مكون يريد اعترافا
أثار طرح وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى فكرة إدراج اللغة الكردية في النشرات التلفزيونية السورية نقاشا واسعا على الشبكات الاجتماعية وانقساما بين من اعتبره حقا لشريحة من المجتمع السوري ومن اعتبره إرضاء لأقليات يفتح الباب لمطالبات أخرى.
دمشق – أعلن وزير الإعلام السوري حمزة المصطفى أن موضوع إدراج اللغة الكردية في النشرات التلفزيونية السورية قيد الدراسة في الحكومة، في خطوة لافتة أثارت جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي في ظل تفشي خطاب الكراهية والانقسام على هذه المنصات بشأن قضية الأقليات.
وترافقت التدوينة التي نشرها حساب القناة الإخبارية السورية على حسابها في فيسبوك بجدل واختلاف الآراء حول القرار المقترح بين من اعتبره حقا لشريحة من المجتمع السوري ومن اعتبره إرضاء لأقليات يفتح الباب لمطالبات بإدراج لغات أخرى، وقال ناشط:
Riad Al Baida
قرار خاطئ والوزير يتخبط.. هذا يحتاج إلى استفتاء.. إذا أدرجوا اللغة الكردية يجب أن يدرجوا لغة الأقليات الأخرى كالتركمان، والشركس والأرمن والآشوريين والسريان، العصفورية…إلخ محدا أحسن من حدا.. لغة الدولة اللغة العربية فقط لغة الأغلبية.
Thumbnail
واتفق معه آخر:
Yasser Tenishat
اللغة العربية هي اللغة الرسمية في الجمهورية العربية السورية لا خلاف في ذلك والقنوات الرسمية يجب أن تكون بالعربي فقط ويمكن أن تترجم بعض الأخبار إلى الإنجليزية ويلي بده برامج بلغته تكون قنوات خاصة.
تكون على النايل سات أو العرب سات وليست على القناة الأرضية
واستنكر مدون القرار معتبرا أنه لا يجب أن يبث التلفزيون السوري سوى باللغة الرسمية للدولة:
Abu Al Yaman Alharere
هاد القرار خاطئ وتخبيص لا يمكن أن يتم. لغة البلاد هي اللغة العربية، بعدين في الدستور المادة 4: اللغة العربية هي اللغة الرسمية! لا يمكن إدخال أي لغة.
Thumbnail
وطالب ناشط باقتسام “الكعكة” أسوة بباقي المكونات ومنح عرقيات أخرى نفس الميزات وإدراج نشرات إخبارية بلغاتها:
Yusuf Beydilli
د. حمزة مصطفى إذا أردتم إطلاق نشرات إخبارية عبر التلفزيون الرسمي بغير اللغة العربية عليكم أن تدرسوا أيضا إدراج نشرات باللغة التركية والشركسية والسريانية والأرمنية وبلغات بقية مكونات الوطن السوري.
نرجو عدم تمييز مكون عن الآخر
فالوطن ليس كعكة لتتقاسموها كما شئتم.
راعوا شعور أبناء الوطن الذين ضحوا بدمائهم من أجل هذا الوطن ولم يكونوا يوما خنجرا في ظهره.
Thumbnail
وقال آخر:
Rami Ali
نرفض إدراج اللغة الكردية في القنوات الرسمية بدهم عملولهم لحالهم قناة بس اللغة الرسمية العربية فقط ممنوع لغة تانية، أنا آرامي وعددنا ملايين والتركماني والشركسي والأرمني كلنا بدنا تحطولنا لغاتنا.
Thumbnail
واعتبر العديد من الناشطين أن غالبية الدول لديها أعراق مختلفة لديهم لغاتهم الخاصة بما فيها أوروبا لكن لم تتحذ مثل هذه الخطوة التي ستفتح الباب على مشاكل عديدة، وكتب أحدهم:
Omar Saleh
في أوروبا هناك المئات من الأعراق ولغات مختلفة لكن اللغة الرسمية لغة الغالبية. لا تفتحوا على أنفسكم بابا لا يغلق.
Thumbnail
في المقابل هناك من اعتبر أن القرار إيجابي يتماشى مع التنوع الموجود في البلاد ولا يتعارض معه:
Zakho Mohamed
لأول مرة من سنين، بنسمع حكي رسمي بيحكي عن إدماج اللغة الكردية ضمن إستراتيجية الإعلام السوري! هاد مو بس اعتراف بوجود مكوّن أساسي من مكونات المجتمع السوري، بل خطوة حقيقية باتجاه إعلام بيحكي مع الكل، وبيعكس تنوّعنا واختلافنا.
Thumbnail
واقترحت ناشطة:
زهرة شامية
اعملوا قنوات كردية لأهلنا الكرد وترجموها باللغة العربية كتير حلو ومقبول وأمر عادي جدا جدا.
Thumbnail
ورأى آخر:
سعد الخضر
قرار ممتاز ويصب في مصلحة سوريا ومكوناتها
#نعم_لإدراج_اللغة_الكردية.
Thumbnail
ويأتي هذا الجدل بعد تغيرات جذرية حدثت في البلاد بشأن قضية الأكراد الذين كانوا محرومين من الكثير من حقوقهم في عهد نظام الرئيس السابق بشار الأسد.
وفي مارس 2025، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع على الإعلان الدستوري، الذي نص في المادة السابعة على أن “تكفل الدولة التنوع الثقافي للمجتمع السوري بجميع مكوناته، والحقوق الثقافية واللغوية لجميع السوريين”، من دون أن يتضمن الإعلان أي مواد تتناول بشكل مباشر حقوق الكرد وغيرهم من الأقليات في سوريا.
ورغم صدور العديد من المراسيم والقرارات عن الإدارة السورية الجديدة، لم تصدر أي قرارات بشأن اللغة الكردية، تشير إلى أنها واحدة من اللغات الرسمية في البلاد، أو توضح مستقبلها.
وتعليقا على ذلك، قال عبدالله شيخو، مدير منشورات نقش وهي دار نشر في القامشلي، إن “الإعلان الدستوري المؤقت لا يعترف بالشعب الكردي ولا اللغة الكردية، ويكاد يكون إعلانا دستوريا بعثيا متدّثرا بالعباءة الدينية.”
وعبّر شيخو عن تخوفه من “استمرار تجاهل اللغة الكردية من قبل السلطة المركزية في دمشق، وعدم التعامل معها كلغة وطنية تمثل شعبا أصيلا في سوريا.”
ناشطون اعتبروا أن غالبية الدول لديها أعراق مختلفة ولغات خاصة بما فيها أوروبا لكن لم تتخذ مثل هذه الخطوة
ويشير البعض من الناشطين الأكراد إلى أن أكثر ما يزعجهم هو نظرة الناس للغة الكردية عدا عن العقبات التي قد تعترض اللغة الكردية والناطقين بها في سوريا الجديدة.
وخلال السنوات العشر الأخيرة، افتتحت العديد من دور النشر الكردية، التي تُعنى بطباعة ونشر الكتب باللغة الكردية، وشجعت على “الكتابة باللغة الكردية في مختلف العلوم، كما أسهمت في نهضة ثقافية كردية تؤسس لثورة ثقافية”، كما قال الكاتب الكردي مروان بركات.
وكذلك، ظهرت العشرات من الفرق الفنية والتجمعات المسرحية، كما نُظمت العديد من المهرجانات المسرحية والسينمائية والأدبية وعروض الأفلام الوثائقية باللغة الكردية.
وقبل اندلاع الثورة السورية بسنوات قليلة، نشط تعليم اللغة الكردية سرا في المنازل ضمن مجموعات صغيرة في عدة مناطق كردية في سوريا، وتطور النشاط تدريجيا بعد اندلاعها، إذ أطلقت عدة مدارس، في الثلث الأخير من عام 2011، دورات لتعليم اللغة الكردية، بحسب سميرة حج علي، الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في شمال شرق سوريا، التابعة للإدارة الذاتية، معتبرة أن ما حصل في ذاك العام “خطوة تاريخية ومصدر فخر واعتزاز كبير للكرد.”
وتطالب هيئة التربية والتعليم في شمال شرق سوريا الحكومة السورية الجديدة بأن تعتمد اللغة الكردية إلى جانب العربية لغة رسمية في البلاد، ويتم ضمان وتأكيد التعليم بهذه اللغة في الدستور السوري، إضافة إلى الاعتراف بالنظام التعليمي ومصادقة الشهادات الصادرة من هيئة التربية والتعليم في شمال شرق سوريا، “وهو حق لا نقبل أن يتم إقصاؤه مرة أخرى كما فعل النظام السلطوي السابق”، بحسب سميرة حج علي، الرئيسة المشتركة للهيئة.
وتواصلت هيئة التربية والتعليم مع منظمة اليونيسف بهدف فتح قنوات حوار رسمية مع وزارة التربية والتعليم في حكومة دمشق، وبدأت أولى هذه الخطوات باجتماع عبر الإنترنت، جرت خلاله مناقشة وضع الطلبة في شمال شرق سوريا، بما في ذلك مسألة تصديق الشهادات وامتحانات الطلاب الذين ما زالوا يقدمون امتحاناتهم، بحسب حج علي، معتبرة أن الاجتماع كان “إيجابيا”.
TeilenWhatsAppTwitterFacebook