تداعيات القصف الإسرائيلي على غزة (أ ف ب)

اتخذ الأمين العام للأمم المتحدة خطوة نادرة لتحذير مجلس الأمن رسمياً من تهديد عالمي تمثله حرب  غزة في الوقت الذي تسعى فيه الدول العربية إلى استغلال ذلك لدفع المجلس للدعوة إلى وقف إطلاق النار خلال أيام.

وقدمت الإمارات إلى المجلس مشروع قرار مقتضباً اطلعت عليه “رويترز” يعمل بناءً على رسالة غوتيريش بالمطالبة “بوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” في الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال دبلوماسيون إن الإمارات تهدف إلى طرح النص للتصويت، غداً الجمعة، عندما يطلع غوتيريش المجلس على الوضع في غزة. ويتطلب تبني القرار موافقة ما لا يقل عن تسعة أصوات وعدم استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل الدول الخمس دائمة العضوية، وهي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا.

وقالت بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة على منصة “إكس”، “يحظى مشروع القرار الذي تقدمت به الإمارات بدعم المجموعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، والذي يعد ضرورة أخلاقية وإنسانية نحث عبرها جميع الدول على دعم دعوة الأمين العام”.

وتعارض الولايات المتحدة وحليفتها إسرائيل وقف إطلاق النار وتقولان إنه لن يعود بالنفع إلا على “حماس”. وبدلاً من ذلك، تدعم واشنطن إعلان هدن لحماية المدنيين والسماح بالإفراج عن الرهائن الذين احتجزتهم “حماس” في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على إسرائيل.

وقال المبعوث الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن من المقرر أن يزور الوزراء العرب واشنطن اليوم الخميس، وسيناقشون مشروع قرار مجلس الأمن مع المسؤولين الأميركيين.

 

وأضاف منصور للصحافيين بينما كان السفراء العرب لدى الأمم المتحدة يقفون بجواره، أن “على رأس جدول الأعمال ضرورة وقف هذه الحرب. يجب وقف إطلاق النار، ويجب أن يحدث ذلك على الفور”.

وكانت الولايات المتحدة قد امتنعت عن التصويت الشهر الماضي للسماح لمجلس الأمن بتبني قرار يدعو إلى فترات توقف في القتال. وانتهت هدنة استمرت سبعة أيام في الأول من ديسمبر (كانون الأول)، وأطلقت خلالها “حماس” سراح بعض الرهائن وزادت المساعدات الإنسانية لغزة.

في السياق، اتهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان غوتيريش بأنه بلغ “انحطاطاً أخلاقياً جديداً” بإرسال الرسالة إلى مجلس الأمن، مضيفاً أن “دعوة الأمين العام إلى وقف إطلاق النار هي في الواقع دعوة إلى إبقاء حكم (حماس) في غزة”.

وقال غوتيريش للمجلس في رسالته إن الحرب “قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين”. واعتمد غوتيريش في ذلك على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي تسمح له “بلفت انتباه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حماية السلم والأمن الدوليين”.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن المادة لم تستخدم منذ عقود.

تابعوا تطورات الحرب بين إسرائيل و”حماس” في هذه التغطية.

  • رئيس وزراء إسبانيا يؤيد رسالة غوتيريش لمجلس الأمن الدولي في شأن غزة

    أعرب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز عن “دعمه الكامل” للرسالة غير المسبوقة التي أرسلها الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى مجلس الأمن الدولي الأربعاء للمطالبة بإرساء هدنة إنسانية في قطاع غزة.

    وكتب رئيس الوزراء الاشتراكي على منصة إكس أن “الكارثة الإنسانية في غزة لا تطاق. أعبر عن دعمي الكامل للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في تفعيله المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة”.

    وسانشيز، أحد أكثر القادة انتقاداً لإسرائيل في الاتحاد الأوروبي، دعا في منشوره مجلس الأمن الدولي إلى “التحرك فوراً وفرض وقف إطلاق نار إنساني” في الحرب الدائرة بين إسرائيل وحركة “حماس”.

    والأربعاء أرسل غوتيريش للمرة الأولى منذ توليه الأمانة العامة في 2017 رسالة إلى مجلس الأمن الدولي بموجب المادّة 99 من ميثاق المنظمة الأممية التي تتيح له “لفت انتباه” المجلس إلى ملف “يمكن أن يعرض السلام والأمن الدوليين للخطر”.

    وقال الأمين العام في رسالته إنه “مع القصف المستمر للقوات الاسرائيلية، ومع عدم وجود ملاجئ أو حد أدنى للبقاء، أتوقع انهياراً كاملاً وشيكاً للنظام العام بسبب ظروف تدعو إلى اليأس، الأمر الذي يجعل مستحيلاً (تقديم) مساعدة إنسانية حتى لو كانت محدودة”.

    وأضاف “قد يصبح الوضع أسوأ مع انتشار أوبئة وزيادة الضغط لتحركات جماعية نحو البلدان المجاورة”.

    وحذر غوتيريش من “أننا نواجه خطراً كبيراً يتمثل في انهيار النظام الإنساني. الوضع يتدهور بسرعة نحو كارثة قد تكون لها تبعات لا رجعة فيها على الفلسطينيين وعلى السلام والأمن في المنطقة”.

    وأضاف “يتحمل المجتمع الدولي مسؤولية استخدام نفوذه لمنع تصعيد جديد ووضع حد لهذه الأزمة” داعياً أعضاء مجلس الأمن إلى “ممارسة الضغط لتجنب حدوث كارثة إنسانية”.

    وسارعت إسرائيل إلى التنديد بخطوة غوتيريش، متهمة الأمين العام بدعم حركة “حماس”.

    وقال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين في منشور على منصة إكس إن “ولاية غوتيريش تمثل تهديداً للسلام العالمي. إن مطالبته بتفعيل المادة 99 (من ميثاق الأمم المتحدة) والدعوة لوقف لإطلاق النار في غزة يشكلان دعماً لمنظمة (حماس)”.

  • وزير الدفاع البريطاني يزور الشرق الأوسط لبحث سبل تعزيز المساعدات لغزة

    قال مكتب وزير الدفاع البريطاني جرانت شابس، اليوم الخميس، إن الوزير سيستغل زيارته لإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة للدفع من أجل توصيل المساعدات الإنسانية بوتيرة أسرع بما في ذلك عن طريق البحر مباشرة إلى غزة.

    وسيناقش مع القادة هناك الخيارات المتاحة لتزويد المدنيين في غزة بمزيد من المساعدات وكيف يمكن لبريطانيا دعم السلطة الفلسطينية واستعادة الرهائن، فضلا عن الجهود المبذولة لمنع المزيد من التصعيد في الشرق الأوسط.

    وقال شابس “نعمل على إيجاد أفضل طريقة لإيصال المساعدات والدعم لمن هم في أمس الحاجة إليها بأسرع الطرق. ويشمل ذلك خيارات عن طريق البر والبحر والجو”.

    وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قال شابس إن بريطانيا تدرس إرسال سفينة الدعم العسكري ليم باي لتوفير المساعدات الطبية والإنسانية في الشرق الأوسط.

    ومن المقرر أن يلتقي شابس مع وزير الداخلية في السلطة الفلسطينية اللواء زياد هب الريح لبحث ضرورة اتخاذ إجراءات لتحسين الوضع الأمني ​​للفلسطينيين في الضفة الغربية، بحسب ما أعلن مكتبه.

    كما سيجتمع في تل أبيب مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت “لبحث الوضع الأمني ​​الحالي والخطوات المقبلة لإسرائيل”.

    ومن المقرر أن يزور شابس أيضا مجمع كفار عزة السكني في جنوب إسرائيل والذي شهد هجوما من “حماس” في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).