طالب المجلس المحلي في عفرين من وفد الحكومة السورية بتحويل المدينة إلى محافظة، وتثبيت اللغة الكوردية في المناهج، وتحسين الوضع الأمني، في وقت تعهد فيه الوفد بإخلاء عفرين من الفصائل المسلحة خلال عشرة أيام.
وقال هورو عثمان، عضو المجلس المحلي في عفرين، لشبكة رووداو الإعلامية، يوم السبت (24 ايار 2025)، إن وفداً كبيراً من الحكومة السورية زار مجلس عفرين المحلي يوم الخميس الماضي، ضم عدداً من المسؤولين، في مقدمتهم نائب محافظ حلب عبد الرحمن سلامة، الذي تم تعيينه كمحافظ للمناطق الواقعة شمال حلب أو ما يُعرف بشمال سوريا، وتشمل من عفرين إلى جرابلس، واعزاز، ورأس العين، وتل أبيض.
وأوضح عثمان أن الوفد ضم أيضاً مدير بلدية عفرين، ومسؤول الأمن العام، ومدير منطقة عفرين الذي عُيّن مؤخراً من قبل الحكومة السورية، مشيراً إلى أن الوفد اجتمع مع عدد كبير من أهالي المدينة، من بينهم مخاتير، ورؤساء المجالس المحلية، ورجال أعمال ودين.
وأكد أن اللقاء تم بناءً على “طلب من الوفد نفسه، إذ أراد عبد الرحمن سلامة أن يبدأ أول أيامه الرسمية في منصبه بجولة تشمل عفرين، واعزاز، والباب، ومنبج، وغيرها من المناطق، بهدف الاستماع إلى سكانها”.
وتابع هورو عثمان أن المجلس المحلي في عفرين قدّم في بداية اللقاء عرضاً بانورامياً يوضح حجم التهميش الذي تعرضت له المدينة من حيث الخدمات، كما استعرض ما أنجزه المجلس المحلي منذ عام 2018 وحتى اليوم من خدمات متنوعة. وعبّرنا عن أمل المجلس في أن تولي الحكومة السورية الجديدة اهتماماً بعفرين مجدداً، لا سيما في مجالي الخدمات والزراعة.
وأشار عثمان إلى أن المجلس المحلي طالب الوفد بإيصال رسالة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، يدعو فيها إلى “تحويل عفرين إلى محافظة مستقلة”، وإعادة النظر في التقسيمات الإدارية، بالإضافة إلى تثبيت اللغة الكوردية في منهاج الصف التاسع الإعدادي والبكالوريا، وفتح مراكز للشرطة في المدينة بما يسمح بانتساب شباب المنطقة إليها.
كما تم، بحسب عثمان، التركيز على ملفات أمنية، أبرزها عودة المهجرين وتسليم ممتلكاتهم، مؤكداً أن المساحة الجغرافية لعفرين “تبلغ نحو 4000 كيلومتر مربع، أي أنها أكبر من محافظتي طرطوس والقنيطرة، وهو ما يعزز مطلب تحويلها إلى محافظة، خاصة في ظل ما تعرضت له خلال السنوات الماضية”.
وأوضح أن الخطوة الأولى في هذا السياق تمثلت بإرسال رسالة رسمية عبر نائب محافظ حلب إلى الرئيس السوري، وتم إعلان هذا المطلب أمام الحضور، لافتاً إلى أن المجلس سيتابع هذا المسار في مختلف المحافل، سواء في حلب أو في دمشق.
ونقل عثمان عن نائب محافظ حلب قوله: “سجّلوا التاريخ، من اليوم إلى سنة أو سنة ونصف سنلتقي مرة أخرى ونراجع ما الذي تم إنجازه”، مضيفاً أن هناك وعوداً بتحسين واقع السياحة والخدمات والزراعة في عفرين، وكذلك تعزيز الأمن في وقت قصير.
وأشار أيضاً إلى أن الوفد، ممثلاً بالأمن العام ومدير المنطقة ونائب المحافظ، تعهد بأن يتم خلال عشرة أيام قادمة إخلاء عفرين من الفصائل المسلحة، مضيفاً أن “خروج المسلحين جارٍ بشكل يومي، لكن لا تزال بعض المجموعات، مثل الحمزات والعمشات، تحتفظ بمراكز لها في ناحية شية”.
وأوضح عثمان أن نسبة العرب المستقدمين إلى عفرين حالياً “لا تتجاوز 20%، وغالبية هؤلاء سيغادرون مع انتهاء العام الدراسي أو بعد الانتهاء من بناء المدارس”، مشيراً إلى أن المظاهر المسلحة في المدينة شهدت انخفاضاً كبيراً.
زار وفد رفيع من الحكومة السورية مجلس عفرين المحلي، في زيارة رسمية قال عضو المجلس هورو عثمان لشبكة رووداو إنها
وأكد أن “ما بين 70 إلى 80% من سكان عفرين هم من الكورد”، لكنه أشار إلى “عدم وجود إحصائية دقيقة حول عدد العائلات الكوردية التي عادت إلى المدينة مؤخراً”.
وفيما يخص تعويض الأهالي عن الأضرار التي لحقت بهم خلال فترة سيطرة الفصائل، أوضح عثمان أن “الوفد لم يقدم أي وعود بهذا الخصوص، لكنه تعهد بمنع تكرار الانتهاكات مستقبلاً”.
وأشار إلى وجود مجلس محلي رئيسي في عفرين، بالإضافة إلى مجالس خاصة في كل منطقة تابعة لها، مضيفاً أن الإدارة المحلية في المدينة تدار منذ عام 2018 عبر هذه المجالس، إلا أن تغييرات إدارية قد تطرأ في المرحلة المقبلة.
وختم عثمان تصريحه بالإشارة إلى أن “الموظفين في عفرين حتى الآن يتقاضون رواتبهم من الحكومة المؤقتة المرتبطة بتركيا”.