بدأت اليوم السبت امتحانات شهادة التعليم الأساسي (الحر)، المعتمدة على مناهج الإدارة الذاتية الديمقراطية في شمال شرق سورية، فيما تنطلق غداً الأحد امتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي. ويبلغ عدد المتقدمين للامتحانات 3741 طالباً وطالبةً.
وتُجرى الامتحانات في 10 مراكز موزعة في مناطق الحسكة والقامشلي ودير الزور والطبقة والرقة وحلب، وبحسب هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سورية، بلغ عدد الطلاب المتقدمين لامتحانات الشهادة الإعدادية 1093 طالبا وطالبة، وعدد المتقدمين لامتحانات الشهادة الثانوية العامة بفرعيها الأدبي والعلمي للأحرار 2648 طالبا وطالبة، أي ما مجموعه 3741 طالبا وطالبة في الشهادتين.
بدأ اليوم السبت برنامج امتحانات الشهادة الإعدادية، ويستمر حتى 3 يوليو/تموز، فيما ينطلق برنامج امتحانات الشهادة الثانوية يوم الأحد ويستمر حتى 6 يوليو/ تموز المقبل. وكانت آخر مرة أُجريت فيها امتحانات الصفين التاسع (الإعدادي) والثاني عشر (الثانوي) بشكل مركزي في العام الدراسي 2021–2022، ومنذ ذلك الحين أُلغي النظام المركزي، وأصبح الطلبة يتقدمون لامتحاناتهم بشكل غير مركزي في مدارسهم.
قالت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في شمال شرق سورية، سميرة حاج علي، خلال زيارتها لمراكز الامتحانات في القامشلي لـ”العربي الجديد”، إن هناك جهدا كبيرا من قبل الكوادر التعليمية والإدارية لضمان نجاح سير الامتحانات. وأضافت: “تم توفير أجواء مناسبة للطلاب وتذليل كل العقبات لضمان حقهم في تقييم عادل وسير العملية الامتحانية كما هو مطلوب”.
وصرحت المعلمة زاريا موسى لـ”العربي الجديد”: “قمنا اليوم بمراقبة امتحان مادة العلوم العامة في مدرسة الزهراء، وكانت الأسئلة باللغتين الكردية والعربية، ومدة الامتحان ساعتان. ورغم ارتفاع درجات الحرارة، سادت أجواء إيجابية وسارت الامتحانات بشكل طبيعي. حرصنا على توفير كل ما يلزم للطلاب، بما في ذلك تأمين مياه شرب، ووجود نقطة طبية، وتقديم إسعافات أولية من الهلال الأحمر الكردي، إضافة إلى الحماية من قوى الأمن الداخلي (الأسايش)”.
بدورها قالت نورا حسن، والدة طالبين، أصغرهما محمد في المرحلة الأساسية وشيماء في المرحلة الثانوية، لـ”العربي الجديد”: “ما نتمناه، بعد كل هذا العناء، هو توفير أجواء امتحانية مناسبة للطلاب، وأن تكون القاعات هادئة وخالية من التوتر والضجيج حتى لا يتشتت انتباه أولادنا. كما نأمل أن تكون القاعات جيدة التهوية في ظل درجات الحرارة المرتفعة، حتى لا يشعر الطلاب بالإجهاد والتعب أثناء الامتحان”.
وأضافت: “أتمنى أن يكون المراقبون لطفاء ومتعاونين، لا يثيرون الخوف في نفوس الطلاب، بل يساعدون على تهدئتهم ويشجعونهم على أداء جيد، لأن أغلب الطلاب يعانون رهبة الامتحانات. وأدعو أن تكون الأسئلة واضحة ومناسبة لمستوى الطالب المتوسط، ليتمكن من الإجابة بثقة، وأن يُمنح وقتا كافيا للتفكير والإجابة دون ضغط الوقت”.
أما الطالب جوشن برو، من مدينة القامشلي، وهو في الصف التاسع، فقال لـ”العربي الجديد”: “كان الامتحان جيداً نوعاً ما، رغم شعوري بالقلق والتوتر قبل الدخول إلى القاعة. الأسئلة كانت مناسبة في المجمل، لكنها لم تخلُ من بعض الصعوبة، وكان الامتحان يحتاج إلى وقت إضافي للمراجعة والتأكد من الأجوبة، لكن من استعد جيدا لم يكن الوقت عائقا أمامه. أما القاعات فكانت هادئة، لكنها بحاجة إلى تهوية أفضل ومكيفات لمساعدتنا على التركيز، والمراقبون كانوا متعاونين ولطفاء مع الجميع”.
ظروف أفضل للامتحانات في سورية هذا العام، 15 ديسمبر 2025 (علي حاج سليمان Getty)
طلاب وشباب
طلاب سورية يستعدون لامتحانات موحدة بعد سنوات من الانقسام
وتسيطر الإدارة الذاتية الديمقراطية على أجزاء واسعة من سورية، تقارب نحو ثلث مساحتها، حيث بسطت سيطرتها على مناطق كبيرة من محافظات الحسكة والرقة ودير الزور، إضافة إلى أجزاء من ريف محافظة حلب. وتعتمد الإدارة الذاتية ثلاثة مناهج تعليمية في مناطق نفوذها: منهاج النظام السوري السابق، ومنهاجا أقرته منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، ومنهاج الإدارة الذاتية الديمقراطية الذي يعتمد اللغات الكردية والعربية والسريانية. وهو غير معترف به حتى الآن، إلا أن الحكومة السورية الجديدة و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) بدأتا التفاوض لحل مشاكل التربية والتعليم، ومسألة المناهج والاعتراف بالشهادات أو تعديلها، وذلك وفقا لاتفاقية مارس/ آذار التي وقعها الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، وقائد “قوات سوريا الديمقراطية” مظلوم عبدي.
يشار إلى أن عدد طلاب الشهادتين الإعدادية والثانوية في التعليم النظامي المسجلين في مدارس شمال وشرق سورية للعام الدراسي 2024–2025، بلغ 22.620 طالبا وطالبة.
google newsتابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News