أو تأويل، إذ لا يمكن فصل الفهم عن التأويل، لأنهما يشكلان حرية المترجم. وأكد أن الحديث عن الترجمة يعيدنا إلى تراثنا، فـ”ترجمان الأشواق” لابن عربي يؤكد أن الترجمة ليست لسانية، بل هي سابقة على اللغة، وهي أمر يتجاوز اللغة. وأكد أيضًا أن الترجمة تمارس الفهم باعتباره تأويلًا، والتأويل يعني الرجوع إلى الأول، وشدد على أن العلاقة بين المترجم والنص ينبغي أن تكون علاقة محبة، فيمكن أن يقول المترجم “أنا النص والنص أنا” بلغة الحلاج.
وفي الجلسة الختامية لهذه الندوة الدولية، نوّه بوشعيب الساوري (كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية ـ سطات) بنجاحها الذي يعود الفضل فيه إلى جهود اللجنة التنظيمية، وعلى رأسها عميد كلية اللغات والفنون والعلوم الإنسانية، عبد القادر سبيل، والطاقم الإداري. ونوه أيضًا بالمجهود العلمي الذي بذلته اللجنة العلمية للندوة في تحكيم المقالات العلمية للمشاركين. وأكد في ختام كلمته على أن أشغال الندوة ستنشر في كتاب في منتصف عام 2024.