أكد محافظ اللاذقية محمد عثمان، في حوار خاص مع “العربي الجديد”، أن الوضع الأمني في المحافظة الواقعة غربي سورية تحسن كثيراً بعد الهجوم الكبير الذي شنه مسلحون من فلول النظام السابق في مارس/ آذار الماضي. وأشار المحافظ إلى أن الجهود تركز حالياً على إنعاش الموسم السياحي وتحسين الخدمات لأبناء المحافظة، كما تطرق لجهود السلم الأهلي، وقضية فصل موظفين في القطاع العام، فضلاً عن مصير أملاك مسؤولي النظام السابق ومصيرها.
* كيف تقيّمون الوضع العام في محافظة اللاذقية اليوم؟ وما هي أولوياتكم في المرحلة الحالية؟
الوضع في مدينة اللاذقية أخذ منحى تدريجياً في التحسن، بعد ضبط الحالة الأمنية وملاحقة فلول النظام البائد، ونعمل حالياً على ملاحقة باقي الفلول الذين يحاولون العبث بأمن المنطقة. كما نركز أيضاً في أولوياتنا على إعادة الخدمات في المنطقة، وتهيئة الوضع العام لاستقبال الموسم السياحي في المحافظة.
* هل يمكن القول إن اللاذقية تجاوزت الأحداث الأمنية الأخيرة، وإلى أين وصلت جهود المصالحة والحوار التي بدأتها المحافظة؟
نعم، بنسبة جيدة جداً. هناك انتشار للقوة الأمنية والعسكرية لضبط الحالة الأمنية في المنطقة، لكن ما زال هناك بعض الفلول والمحرضين من الخارج الذين يحاولون بث الفتن بين الأهالي والشحن الطائفي ضد الدولة وزعزعة الأمن في المنطقة، ونحن نسعى بكل طاقاتنا وإمكانياتنا لنفرض السيطرة الكاملة على المنطقة. أيضاً ما زالت لجنة السلم الأهلي التي كلفها الرئيس أحمد الشرع تقوم بعملها على أكمل وجه. كما نسعى بصفة محافظة، بالتنسيق مع اللجنة، إلى تخفيف الاحتقان وإيصال رسالة مفادها أن على الجميع المشاركة في بناء الدولة ونبذ الطائفية ومحاولات شق الصف أو الدعوات التي تحض على التفرقة والاستقلالية أو تسعى لإدارة ذاتية. أما عن الأهالي فهناك ارتياح وتجاوب مع السلطة للمشاركة في بناء الدولة العادلة التي يرضاها الجميع.
محمد عثمان: نواجه تحديات على مستوى البنية التحتية وضعف الإمكانيات الموجودة حالياً
* ما أبرز التحديات التي واجهتموها منذ توليكم المنصب، وكيف تعملون على تجاوزها حالياً؟
التحديات التي نواجهها في المنطقة أمنية بسبب وجود فلول للنظام المجرم البائد، بالإضافة إلى بعض الأشخاص في الخارج الذين يحاولون بث الفتن بين الأهالي بدعوى حماية الأهالي أو الأقليات أو استقلالية الساحل عن الدولة السورية، وهذا ما لا نرضى به نهائياً. كما نواجه تحديات على مستوى البنية التحتية وضعف الإمكانيات الموجودة في الفترة الحالية، ونسعى إلى تجاوزها من خلال الدعم الحكومي، أو حتى عن طريق المبادرات من قبل المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية والمحلية.
* تُعرف اللاذقية بأنها عقر دار النظام السابق، وهناك الكثير من الفوضى وسوء الإدارة والتنظيم. ما هي خططكم للمواءمة بين معالجة الفساد وحساسية ملف فصل الموظفين؟
عملنا في المرحلة الماضية على إعادة هيكلة وتنظيم مؤسسات الدولة، وأجرينا مقابلات وتقييم للعاملين بها، وتم منح إجازات لمدة ثلاثة أشهر لبعض العاملين، وبعد الانتهاء من هذه المدة تمت إعادة بعض الموظفين حسب الاختصاص والخبرات. أما عن القسم الذي لم تكن له حاجة فنقوم بتحويله باتجاه وزارة الشؤون الاجتماعية لإيجاد مكان مناسب له. كما تم إنهاء العقود الموسمية. وأيضاً هناك متابعة لبعض الموظفين الذين يتلقون رشاوى من المواطنين وتتم إحالتهم إلى الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات المناسبة بحقهم.
* النازحون من أبناء جبلي الأكراد والتركمان ينتظرون بفارغ الصبر العودة لمنازلهم، لكن معظمها مدمرة، فهل لديكم أي وعود لهم بمساعدتهم قريباً أو إعادة ترميم منازلهم للمساعدة في عودتهم؟
نسعى مع منظمات دولية ومحلية لإعادة تأهيل البنية التحتية في المناطق المدمرة، وسيتم خلال الفترة القريبة البدء بمشاريع إعادة تأهيلها، بالإضافة إلى أن بعض المنظمات ستقدم الدعم لترميم بعض المنازل المهدمة في جبلي الأكراد والتركمان.
ضبط أسلحة في ريف اللاذقية 16 مايو 2025 (صفحة محافظة اللاذقية/فيسبوك)
أخبار
ضبط مستودعي أسلحة في اللاذقية خلال يومين وحظر الدراجات النارية ليلاً
* تشكل السياحة في اللاذقية مصدر دخل رئيسياً في المحافظة. هل هناك خطة لتنشيط السياحة الداخلية والخارجية، وما العقبات أمام ذلك؟
بالنسبة للسياحة الداخلية والخارجية، سيتم عقد مؤتمر سياحي قريباً بالتنسيق مع وزارة السياحة. وكانت هناك جلسة مع الوزير (مازن الصالحاني)، أكد خلالها أنه سيكون هناك توجيه لتنشيط السياحة في اللاذقية، وأيضاً تقديم الدعم اللازم لتأهيل المسارات السياحية في المحافظة بما يتوافق مع الخطة الموضوعة من قبل وزارة السياحة. إن التشديد على أهمية السلم الأهلي وضبط الأمن في المنطقة سيساهم أكثر في استقطاب السياح من داخل سورية أو خارجها. وبعد انتصار الثورة السورية فإن الكثير من الناس يرغبون في القدوم إلى محافظة اللاذقية خلال فصل الصيف. لكن هناك عقبة تتمثل بتهالك البنية التحتية في المحافظة، والتي قد تكون سبباً رئيسياً في عدم تقديم الخدمات المناسبة لأهلنا في محافظة اللاذقية والسياح الذين سيأتون إليها.
محمد عثمان: التشديد على أهمية السلم الأهلي وضبط الأمن في المنطقة سيساهم في استقطاب السياح
* ما هي خططكم للتعامل مع قضية القصور والممتلكات العائدة لضباط ومسؤولي النظام السابق؟
عندما يثبت أنها تابعة للنظام، تكون تلك الأملاك ضمن أملاك الدولة، ويتم التعامل معها من قبل قيادة الدولة بشكل مناسب.
* تعاني اللاذقية من مشاكل في النقل، لا سيما بين اللاذقية وجبلة، فهل هناك خطة لديكم لحل هذه المشكلة، وماذا عن خطة إصلاح الطرقات المتضررة داخل المدينة وفي القرى؟
نسعى بالتعاون مع وزارة النقل لتخفيف كلفة التنقل قدر الإمكان، بما يتوافق مع حالة الرواتب والكلفة وأسعار المحروقات وغيرها. كما نسعى لتأمين فرص الاستثمار لباصات سياحية لتوضع على خطوط النقل لكونها تستوعب عدداً أكبر من الركاب، ما يؤدي إلى تخفيف كلفة الانتقال بين الريف والمدينة.
* هناك شكاوى من البعض من عدم انخفاض الأسعار وإيجارات المنازل رغم تحسن سعر صرف الليرة السورية. كيف تتعامل المحافظة مع ارتفاع الأسعار؟
نسعى من خلال مؤسسة التموين، التي تقوم بزيارات للأسواق ومتابعتها بشكل جيد، لضبط الأسعار بما يتوافق مع عدم الربح الفاحش، وعدم احتكار المواد.