هذا الكتاب
على الرغم من الاتفاق على وجود خطوات عريضة محدَّدة لإنتاج بحثٍ علميٍّ حول موضوعٍ ما، ووجود معايير تحكيميّةٍ متفقٍ عليها أيضًا، فإنَّ الركيزة الرئيسة لأيِّ عملٍ كتابيٍّ يطمح إلى أن يُسمَّى بحثًا علميًّا هي الأصالة والإبداع؛ أي تميّزه واشتماله على إضافةٍ علميّةٍ جديدةٍ، تتفتح من خلالها آفاقٌ علميّةٌ جديدةٌ من شأنها الارتقاء بالفرد والمجتمع، وهي ركيزةٌ مفتقدةٌ في كثيرٍ من البحوث التي ينشرها أكاديميُّون وباحثون وأساتذة جامعات في المنطقة العربيّة. الأصالة والجدَّة والابتكار أهم السمات التي تميِّز البحث العلمي، فالباحث يبحث ليضيف شيئًا جديدًا، أصيلًا، مبتكَرًا، إلى العلم والمعرفة، لا ليجترَّ ما هو معروف أو ليكرِّر ما هو موجود مسبقًا؛ مثل إيجاد موضوع جديد لم يُدرس سابقًا أو إعادة دراسة موضوع قديم في زمن جديد أو بيئة جديدة تغيَّرت فيه الأحوال والأدوات، ومن ثمَّ الحصول على نتائج جديدة، أو دراسة مشكلة جديدة في موضوع مدروس سابقًا، أو إبداع طريقة جديدة أو مقاربة مختلفة في دراسة الموضوع نفسه والمشكلة ذاتها، أو تقديم عملٍ نقديٍّ للأعمال السابقة المشابهة لعمله البحثيِّ.
من مقدِّمة الكتاب – حازم نهار