كشفت قناة “القاهرة الإخبارية” مساء اليوم السبت نقلاً عن مصدر مصري مطلع على مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، أن “هناك اتصالات مصرية مكثّفة لتشكيل لجنة مؤقتة للإشراف على عملية إغاثة وإعادة إعمار القطاع”.
وقال المصدر “إن حركة حماس تؤكد التزامها باتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث، وأكدت عدم مشاركتها في إدارة القطاع خلال المرحلة المقبلة”.
إلى ذلك، قالت القناة 13 العبرية مساء اليوم إن إسرائيل والولايات المتحدة تضغطان لإجراء عملية تبادل إضافية خلال الأيام المقبلة، وأوضحت أن الضغط يهدف لإطلاق سراح المحتجزين الستة الأحياء المشمولين بالمرحلة الأولى في الأسبوع المقبل.
ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي وصفته بالرفيع قوله إن إسرائيل ستقبل إدخال البيوت المتنقلة إلى غزة إذا تم إطلاق سراح المحتجزين الستة.
وفي وقت سابق اليوم، وصلت حافلات تقل أسرى فلسطينيين محرّرين إلى قطاع غزة بعد الإفراج عنهم من السجون الإسرائيلية ضمن صفقة التبادل السادسة التي حصلت بين إسرائيل وحركة “حماس” وفق اتّفاق وقف إطلاق النار.
وأكد قيادي في حركة “حماس” لـ”فرانس برس” أن “333 من أسرانا الأحرار وصلوا إلى خان يونس” في جنوب قطاع غزة حيث كان في استقبالهم المئات من أفراد عائلاتهم وأقاربهم، مشيراً إلى غالبية المفرج عنهم “ممن اعتقلهم الاحتلال بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر (2023)، بالإضافة لأسرى أبعدهم الاحتلال” إلى قطاع غزة.
وأطلقت العديد من النساء الزغاريد، فيما ردد المستقبلون الذين رفع بعضهم أعلاماً فلسطينية، هتافات، منها “بالروح بالدم نفديك يا أسير”.
وقالت إدارة السجون الإسرائيلية أنها أفرجت عن 369 فلسطينياً من سجن عوفر القريب من رام الله وسجن كتسيعوت القريب من غزة بعد نقلهم من سجون عدّة إسرائيلية.
ونُقل الفلسطينيون المفرج عنهم الذين وصلوا عبر معبر كرم أبو سالم الإسرائيلي إلى المستشفى “الأوروبي” في خان يونس لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
ووصلت حافلة تقل مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين إلى مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة حيث كان حشد كبير في استقبالهم، بحسب ما أفاد صحافي في وكالة “فرانس برس”.
وعانق المعتقلون الذين كانوا يلفون الكوفية حول أعناقهم أهلهم وأقاربهم وحُملوا على الأكتاف قبل أن يتوجهوا للخضوع لفحص صحي سريع.
و ارتدى السجناء سترات بدلاً من إظهار ملابس السجن علناً.
وكان من بين المفرج عنهم في رام الله السبت أمير أبو رداحة، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 30 عاما.
وقال لـ”فرانس برس” من منزل عائلته في مخيم الأمعري قرب رام الله “رجعت بين أهلنا ورجعت من جديد وولدت من جديد. اليوم تاريخ ميلاد جديد. الحمد لله”.
وأكدت شقيقته “أنا بالطبع فرحة كثيرا. لم أنم الليلة من الفرح”.
وأفادت قناة “القاهرة الإخبارية” بأن “معبر رفح استقبل 24 أسيراً فلسطينياً مبعداً من ضمن الدفعة السادسة”.
وقالت حركة “حماس” في بيان: “نبارك لأسرانا الأحرار ولعائلاتهم ولشعبنا الفلسطيني هذا الإنجاز الوطني الكبير على طريق التحرير والعودة. هذه اللحظات التي نشهد فيها أسرانا الأبطال يعانقون الحرية هي خطوة جديدة في مسيرتنا الطويلة نحو القدس”.
وأكّدت أن “قضية تحرير الأسرى ستبقى على رأس أولويات شعبنا ومقاومتنا الباسلة ولن يكتمل النصر إلا بكسر قيدهم جميعاً”.
واعتبرت أن “الإفراج عن 3 أسرى للعدو يضعه أمام مسؤولية الالتزام بالاتفاق والبروتوكول الإنساني وبدء مفاوضات المرحلة الثانية”.
وأردفت: “وحدة شعبنا ومقاومته كفيلة بإفشال كل مخططات التهجير كما أفشلت كل مشاريع الاحتلال السابقة”.
وأدانت الحركة “جريمة الاحتلال بوضع شعارات عنصرية على ظهور أسرانا ومعاملتهم بعنف في انتهاك فاضح للقوانين الإنسانية”.
عملية التبادل السادسة… تسليم 3 رهائن إسرائيليين وبدء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين
تحذير!
إلى ذلك، حذّرت مجموعة إسرائيلية تقود حملة من أجل إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة السبت من إفشال الهدنة الحالية، مؤكّدة ضرورة عدم ضياع الزخم المكتسب في الأسابيع الأخيرة.
وقال “منتدى عائلات الرهائن” في بيان: “لا يمكننا السماح بانهيار هذا الاتفاق، يجب أن نستمر في استخدام هذا الزخم للتوصل إلى اتفاق سريع ومسؤول للجميع!”.
ودعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين للإضراب عن الطعام الإثنين و”هو اليوم الـ500 لأبنائنا في غزة”، متابعة: “على الحكومة العمل من أجل إخراج الـ73 مختطفاً في غزة فوراً”.
في السياق، دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر السبت جميع الأطراف المعنيين إلى “فعل المزيد” لضمان أن تحصل عمليات تبادل الرهائن والمعتقلين الفلسطينيين المقررة بموجب الهدنة “بكرامة واحترام الخصوصية”.
وقالت المنظمة الإنسانية في بيان إن “اللجنة الدولية للصليب الأحمر تواصل التعبير عن قلقها إزاء الطريقة التي تتم بها عمليات الإفراج عن الرهائن (الإسرائيليين في غزة) والمعتقلين” الفلسطينيين لدى إسرائيل.
وأضاف البيان أنه “على الرغم من دعوات متكرّرة لإجراء عمليات النقل بكرامة واحترام الخصوصية، يتعين على جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الوسطاء، فعل المزيد لتحسين عمليات النقل المستقبلية”.
شكر روسي
وأعرب الكرملين عن امتنانه لحركة “حماس” لإطلاق سراح رهينة روسي إسرائيلي من غزة.
وقال المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، وفق ما نقلت عنهوكالة أنباء “ريا نوفوستي”، “ترحّب موسكو بإطلاق سراح ألكسندر تروفانوف (الذي عرّفته إسرائيل باسم ساشا تروفانوف) وتعرب عن امتنانها لقيادة حماس لاتخاذ هذا القرار”.
في فترة قبل الظهر، سلمت حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي” ثلاثة رهائن إلى الصليب الأحمر الدولي في خان يونس. وقد أعلن الجيش الإسرائيلي تسلم الرهائن الثلاثة بعد إطلاق سراحهم، وقد وصلوا إلى البلاد.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنّه “سيواصل جهوده الحثيثة لاستعادة جميع الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين وإعادتهم إلى أحضان عائلاتهم”.
تصفّح هنا – ترامب: سندعم أي قرار لإسرائيل بشأن ملف الأسرى
وفي تعليق على عملية التبادل، أكدت حركة “حماس” في بيان أن “إطلاق سراح الدفعة السادسة من الرهائن تأكيد ألا سبيل للإفراج عنهم إلا بمفاوضات”.
وأضافت: “لا هجرة إلا للقدس وهذا هو ردنا على كل دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب”.
بدوره، أفاد مكتب نتنياهو بأنّه “بفضل التصريح الواضح والحاسم للرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجعت حماس واستمر الإفراج عن الرهائن”.
وقال إنَّ حركة “حماس” حاولت انتهاك الاتفاق و”نحن نُعد قواتنا بالكامل للمتابعة بكل الطرق”.
العلامات الدالة