استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع، في مقر محافظة القنيطرة، وفداً من وجهاء وأعيان القنيطرة والجولان المحتل، إلى جانب ممثلين عن المؤسسات الحكومية والإدارية في المحافظة، في لقاء موسّع تناول أبرز التحديات التي تواجه المنطقة على المستويات الخدمية والمعيشية والأمنية.
وخلال اللقاء، استمع الرئيس الشرع باهتمام إلى مداخلات الحضور، التي سلطت الضوء على معاناة الأهالي في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة، بما في ذلك التوغلات داخل الأراضي السورية، وتجريف الأراضي الحرجية، ومحاولات تهجير السكان القاطنين قرب خطوط التماس، والمناطق المحاذية لمواقع الاحتلال.
مفاوضات غير مباشرة عبر وسطاء دوليين
وأكد الشرع أن الدولة السورية لن تتخلى عن أبنائها في القنيطرة والجولان، وأن هناك تحركات دبلوماسية تجري عبر وسطاء دوليين ودول صديقة، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، للضغط على الاحتلال من أجل وقف الاعتداءات والانتهاكات المستمرة.
وأوضح أن القيادة السورية نجحت، بالتعاون مع شركاء دوليين، في إيقاف مخطط إسرائيلي كان يستهدف تجريف أراضٍ حرجية ومنازل مدنية بالبلدات القريبة من السياج الاسرائيلي مع الجولان المحتل، كان من شأنه تهجير عشرات العائلات.
مشاريع خدمية وتنموية في الأفق
وفي سياق دعم صمود الأهالي، كشف الشرع عن حزمة من المشاريع التنموية التي ستُطلق قريباً في محافظة القنيطرة، أبرزها:
إنشاء توربينات هوائية لتوليد الطاقة البديلة، مما يعزز الاعتماد على مصادر نظيفة ويوفر الكهرباء للمناطق المتضررة.
تطوير البنية التحتية الصحية والتعليمية، من خلال ترميم المدارس والمراكز الصحية وتزويدها بالكوادر والمعدات.
إعادة إعمار الأحياء السكنية لأبناء الجولان في أرياف دمشق ودرعا، بما يضمن عودة كريمة وآمنة للمهجّرين.
وشدد الشرع على أهمية دور الوجهاء والعشائر في نقل هموم المواطنين وتعزيز النسيج الوطني، مؤكداً أن الجولان سيبقى سورياً رغم كل محاولات الاحتلال، وأن الدولة لن تدخر جهداً في سبيل دعم صمود سكانه.
القنيطرة أولوية وطنية
وفي تصريح خاص لـ”المدن”، قال مدير الإعلام في محافظة القنيطرة محمد السعيد، إن “السيد الرئيس أبدى اهتماماً كبيراً بكافة التفاصيل التي طرحها الأهالي، وأكد أن القنيطرة أولوية وطنية”. وأضاف أن القيادة السورية تتابع التطورات في المنطقة لحظة بلحظة، بالتعاون مع الجهات الدولية، لضمان عدم تكرار الانتهاكات الإسرائيلية.
واختتم السعيد بالقول: “الدولة السورية، رغم كل التحديات، مصمّمة على حماية أهلها في القنيطرة والجولان، وعلى الاستثمار في الإنسان والبنية التحتية، لتبقى هذه الأرض حصناً منيعاً في وجه الاحتلال”.
increase