تتجه الأنظار نحو نتائج الزيارة الأميركية التي قام بها نواب من الكونغرس إلى سوريا الأسبوع الماضي، والتقوا خلالها الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع، وإن كانت الزيارة غير رسمية، إلّا أن محادثاتها كانت مهمة كونها تطرّقت إلى مستقبل سوريا واحتمال التطبيع مع إسرائيل.
في هذا السياق، تحدّث النائب الجمهوري عن ولاية إنديانا، مارلين ستوتزمان، أحد أعضاء الوفد الذي التقى الشرع، إن الأخير “منفتح” على تطبيع العلاقات مع إسرائيل والانضمام إلى اتفاقات “أبراهام”، كونها “ستعزز مكانة” سوريا مع إسرائيل ودول الشرق الأوسط الأخرى، وبالطبع الولايات المتحدة.
وفي حديث لصحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، نقل ستوتزمان شروط سوريا والشرع للتطبيع، وأهمها أن “تبقى سوريا دولة موحدة وذات سيادة”، لافتاً إلى قلق الشرع من “تقسيم سوريا إلى مناطق، لا يريد أن يرى ذلك يحدث”، مشيراً إلى أن الشرع يريد أن يرى “سوريا موحدة”.
الشروط الأخرى كانت وجوب “معالجة التعديات الإسرائيلية قرب مرتفعات الجولان، ووجوب ألا يكون هناك المزيد من القصف الإسرائيلي في سوريا”، وفق ما ينقل ستوتزمان عن الشرع، معتبراً أنه “منفتح على الحوار”.
وفي السياق نفسه، وجّه ستوتزمان رسالة إلى الإسرائيليين، قال فيها “من الواضح أن هذا النظام أفضل من نظام الأسد. تحدثوا إليه – ما الذي ستخسرونه؟ هل يمكنه أن يخدعنا؟ نعم – وعارٌ عليه إن فعل. لكن هذا لا يعني أنه لا يجب علينا التحدث إليه. إذا التزم بالخطوات التي نعتبرها جميعًا مهمة، فعندئذٍ يمكننا التحدث عن المرحلة التالية. عدم التواصل معه قد يدفعه للعودة إلى روسيا وإيران”.
إلى ذلك، أشار ستوتزمان إلى لافتات في دمشق كتب عليها: “لنجعل سوريا عظيمة مرة أخرى”، لافتا الشعب السوري “معجب بلا شك بالرئيس الأميركي دونالد ترامب”، وقال: “لقد شعرت برغبة حقيقية في الدخول في حوار وربما بناء علاقة مع الولايات المتحدة.”.
وفي هذا الإطر، قال ستوتزمان إن الشرع أخبرهم أنه يريد تحويل سوريا إلى “شيء مختلف تماماً” عما كانت عليه خلال العقود الماضية، “كان متحمسًا للحديث عن التجارة والسياحة وتطوير طرق التجارة من الجنوب إلى الشمال وصولًا إلى أوروبا، مما قد يقلل أوقات النقل بشكل كبير”.
وإذ أقرّ ستوتزمان بماضي الشرع كعضو سابق في تنظيم القاعدة، لكنه قال إن انطباعه الأول كان أن الرئيس السوري الجديد “قد مرّ بفترة تحوّل”، وأضاف: “أجرينا محادثة جيدة للغاية، إنه شابٌ في أوائل الأربعينيات من عمره، كان هادئاً وعميق التفكير، ومن الواضح أنه يعمل بجدٍّ مع كل ما يحدث منذ توليه السلطة في سوريا”.
ولفت ستوتزمان إلى أن الشرع “لا يطلب من الولايات المتحدة أموالاً، بل فقط رفع العقوبات – وأعتقد أن هذا أمرٌ يجب أخذه في الاعتبار”.
وختم ستوتزمان “إذا نفذ الشرع ما يقول إنه يريده، فقد تزدهر سوريا، وتصبح مكاناً يُشبّهه الناس بإسطنبول، بلدٌ مزدهرٌ على الساحة العالمية، هذه فرصةٌ رائعة له – إن أحسن. وإن أخطأ، ستكون هناك عواقب”.