خَلَت جلسة النقاش حول سورية في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الذي افتُتحت جلساتُه في تركيا أمس الجمعة، من أيّ متحدث سوري، ما دفع مساعد وزير الخارجية التركي نوح يلماز، للإيضاح أمام الحضور، اليوم السبت، أن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، كان مقرراً أن يشارك في الجلسة، غير أنه اضطر إلى السّفر.
ولم يمنع إيضاح المسؤول التركي سيدةً بين الحضور من السّؤال عن سبب غياب أي متحدث سوري عن منصة الجلسة التي أخذت عنوان “سورية بين إعادة البناء وإعادة الوفاق”، وشارك فيها، بالإضافة إلى يلماز، المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون، ونائب المدير التنفيذي ورئيس العمليات في برنامج الغذاء العالمي كارل سكاو، ورئيس شبكة التنمية المستدامة في الأمم المتحدة جيفري ساش.
وأشار يلماز في الجلسة التي أدارها رئيس منتدى الشرق وضاح خنفر، إلى استطلاع نشرت نتائجه أخيراً، وجاء فيه أن ثلثي السوريين راضون عن أداء الرئيس أحمد الشرع وحكومته، موضحاً أن تركيا تنسق جيداً مع السلطات السورية في مواقفها الرافضة للاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، “وهي اعتداءات تؤكد سياسة توسعية لإسرائيل وتحدث فوضى وعدم استقرار في المنطقة”، وأفاد بأن بلاده تنظر في طلبات أمنية توجهت بها الحكومة السورية.
من جانبه، شدد بيدرسون على ضرورة رفع العقوبات عن سورية، معتبراً أن إبقاءها يصعّب حياة السوريين وعملية الإعمار، وتأثيراتها تطاول الوضع الاقتصادي العام، والطاقة، وعمل المصارف، سيّما وأنها عقوبات موروثة من عهد نظام الأسد المخلوع، وأضاف المبعوث الأممي أن السوريين “يتطلّعون إلى أن يروا وعود الشرع وقد تحقّقت، على الصعيد الاقتصادي، وكذلك على صعيد المصالحة الوطنية في البلاد”، وقال إن الأمم المتحدة تعمل مع الحكومة السورية لتأمين احتياجات السوريين، غير أنها وحدها لن تنجح، ولفت إلى أن إسرائيل تلعب بالنار في اعتداءاتها المتكررة على سورية.
بدوره، حمل جيفري ساش الولايات المتحدة مسؤولية كبرى عما شهدته سورية من اقتتال ما بعد العام 2011، “وهي التي ظلت تدعم إسرائيل التي استهدفت سورية كثيراً، ودعمت جماعات محلية في البلاد”، كما اتهم واشنطن بدعم جماعات متشددة في سورية.
وفي حديثه خلال الجلسة، قال كارل سكاو إن ثلاثة ملايين في سورية يعانون من شحّ الأغذية، وإن برنامج الغذاء العالمي يحتاج إلى أموال لكي يقوم بدوره، وأفاد بأن عدم وجود أمن غذائي في سورية سيُشعر أهل هذا البلد بعدم الاستقرار.
يذكر أن الشرع، شهد جلسة افتتاح المنتدى أمس الجمعة، وقال فيها إنّ أمن سورية واستقرارها من أمن تركيا، وإن بلاده تعمل بتوافق مع جميع الأطراف، بما فيها الولايات المتحدة وروسيا، لدفع المسار السياسي السوري. وقد اجتمع مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، مساء أمس، على هامش أعمال المنتدى، وناقشا العلاقات الثنائية بين البلدين. وذكرت دائرة الاتصال في الرئاسة التركية أن أردوغان قال في اللقاء إن بلاده ترحب بعدم منح الفرصة للذين يعملون على إعادة الفوضى إلى سورية، وأضاف أن السنوات المقبلة ستشهد استقراراً ورفاهية وسلاماً في سورية، لافتاً إلى أنّ بلاده ستواصل جهودها الدبلوماسية لرفع العقوبات الدولية المفروضة على دمشق، كما أكد أن تركيا ستواصل دعمها لكي تستعيد سورية استقرارها.
google newsتابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News
دلالات
سورية
دمشق