رووداو ديجيتال
أكد وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، أن البلاد نجحت في تعزيز حضورها الدبلوماسي على المستوى الإقليمي والدولي، مشيراً إلى “سوريا ترفض الإملاءات الخارجية وتتمسك بسيادتها واستقلال قرارها”.
وقال وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، خلال كلمته في مؤتمر الحوار الوطني السوري، يوم الثلاثاء (25 شباط 2025)، إن سوريا واجهت خلال السنوات الماضية “حرباً ممنهجة من قبل نظام مجرم، بالإضافة إلى محاولات العزل السياسي والاقتصادي واستهداف البنية المجتمعية للشعب السوري”، إلا أنها لم تستسلم لهذه الضغوط، بل “تبنّت سياسة خارجية متزنة قائمة على الانفتاح والحوار والدبلوماسية الفاعلة”.
نهج سياسي قائم على الانفتاح والتوازن
وأوضح الشيباني أن السياسة الخارجية السورية ارتكزت على “احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في شؤون الآخرين والتعاون المشترك”، مشيراً إلى أن سوريا جزء لا يتجزأ من محيطها، وتؤمن بأن العمل الإقليمي والدولي هو السبيل الوحيد لمواجهة التحديات التي تهدد دولنا وشعوبنا”.
وأشار إلى أن المرحلة الماضية شهدت حضوراً دبلوماسياً فاعلاً لسوريا في مؤتمرات دولية كبرى، منها مؤتمر الرياض، دافوس، باريس، ميونخ، القمة العالمية للحكومات في الإمارات، ومؤتمر العلا في السعودية، مؤكداً أن هذه المشاركات تعكس الدور الإقليمي المتزايد لسوريا في المشهد الدولي.
التعامل مع العقوبات الاقتصادية وتعزيز التعاون الاقتصادي
وفيما يتعلق بالعقوبات الاقتصادية، أشار الشيباني إلى أن سوريا نجحت من خلال الدبلوماسية الفاعلة والتواصل المستمر مع الدول الصديقة في “تعليق بعض العقوبات وتخفيف آثارها، وذلك عبر تعزيز التعاون الاقتصادي مع الدول الحليفة، والبحث عن بدائل تُسهم في تحقيق الاستقرار الاقتصادي للشعب السوري”.
وأكد أن” العقوبات المفروضة على سوريا غير شرعية ولا تستند إلى أي أساس قانوني أو أخلاقي، بل تُستخدم كأداة للضغط على إرادة الشعب السوري، وهو ما أدركته العديد من الدول التي بدأت بمراجعة سياساتها تجاه سوريا”.
السياسة الخارجية السورية: مراحل متعددة ونهج ثابت
وأوضح الشيباني أن السياسة الخارجية السورية مرت بعدة مراحل استراتيجية، أبرزها:
التوازن والانفتاح: حيث حرصت سوريا على بناء علاقات متينة مع الدول التي احترمت سيادتها، دون إغلاق باب الحوار مع أي طرفٍ يسعى إلى إعادة بناء علاقاته معها على أساس الاحترام المتبادل.
التمسك بالثوابت الوطنية: أن سوريا لم ولن تقبل بأي مساس بسيادتها أو استقلال قرارها الوطني، وستواصل العمل وفق سياسة تحفظ مصالح الشعب السوري بعيداً عن أي ضغوط أو إملاءات خارجية.
تعزيز التعاون الإقليمي والدولي: حيث شدد على أن الأمن والاستقرار في سوريا ينعكس إيجابياً على المنطقة والعالم، مما دفع سوريا إلى تكثيف جهودها لتعزيز التعاون مع الشركاء الإقليميين في القضايا الأمنية، السياسية، والاقتصادية.
العمل على إعادة الإعمار ورفع العقوبات: موضحاً أن سوريا تسعى لبناء شراكات حقيقية مع الدول الراغبة في المساهمة في إعادة إعمارها، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتعاون في مختلف القطاعات.
سوريا تواصل العمل الدبلوماسي لتعزيز الاستقرار
وفي ختام كلمته، شدد الشيباني على أن سوريا تواجه تحديات غير مسبوقة، لكنها مستمرة في العمل الدبلوماسي الجاد مع الدول التي تؤمن بالحوار والتعاون، مؤكداً أن الهدف هو “بناء مستقبل أكثر استقراراً وعدلاً للشعب السوري ولشعوب المنطقة كافة”.