كشف وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين عن تلقي العراق ما قال إنها “رسائل”، عبر طرف ثالث، بنية إسرائيل شنّ هجمات عسكرية على البلاد رداً على عمليات الفصائل المسلحة ضد الكيان، مؤكداً أن تدخل الولايات المتحدة الأميركية بهذا الأمر منع وقوع تلك الضربات. وقال حسين في لقاء بثه التلفزيون الرسمي العراقي إنّ “التهديدات الصهيونية بضرب العراق كانت واضحة، وحكومتنا ودستورنا ومصالحنا تمنعنا من قرار الحرب، ووصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على العراق”.

وأضاف حسين “أجرينا اتصالات مع واشنطن ودول أخرى ونجحنا بإبعاد العراق عن الضربات الصهيونية، لكن هناك تهديدات، وبحكم الجغرافيا نتخوف من تأثيرات أي حرب ضد إيران”. وأكد حسين في المقابلة التي نشرتها أيضاً وكالة الأنباء العراقية (واع)، اليوم الثلاثاء، أنّ “الهدف الأول للدبلوماسية العراقية إبعاد البلاد عن خطر الحرب، ورؤيتنا حول أحداث السابع من أكتوبر (تشرين الأول 2023) كانت واضحة بأنها ستجرّ لحروب أخرى بالمنطقة، وقراءتنا لأحداث السابع من أكتوبر أنها ستلد حروباً أخرى والنهاية إما المساومة أو استمرار الحرب، والمساومة التاريخية أعني بها احتمال الاتفاق بين واشنطن وطهران بشأن المشروع النووي”.

 

وبين الوزير أنّ “العراق يختلف عن دول المنطقة في علاقاته مع الولايات المتحدة الأميركية، وطلبنا عقد جولة من الحوار الاستراتيجي بين العراق وأميركا خلال العام الحالي في واشنطن، وسياسة العراق هي إبعاد البلاد عن نار الحرب، والحكومة نجحت في سياسة إبعاد العراق عن الحرب لكن نحتاج إلى الهدوء في الداخل”.

وتابع أنّ “التواصل مستمر مع الجانب الأميركي ونحتاج إلى عمل متواصل مع إداراتها الجديدة، وأميركا لم تطلب من العراق قطع علاقته مع إيران، وموضوع الفصائل مطروح سابقاً وأميركا ليست سعيدة تجاهها، أما الحشد الشعبي فهو قانوني، خاصة أن أغلب القيادات السياسية تؤمن بتقوية الدولة وترفض أي جهة تعمل خارجها، والسلاح خارج الدولة غير مقبول داخلياً وخارجياً”.

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، 22 إبريل 2024 (Getty)
أخبار
السوداني يتعهّد لواشنطن بحماية مستشاري التحالف الدولي في العراق

من جهته، قال الخبير في الشأن الاستراتيجي والعسكري سيف رعد، لـ”العربي الجديد”، إن “خطر العدوان الإسرائيلي على العراق ما زال قائماً. العدوان لم يلغَ، بل تم تأجيله من قبل الاحتلال، وخاصة أن المعطيات تؤكد أن الكيان الصهيوني حدد منذ فترة حتى الأهداف التي ينوي ضربها داخل العمق العراقي”.

وبيّن رعد أن “الضربات التي تلوح بها قوات الاحتلال قد تستهدف مقرات رئيسية ومخازن أسلحة للفصائل المسلحة، وربما تشمل ضرب قادة بارزين في تلك الفصائل من الخط الأول، كما حصل مع حزب الله اللبناني وحركة حماس، والضربات تأجلت بضغط أميركي على الكيان، وبالتالي لم تلغ الضربات وإنما تأجلت لوقت آخر”.

وأضاف الخبير في الشأن الاستراتيجي والعسكري أن “إدارة (دونالد) ترامب تختلف كلياً عن إدارة جو بايدن السابقة، فهي ربما ستكون داعمة وبقوة لأي ضربات إسرائيلية على العراق، باعتبار ذلك جزءاً من عمليات حق الرد والدفاع عن النفس، وإسرائيل ربما تنتظر الوقت المناسب لها من الناحية العسكرية لشن تلك الضربات، والتي أكدت واشنطن لبغداد أنها أجلت الضربات ولم تلغِها كما يتصور البعض”.

google newsتابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News