Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • الإشاعة حقيقة والحقيقة إشاعة … أسامة إسبر……المصدر :العربي الجديد
  • مقالات رأي

الإشاعة حقيقة والحقيقة إشاعة … أسامة إسبر……المصدر :العربي الجديد

khalil المحرر مايو 24, 2025

نعيش في زمن الشائعات. تأتي الأخبار من مصادر مختلفة، وبتدفّقٍ غير مسبوق يسبّب إرباكاً حقيقياً. نشككّ بكلّ ما نسمعه ونراه بسبب تعدّد الرواة والمصادر. هذا ما دفع الفيلسوف الفرنسي جاك إلول (1912- 1994) إلى القول إن الدعاية المعاصرة لا تعتمد على الأكاذيب فحسب، بل على إغراقنا بالمعلومات المتناقضة، فتتفكّك الحقيقة نفسها، وتتحول إشاعةً لا يمكن التحقّق منها. ذلك أن وسائل الإعلام تضخّ كمّاً هائلاً من التفسيرات والتأويلات تشوّه الوقائع وتنصّب الانطباعات الشخصية وإملاءات العواطف على كرسي المعايير المعرفية. في جوّ مثل هذا، يمكن القول عن “اختطاف” الفتاة السورية ميرا جلال ثابت، ثم ظهورها عروساً سعيدةً، إنه جرى ولم يجرِ. هناك سرديات تؤكّد “الاختطاف” وأخرى مضادّة تنفي. رواة يتبعون الخطاب الرسمي وآخرون يعارضونه، ولكلٍّ منهم قصّته عن ميرا جلال ثابت، التي أشيع أنها اختُطفت من معهد أتت إليه كي تقدّم الامتحان، واختفت فيما كان والدها ينتظرها خارجه.

بعد انتشار القصة وظهور ميرا في نقاب غريب عن بيئتها، سمعنا روايةً مختلفةً تناقلها إعلاميون كثيرون، قالت إن ما جرى لم يكن إلا قصّة حبّ. بين روايتَين، واحدة تؤكّد السبي وشرعنته، وأخرى تنفيه وتصوّر الاختفاء هرباً رومانسياً لفتاة مع حبيبها، ضاعت حقيقة ما حدث لميرا، ليس لأن الرواية الأولى صادقة والثانية كاذبة أو العكس، بل لأن المرأة في مجتمعنا لا تستطيع أن تروي قصّتها.

نعيش في جو تُحوَّل فيه الإشاعةُ حقيقةً والحقيقةُ إشاعةً. في مناخ كهذا، لا حاجة لأن تنطق، ثمّة من ينطق عنك أو يُنطِقكَ، ثمّة من يُفسّر تعابير وجهكَ ويدرس ملامحكَ كي يتوصّل إلى استنتاجاته الخاصّة. قد تكون في مقابلة غاضباً مكتئباً، وفي أخرى ضاحكاً سعيداً، ويتم البناء على ذلك. غير أنه في هذه المقابلات يُغفَل السياق، ويُركّز في تفاصيل مثل العبوس أو الضحكة أو آثار القيد على اليد أو وشم يحمل اسم الحبيب. ومن هذه التفاصيل تُبنى سرديات تصنع الرأي العام. لا يهم إن كنتَ تكذب أو تقول الحقيقة، ما يهم هو أنك صرت موضوعاً للإعلام، الذي يُسوِّقكَ كذبةً أو حقيقةً. تزدهر الشائعات وتتسيّد المشهد العام، بحسب عالم الاجتماع الفرنسي جان نويل كابفيرر، صاحب كتاب “الشائعات… الوسيلة الإعلامية الأقدم في العالم” (نقلته إلى العربية تانيا ناجيا، دار الساقي، بيروت، 2007)، في بيئات تنهار فيها الثقة بالمؤسّسات الحكومية. فعندما تفقد الهيئات القضائية والصحافة والمؤسّسات التعليمية مصداقيتها في نظر الناس ينشأ فراغ في السلطة والمعلومات الموثوقة. في هذا الفراغ يلجأ الأفراد إلى شبكاتهم غير الرسمية من أصدقاء وأقارب، وإلى منصّات التواصل أو مصادرَ مجهولةٍ للبحث عن تفسير أو خبر. إلا أن هذه المصادر تفتقر إلى آليات التحقّق والتدقيق، ما يتيح للشائعات الانتشار بلا ضوابط. وكلّما تراجعت الثقة في المصادر الرسمية، ازداد الاعتماد على الروايات العاطفية أو المتخيّلة، التي “يُراد لها أن تكون صحيحةً”، حتى إن كانت زائفةً.

تكشف قصّة ميرا في سورية أن من يملك وسائل الإعلام يمتلك الحقّ والقدرة على تحديد ما هو “حقيقي”

في الحالة السورية، لا نضع في الحسبان غياب الديمقراطية وسلطة القانون. لا نناقش غياب القضاء النزيه، ولا يُطرح السؤال عما إذا كانت المرأة في زمن الذكور، تمتلك استقلاليتها أو قدرتها على الجهر بما يدور في ذهنها، في جوّ تسوده ثقافة الشرف والعرض. يفتح التضارب بين الروايتَين حول حقيقة ما حدث لميرا باباً لسؤال فلسفي قديم متجدّد: ما هي الحقيقة؟… بحسب نظرية التطابق، الحقيقة هي ما يتطابق مع الواقع. لكنّنا (قرّاءً أو مشاهدين) لا يمكننا أن نصل إلى ميرا كي نستمع إليها في بيئة مستقلّة. هل نثق بمن يروي عنها؟ وعلى أيّ أساس؟ فالحقائق تصلنا عبر وسطاء، وهنا يكمن الخطر: في زمن السوشيال ميديا يطيح التأثير الصدق، ويُصبح انتشار القصّة معياراً لصحّتها. وتتعقّد المسألة أكثر في ظلّ التطوّر الهائل والمتسارع للذكاء الاصطناعي، إذ يمكن تزييف كلّ شيء وتقديمه حقيقةً.

انهار الخطّ الفاصل بين الحقيقة والكذب. لم يعد الإعلام يكتفي بالكذب، بل يعيد تصوير الواقع بطريقة تجعل الكذب يبدو منطقياً، كما تفعل الأنظمة الشمولية، في وصف حنّة أرندت لها. صارت الحقيقة تُنتَج داخل منظومات السلطة، أو بيد من يدورون في فلكها. لكنّ المنظومات التي تعمل في الواقع السوري هي “شبه سلطة” و”شبه ثقافة” و”شبه معارضة”، مشاريع غير مكتملة. ما اكتمل هو انقسام السوريين طائفياً، إذ تصبّ معظم السرديات في الإعلام الاجتماعي في مجرى طائفي. في سياق كهذا، لا يهمّ احتمال تفكّك سورية، ولا تسريح الموظّفين، ولا القتل خارج إطار القانون، ولا الفقر المتفاقم، ولا حتى تجدّد الرغبة في مغادرة البلاد كما كان الأمر في عهد بشّار الأسد. ما يهمّ هو فحولة السرد الإعلامي، وامتلاك هذه الفحولة على حساب كلّ شيء آخر.

إن السماح للكذب بأن يُعامل وجهةَ نظر، لا يؤدّي إلا إلى المزيد من التشوش والضبابية

تختبر قصّة ميرا الواقع السوري، وتكشف أن من يملك وسائل الإعلام يمتلك الحقّ والقدرة على تحديد ما هو “حقيقي”. ففي ظلّ المنصّات الرقمية تُعيد الخوارزميات تدوير الروايات الأكثر إثارة ويُصبح التكرار وسيلةً لصنع الحقيقة. ما يتم تداوله بكثرة يُصدَّق، حتى لو كان مفبركاً. يُشار إلى هذا باسم “تأثير الحقيقة الوهمية”، الذي يحدث عندما تتكرّر الكذبة، حتى تصبح مألوفةً، ثمّ يتم التعامل معها كأنّها واقع. هـذا ما تحدّث عنه جان نويل كابفيرر، حين قال إن الشائعات تزدهر عندما تنهار الثقة بالمؤسّسات الرسمية. فهي نظام موازٍ للمعرفة، يتم الاعتماد فيه على العاطفة والتكرار لا على الدليل والمنطق، وبالتكرار تصبح الكذبةُ مألوفةً. في خضمّ هذا الضجيج يُدفن صوت الضحيّة تحت العناوين الجذّابة، والعبارات العاطفية، أو يعاد إنتاجه سرديةً مزّيفةً. والسؤال الأكثر أهميةً هنا: هل تستطيع ميرا في ظلّ هذا الواقع أن تكون نفسها؟ هل تمتلك الجرأة على قول الحقيقة؟ فالإعلام يصوّرها في وضعيات قابلة للتأويل، لكنّه لا يعبّر عن واقعها، بل يصنع سردياته الخاصّة، ويعيد إنتاجها بلا نهاية. لذلك لا يمكن لقصّة ميرا أن تكون مهمّةً، إلا إذا فُهِمت في سياق الثقافة السورية التي تمتح من موروث لا يمنح المرأة استقلاليتها، ولا يُمكّنها من قول الحقيقة. وحين يسود القانون في سورية، وتصبح المواطنة واقعاً ملموساً، وتتحرّر المرأة، ويُكتَب هذا في الدستور، عندها ستكون ميرا قادرةً على أن تقول لنا الحقيقة، هي وغيرها من الضحايا.

انطلاقاً ممّا سبق، يمكن القول إن السماح للكذب بأن يُعامل وجهةَ نظر، لا يؤدّي إلا إلى المزيد من التشوش والضبابية. وعندما يُفرّط الإنسان بالحقيقة، لا يخسر جولةً في نقاش إعلامي أو ثقافي فحسب، بل يخسر جوهره الإنساني. إذ إنّ تحويل الحقيقة إشاعةً والإشاعةُ حقيقةً، ليس مجرّد خلل في الإدراك أو تضليل عابر، بل هو سلاح سياسي فعّال، يُستخدم لتقويض الوعي الجماعي وبثّ الشكّ وتفكيك السرديات التي تهدّد بنية السلطة ومصالحها. وفي مجتمعات منقسمة، ومهيّأة للتضليل، يصبح الدفاع عن الحقيقة فعلاً أخلاقياً نبيلاً، لأن التآمر عليها (الحقيقة) لا يُهدّد المعرفة فحسب، بل يهدم أيضاً حلمنا بإمكانية بناء مستقبل مشترك.

Continue Reading

Previous: الإدارة السورية بين الخارج والداخل بشير البكر……المصدر :العربي الجديد
Next: محمد الرميحي … بين حضور الرئيس وانصرافه!.المصدر :الشرق الاوسط

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

في البدء كانت السلطة؟ التفكير بسؤال السلطة بوصفه المدخل اللازم للتفكير بسؤال الفاعلية حازم السيد….المصدر :الجمهورية .نت

khalil المحرر مايو 24, 2025
  • مقالات رأي

كيف فاجأ ترمب مستشاريه برفع العقوبات عن سوريا؟.كارولين روز..المصدر :المجلة

khalil المحرر مايو 24, 2025
  • مقالات رأي

محمد الرميحي … بين حضور الرئيس وانصرافه!.المصدر :الشرق الاوسط

khalil المحرر مايو 24, 2025

Recent Posts

  • وزير الداخلية التركي يصف خطوات حزب العمال الكوردستاني بـ”المرحلة التاريخية” المصدر : رووداو ديجيتال
  • إعادة تشغيل خط كركوك – طرابلس.. مؤشرات واعدة …ناصر زيدان….المصدر :المدن
  • هل سنشهد عملية تركية أخيرة ضد “العمال” الكردستاني؟ إسطنبول – فراس فحام….المصدر :المدن
  • في البدء كانت السلطة؟ التفكير بسؤال السلطة بوصفه المدخل اللازم للتفكير بسؤال الفاعلية حازم السيد….المصدر :الجمهورية .نت
  • كيف فاجأ ترمب مستشاريه برفع العقوبات عن سوريا؟.كارولين روز..المصدر :المجلة

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • وزير الداخلية التركي يصف خطوات حزب العمال الكوردستاني بـ”المرحلة التاريخية” المصدر : رووداو ديجيتال
  • إعادة تشغيل خط كركوك – طرابلس.. مؤشرات واعدة …ناصر زيدان….المصدر :المدن
  • هل سنشهد عملية تركية أخيرة ضد “العمال” الكردستاني؟ إسطنبول – فراس فحام….المصدر :المدن
  • في البدء كانت السلطة؟ التفكير بسؤال السلطة بوصفه المدخل اللازم للتفكير بسؤال الفاعلية حازم السيد….المصدر :الجمهورية .نت
  • كيف فاجأ ترمب مستشاريه برفع العقوبات عن سوريا؟.كارولين روز..المصدر :المجلة

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

وزير الداخلية التركي يصف خطوات حزب العمال الكوردستاني بـ”المرحلة التاريخية” المصدر : رووداو ديجيتال

khalil المحرر مايو 24, 2025
  • الأخبار

إعادة تشغيل خط كركوك – طرابلس.. مؤشرات واعدة …ناصر زيدان….المصدر :المدن

khalil المحرر مايو 24, 2025
  • الأخبار

هل سنشهد عملية تركية أخيرة ضد “العمال” الكردستاني؟ إسطنبول – فراس فحام….المصدر :المدن

khalil المحرر مايو 24, 2025
  • مقالات رأي

في البدء كانت السلطة؟ التفكير بسؤال السلطة بوصفه المدخل اللازم للتفكير بسؤال الفاعلية حازم السيد….المصدر :الجمهورية .نت

khalil المحرر مايو 24, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.