عرض أعمال تدعم نضال الشعب والقضية العادلة مع حلقة نقاشية تسلط الضوء على معاناة صناعة السينما
بعد تأجيل اقترب من الشهرين تضامناً مع غزة. ، ينطلق “مهرجان الجونة ” السينمائي في مدينة الغردقة المصرية خلال ساعات.
وبعد أن ألغيت كل المهرجانات الفنية المصرية تقريباً حداداً على أرواح المدنيين في فلسطين ، يعود المهرجان المصري بعدة شروط قال عنها المدير التنفيذي للمهرجان عمرو منسي إن أهمها إلغاء الاحتفالات وعدم وجود سجادة حمراء، مع إضافة قسم خاص للأفلام الفلسطينية والأعمال العربية التي تناولت القضية، كما ستقام حملة تبرعات ضخمة تخصص كلها لدعم أهل غزة.
نافذة على فلسطين
وكشف مدير المهرجان انتشال التميمي في تصريحات خاصة إلى “اندبندنت عربية” مزيداً من التفاصيل، موضحاً أن هناك قسماً خاصاً يسمى “نافذة على فلسطين”، ويعرض أهم الأفلام التي تتناول بعمق القصص الفلسطينية الملهمة، وتتحدث عن القضية من النواحي كافة.
وأشار التميمي إلى أن “الهدف من هذا القسم هو تسليط الضوء على التحدي والصمود والبسالة التي تميز الفلسطينيين في محاولة للكشف أمام الجميع عن فهم أعمق لتجاربهم الإنسانية وما يعانونه، ويأتي ذلك كتعبير عن التزام المهرجان بدعم القضية العادلة للشعب الفلسطيني”، لافتاً إلى أنه تم تنسيق معظم أفلام القسم بالتعاون مع مؤسسة الفيلم الفلسطيني.
ومن الأفلام المعروضة في القسم “الإسعاف” للمخرج محمد الجبالي وفيلم “وداعاً طبريا” للمخرجة لينا سويلم والذي يحكي الرحلات الشخصية لأربعة أجيال من النساء الفلسطينيات الجريئات، كل واحدة منهن تؤثر في العالم على رغم هويتها المرتبكة.
وتسلط أفلام “الواقي الرصاصي” و”التحريك المؤثر” و”الرسم من أجل أحلام أفضل” للمخرجة مي عودة الضوء على نضال الأطفال الفلسطينيين في الأراضي المحتلة، فيما يعرض فيلم المخرج المصري يسري نصرالله “باب الشمس” والذي يعبر عن ملحمة فلسطينية ممتدة على مدى 50 عاماً تمثل تاريخاً من المعاناة والأمل والحب.
ويعرض أيضاً فيلم “ليست فقط صورتك” من إخراج آن باك ودرور ديان، ويتناول رحلة مأسوية لأشقاء ألمان – فلسطينيين يسعون إلى تحقيق العدالة لعائلاتهم بعد غارة جوية إسرائيلية على قطاع غزة.
وستقام حلقة نقاشية مصاحبة لعرض هذا القسم السينمائي بعنوان “الكاميرا في أزمة: عدسة على فلسطين” وتتناول المشاهد المعقدة لصناعة الأفلام الفلسطينية، وتضم عدداً من المتخصصين في صناعة الفيلم الفلسطيني ومنهم رشيد مشهراوي ونجوى نجار وخليل المزيان وأحمد المنيراوي.
مسابقات المهرجان
وعلى جانب آخر يشارك في مسابقات “مهرجان الجونة” خلال دورته السادسة عدد كبير من الأفلام المهمة التي تنافست في مهرجانات عالمية، ومنها فيلم “تشريح سقوط” للمخرجة الفرنسية جوستين ترييه والفائز بـ “السعفة الذهبية” في “مهرجان كان” الأخير، إضافة إلى الوثائقي “على قارب الأدامان” للمخرج الفرنسي نيكولا فيليبير الحائز جائزة “الدب الذهبي” في “مهرجان برلين” هذا العام، وأيضاً “درب غريب” للمخرج البرازيلي غوتو بارنتيه الذي حصد أربع جوائز مهمة في دورة 2023 من “مهرجان ترايبيكا” السينمائي.
ويشارك في المهرجان فيلم “ذا إيكو” الذي فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي وأفضل مخرج في “مهرجان برلين”، وكذلك فيلم “مايو ديسمبر” للنجمة العالمية نتالي بورتمان وجوليان مور.
ويعرض الفيلم الوثائقي الطويل “ليلة غامضة إلى اللقاء هنا في أي مكان”، وحصل على تنويه خاص في “مهرجان لوكارنو 2023” حيث عرض في المسابقة الدولية، فيما يشارك المخرج نيكولا فيليير بالفيلم الوثائقي “على قارب أدامان” والذي فاز بجائزة “الدب الذهبي” في “مهرجان برلين السينمائي 2023”.
وتنافس الصين بفيلم “برج بلا ظلال” من إخراج جانغ لو، ومن البرازيل ينافس الفيلم الروائي الطويل “درب غريب” والذي يدور عن مخرج شاب يعود لبلدته محاولاً إحياء العلاقة مع والده في ظل تسارع تفشي وباء كورونا في أنحاء البلاد، وحصد الفيلم أربع جوائز في “مهرجان ترايبيكا السينمائي”، وهو أفضل فيلم روائي طويل دولي، وأفضل تمثيل لكارلوس فرانسيسكو، وكذلك أحسن سيناريو وأحسن تصوير سينمائي للينغا أكاسيو.
وتشارك فرنسا والصين وهولندا بفيلم “شباب ربيع” والذي صورت أحداثه على مدى ستة أعوام، ويدور حول العمل الشاق للخياطين والخياطات داخل مصانع الملابس في الصين، وحضر الفيلم في مسابقة “مهرجان كان” السينمائي الأخير.
وكذلك تنافس المخرجة الفرنسية دلفين ديلوجيه بفيلمها الروائي الثاني “لا شيء أخسره” والذي شارك في قسم “نظرة ما” في “مهرجان كان 2023”.
ومن إندونيسيا يشارك فيلم “أن نحلم ونموت” للمخرج نيلسون يو، وبفيلم “بورتريه عائلي” تنافس الولايات المتحدة الأميركية في المهرجان، والعمل للمخرجة لوسي كير في أول تجاربها الروائية الطويلة، وتدور الأحداث عن محاولة إحدى العائلات التقاط صورة جماعية ليتحول الأمر إلى حال تشبه الحلم عندما تختفي الأم لتبدأ ابنتها رحلة غامضة للعثور عليها، وقد شارك الفيلم في “مهرجان لوكارنو” ضمن مسابقة صناع أفلام الحاضر.
أما فيلم “لو أمكنني الغرق” للمخرجة زولجال غال الذي يشارك في المهرجان فيتحدث عن مراهق فقير يسعى إلى الفوز في مسابقة علمية تؤهله للحصول على منحة، وفي هذه الأثناء تعثر والدته على عمل في الريف فتتركه رفقة أشقائه الصغار في مواجهة البرد القارس، وقد شارك الفيلم في مسابقة “نظرة ما” في “مهرجان كان السينمائي 2023”.
بلاد ضائعة
ومن صربيا ينافس فيلم “بلاد ضائعة” الذي تدور أحداثه خلال التظاهرات ضد سلوبودان ميلوسيفيتش، ويمر الصبي ستيفان ذو الـ 15 سنة بثورة حادة عندما تجب عليه مواجهة والدته التي تشارك النظام الفاسد الذي يثور ضده هو وأصدقاؤه، وشهد الفيلم عرضه العالمي الأول في قسم “أسبوع النقاد” في “مهرجان كان” حيث فاز بجائزة “لوي روديرير”.
ومن المملكة المتحدة تشارك المخرجة شارلوت ريغان بفيلم “عدواني” الذي يدور حول المراهقة جورجي التي تعيش بمفردها داخل شقتها في لندن، وفجأة يعود لحياتها والدها الغائب فيقلبها رأساً على عقب، وقد حصل الفيلم على جائزة لجنة التحكيم الكبرى في “مهرجان سندانس”.
أما الفيلم الهندي الروائي الطويل “همسات الماء والنار” للمخرج لوبداك تشاترجي، وهو العمل الأول له، فسيكون موجوداً في المهرجان، ويدور حول شاب يزور أكبر منطقة لاستخراج الفحم شرق الهند، وقد شارك الفيلم في مسابقة صناع أفلام الحاضر في “مهرجان لوكارنو 2023”.
ويعرض أيضاً فيلم التحريك المجري “سماء بلاستيكية” في مسابقة الأفلام الروائية، ويدور حول فكرة خيالية وهي مقايضة الإنسان بجسده وتحوله لشجرة بعد شح الموارد، ويبدأ الصراع عندما يكتشف ستيفان أن زوجته نورا وقعت على التبرع بجسدها لينطلق في مهمة لإنقاذها، وقد شارك الفيلم في “مهرجان برلين 2023″ و”مهرجان أنسي” لسينما التحريك، كما نال تنويهاً خاصاً في “مهرجان زغرب” الدولي لأفلام التحريك.
ومن مصر يشارك فيلم “آل شنب” بطولة ليلي علوي وإخراج آيتن أمين، وينافس فيلم “وداعاً جوليا” من السودان من إخراج محمد كردفاني، كما يعرض الفيلم الفلسطيني “الأستاذ” لصالح بكري والذي حصل على جائزة أحسن ممثل عن دوره فيه في “مهرجان البحر الأحمر السينمائي”، وهو من إخراج فرح نابلسي، إضافة إلى منافسة الفيلم المغربي “شيوع” من إخراج ليلى كيلاني، ومن العراق فيلم “سعادة عابرة” من إخراج سينا محمد.