المقدمة
يمتلك الكُرد في تركيا ما بين 10-15% من الأصوات في الانتخابات التركية، أي ما يعادل 60-80 مقعدًا برلمانيًا يمثلون المطالب الكردية في تركيا. ومع ذلك، فإن هذا العدد يُعد قليلًا مقارنة بحجمهم السكاني، الذي يُقدر بنحو ثلث سكان تركيا. هناك جزء آخر من الكُرد يصوّت لصالح رجب ما يمنحه دعمًا يعادل 50 مقعدًا برلمانيًا بالصوت الكوردي فقط.
النسبة المذكورة صحيحة أيضًا فيما يتعلق بمدينة إسطنبول، حيث يوجد هناك ما يقارب مليون ناخب كردي.
من يحكم إسطنبول يحكم تركيا
لا يختلف تعامل تركيا مع الكُرد كثيرًا بين حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري لكن الاستثمار في الاستقطاب السياسي بين الحزبين المتنافسين كان ضمن استراتيجية حزب الشعوب الديمقراطي، الذي يُعرف اليوم باسم (حزب دم).
من منظور حزب دم، فإن ترجيح كفة الميزان السياسي بين الحزبين المتعادلين أمر سهل بفضل امتلاكه مليون صوت كردي يمكن توجيهها لحسم أي معركة انتخابية.
في انتخابات بلدية إسطنبول لعام 2019، تفوّق أكرم إمام أوغلو على مرشح حزب العدالة والتنمية بفارق 23 ألف صوت فقط، ما دفع رجب التشكيك فيها وفرض إعادة الانتخابات. في جولة الإعادة، صوّت حزب الشعوب الديمقراطي بكثافة لصالح إمام أوغلو عند الإعادة، مما أدى إلى توسيع الفارق إلى 800 ألف صوت، ليفوز برئاسة بلدية إسطنبول ويمهد الطريق أمامه نحو الرئاسة التركية. طبعا أكرم إمام اوغلو لم ينس جميل وقتها وأعادة الجميل.
كنت قد سألت أبو الدهاء الإلكتروني عن مسار تلك الانتخابات الجدلية عام 2019 فنشر لي طرحية كاملة عنها. لئلا اخرج عن المسار الصقها في أول تعليق.
ضربة المعلم جميل
اسمه الحقيقي جمعة، وكان واحدًا من 22 شخصًا اجتمعوا في منزل ريفي طيني بسيط في قرية فيس ذات مساء شديد البرودة يوم 22 نوفمبر 1978، حيث تم وضع اللبنة الأولى للحزب. وهو أحد ثلاثة مؤسسين للحزب لا يزالون على قيد الحياة حتى اليوم.
حاليًا، يتولى هذا القيادي الدور السياسي في المكتب التنفيذي للحزب، إلى جانب كونه يشرف على خمسة أحزاب سياسية أخرى تعمل في مختلف مناطق كردستان، من بينها حزب دم في تركيا، الذي صوّت لصالح أكرم إمام أوغلو في انتخابات الإعادة بتوجيه مباشر منه معاقبة لرجب الذي نكث عهوده وتوافقاته مع الكورد في مفاوضات السلام وقمعه وأعتقاله لهم، مما أدى إلى قلب إسطنبول على راس رجب اليوم، وسيكون ذلك فاتحة لقلب تركيا بأكملها على راسه.