Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • عباد يحيى و”ما يحدث في البيوت” محمد إبراهيم…المصدر:العربي الجديد
  • أدب وفن

عباد يحيى و”ما يحدث في البيوت” محمد إبراهيم…المصدر:العربي الجديد

khalil المحرر يونيو 1, 2025

منذ الصفحات الأولى لـ رواية “يحدث في البيوت” (دار المتوسط، 2025)، يستعير عبّاد يحيى من التغريب البريختي وسيلةً لخلق مسافة بين القارئ والنص، فينزع منه طمأنينة التوقعات، وعبر صفعة هادئة تصدر عن وعيٍ ساخر، يُفهم أننا لسنا أمام سرد تقليدي يقود إلى خاتمة منطقية، بل أمام تشظٍ سردي يعكس تشظي الذات الفلسطينية، وافتقارها إلى أفق، وانكسارها المتكرر على عتبات الخوف والماضي والهوية. يحكم الرواية منطق النفس المقهورة، حيث الجغرافيا مجاز نفسي، والزمن ظلٌّ لقلق الهوية، لا مجرى خطياً للأحداث.

هذه الرواية ليست عن الاحتلال بالمعنى السياسي المباشر، بل عن أثر الاحتلال في البنية النفسية والعاطفية والاجتماعية لأفراد المجتمع الفلسطيني. إنها رواية عن الحبّ كملاذ، عن الحنين كفخّ، عن التنظيم السياسي وقد تقمّص شكلاً أعلى للعائلة، عن الكتابة كأثر يمكن أن يثبت حالة مميزة من حالات الوجود.

يخيّم على الرواية ذلك الحزن الشفيف من الخذلان، من شعور التَّرك، لا بوصفه لحظةً عابرة، بل كثافة وجودية تراكمت في وجدان الفلسطيني منذ دير ياسين والنكبة حتى غزة والإبادة.

ينسج تمثيلاً وجودياً للجوء عبر مفهوم “الولادة الثانية”

لا يروي عبّاد يحيى قصة حب، بل يفتح شقوقاً في جدار الحياة اليومية لتنفذ منها الأسئلة الكبرى: عن الحرية، والهوية، والجسد، والمكان. الرواية لا تنسج سرداً عن امرأة فحسب، بل عن روح أنثى تهرب لا لتحيا، بل لتحمي ما تبقّى من إنسانيتها، وروحها، في وجه احتلال مزدوج: خارجيٍّ يسلب الأرض والتاريخ، وآخر داخليٍّ يتسلل من جدران البيت ليطوّق الجسد ويعيد تشكيل الروح وفق خرائط القهر الأسري. وبين هذين الاغتصابين تولد الحكاية، لنكتشف هشاشة الإنسان تحت وطأة القهر المركب، إذ تُروى الحكاية من شقوق الروح، من نداء الجسد، من انكسار اللغة أمام ما لا يُقال.

لا يطرح يحيى روايته كرؤية سياسية عن النكبة والنكسة حتى أوسلو، بل عن إحساس ما بعد الصدمة، كصلاة فردية في ظلال الجموع. الحكاية هنا ليست عن هالة وجميل فحسب، بل عن لحظة تمزّق، عن خريطة انفجرت في قلب شاب، عن بيت لم يبقَ منه سوى غرفة باردة وذكرى حبٍّ يختلط بالحلم، عن خطّاطٍ يحاول أن يترك بصمته الأخيرة في مدينة تمحو خطوط من سبقوه.

“يحدث في البيوت” ليست رواية عن فلسطين، بل رواية عن الفلسطيني، عن ذلك المخلوق الذي يقف في مواجهة العاصفة بلا خريطة، ويحاول أن يصرخ في وجه الزمن: “أنا هنا”.

عباد يحيى
عبّاد يحيى في رام الله، 2021 (شريف موسى)
يحوّل الكاتب الجغرافيا إلى انعكاس للداخل النفسي، فحين تقول لاجئة إنهم ذاهبون “عَ جهنم”، لا تكون تبالغ، بل تسمي بدقة المجهول الذي يتربص بكل خطوة، كأنما تلخص طريق اللجوء كله في مفردة واحدة تنزّ بالسواد. ولأن الجغرافيا التي “يُقصرها الخوف أو يُطيلها” لا تعود وطناً، بل وعاءً للضياع. الجغرافيا في هذه الرواية لا تُقرأ بالخرائط، بل بخطوات الهاربين، والوجهة لا تقود إلى مدينة أو وطن، بل إلى قعر الغياب، والذاكرة هنا ليست خزاناً، بل لعنة؛ لعنة اللحظات الصغيرة التي فقدت سياقها، حيث التفاصيل تتسلل كأشباح، وتحوّل البكاء إلى طقس وجودي، لا مجرد استجابة شعورية.

ينسج عبّاد يحيى تمثيلاً وجودياً للجوء عبر مفهوم “الولادة الثانية”، حيث يفقد الإنسان ذاته السابقة عن وعيٍ كامل، ويضطر إلى قتلها لكي يعيش. لكن هذه الولادة ليست خلاصاً، بل فجيعة “تُميت ما كنتَه وتجد فيه ما تبكي عليه”. الهاربون لا ينجون، بل يولدون من جديد في خلاءٍ بلا أمان، تحت سماءٍ بلا معالم، وهم يحملون بين أضلعهم بقايا ماضٍ لم يعد ممكناً حتى كحلم.
تشكل هالة قلب الرواية، لا لأنها تحرّك الأحداث، بل لأنها تكشف هشاشة الذات في مواجهة الآخر. هالة تهرب من الجميع، لكنها لا تهرب من ذاتها. هي تدرك أنَّ الصمت ليس ضعفاً، بل احتجاج صامت على قبح لا يُحتمل.

في المقابل، جميل، الشاب الذي يقع في حبّها، لا يمثّل فقط الرجل العاشق، بل الإنسان الممزّق بين واقع سياسي لا يرحم، ووعي فردي بدأ يتشكّل في داخله ويصطدم بكل ما حوله من مؤسسات وقوى وتقاليد. جميل لا يحبّ هالة بوصفها امرأة فقط، بل بوصفها استعارة لكل ما ابتدأ ولم يُستكمل. حبّه لها هو فعل تذكُّر، فعل مقاومة ضدّ النسيان، وضد استسلام الذاكرة للجغرافيا السياسية الجديدة. جميل ليس البطل المنقذ، بل شريكٌ في التيه، في مدينةٍ تفككت فيها الروابط.

جميل ليس بطلاً جاهزاً، بل مشروع هوية في طور التشكّل. يعيد طرح السؤال الجوهري: “من نحن؟” ليكتشف أنّه في نهاية المطاف ليس إلا رجلاً “يدس سرّاً صغيراً في لوحة” ليقول: كنت هنا. جميل لم يتورط في العنف، لكنه محاصر بشروطه. ينتمي إلى جيلٍ أراد أن يقرأ الكتب، ويحبّ النساء، ويغيّر العالم، فوجد نفسه وسط ركام شعارات وجماعات سياسية لا ترى فيه سوى أداة. تساؤلات جميل تتركنا في مهبّ التوتر الأخلاقي: من الذي يقرر؟ من يملك شرعية الموت؟ وما هو الثمن الذي يُدفع حين تتحول الثورة إلى محاكم عارية من الأدلة؟

استطاع الكاتب تصوير كيف يُشوّه الاحتلال اللغة. العامّية العربية حين تنطقها أفواه الجنود تفقد موسيقاها، “تسقط فوراً” ولا تطير في الهواء. هذا التصوير ليس لغوياً فقط، بل أنطولوجي: الاحتلال يدمّر المعنى لا الأرض فقط، ويحوّل اللغة إلى كتل.

 

Continue Reading

Previous: اكرم حسين تيار مستقبل كردستان سوريا: بين أزمة الهوية وتحديات التجديد..؟.المصدر:صفحة الكاتب
Next: %72 من اللاجئين السوريين في الأردن لا يرغبون في العودة أنور الزيادات……المصدر: العربي الجديد

قصص ذات الصلة

  • أدب وفن

ما تراه العينُ: هل الصورة أقوى من الكلمات؟ سعيد بنكراد………المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • أدب وفن

إنعام كجه جي وحميد سعيد وحميد لحمداني يحصدون “العويس”…المصدر: اندبندنت عربية

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • أدب وفن

ثلاثة أفلام أفريقية جديدة تطرح قضايا الإرث والاستعمار والمستقبل من السنغال وليسوتو ونيجيريا إسماعيل غزالي…المصدر:المجلة

khalil المحرر يونيو 1, 2025

Recent Posts

  • الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو
  • أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»
  • سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن
  • حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو
  • أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط
  • وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»
  • سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن
  • حماية لبنان: الحكمة والوحدة الوطنية غازي العريضي..المصدر: المدن

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

الحكومة السورية و«قسد» تتبادلان أسرى وجثامين في المرحلة الثانية للاتفاق…القامشلي سوريا المصدر: الشرق الاوسط…كمال شيخو

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

أميركا تعطي الضوء الأخضر لضم مقاتلين أجانب إلى الجيش السوري….دمشق المصدر : الشرق الأوسط

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

وثائق استخباراتية مسرّبة تؤكد: نظام الأسد احتجز الصحافي الأميركي تايس في دمشق…..دمشق المصدر : الشرق الأوسط»

khalil المحرر يونيو 2, 2025
  • الأخبار

سوريا تبدأ بطي عقود من تهميش الأكراد مصطفى الدباس.المصدر:المدن

khalil المحرر يونيو 2, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.