ماذا تريدون …؟؟؟
أولاً ؛ من الطبيعي بل من الواجب الإنساني حين نشوب أي نزاع وحرب ؛ أن يتضامن كل إنسان حرّ يملك ضمير حيّ مع الضحايا المدنيين من كلا طرفي الصراع ، وتلك مسألة لا يزايد فيها إلا أصحاب النفوس المريضة والذين يبحثون عن إثبات وطنيتهم المتهالكة ….!
ثانياً ؛ بالنسبة للصراع الدائر الآن ، وأتحدّث هنا عن ما يُسمّي بالمقاومة الإسلامية ، حماس والجهاد في غزّة ، الذين وبالتحديد حماس سيطرت على غزة خلال حربها مع تنظيم “فتح ” وقاموا برميهم من الطوابق العليا وهم أحياء ، وقتلوهم وارتكبوا فيهم أبشع الجرائم البربرية ، لدرجة أن فتح اليوم تُعادي حماس والجهاد وتكنّ لهم الكراهية أكثر مما تكنّه لإسرائيل …
حماس والجهاد تنظيمان إسلاميان يسعون لإقامة خلافة إسلامية مثلهم مثل الإخوان المسلمين في مصر والعالم ، هؤلاء ينطلقون من مرجعية دينية إسلامية عنصرية ضد كل من هو الآخر ، حتى من الذين يخالفونهم من المسلمين أنفسهم ، إذ يعتبرونهم خارجين عن الإسلام الصحيح ، ويتّخذون من المسجد الأقصى عنواناً تحريضيّاً لكل حروبهم العبثية مع إسرائيل ، كون الأقصى عنواناً مُغرياً لجموع الغوغاء من الجهَلَة الذين ينساقون كالقطيع خلف شعارات تحرير الأقصى ، وكأن الأقصى هذا أكسير الحياة …!
متناسين سلوك ونهج حماس مع الفلسطينيين الغزّاويين منذ سيطروا على غزة في الـ 2007 ، من قمع واستبداد واضطهاد ، حيث كانوا يسوقون الشبان بالعصيّ والقوّة لدخول المساجد والصلاة بالجبر والإكراه ، والمعروف في الشريعة الإسلامية بأن تارك الصلاة يُقتل …!
والدفاع عن الأقصى دائماً هو العنوان والشعار ، لكن هل للمسيحيين ولكنيسة القيامة في القدس عندهم أي مكانة أو قيمة أو قدسية ، بالعكس يتمنون هدمها …
هذا هو الفكر العنصري الموبوء الذي يعتنقونه ، وأتساءل ؛ هل من الفلسطينيين حقيقةً ؛ من يرغب بالعيش في ظل حكم هؤلاء ؟!
فعن أي حريّة وتحرير يتحدّث هؤلاء الأوغاد الإرهابيون المتخلّفون ، الذين يعيشون في القرن الواحد والعشرين وعالقون في منتصف القرن السابع ، وما زالوا يؤمنون بالغزو والسبي والغنائم ، والهتاف ؛ خيبر خيبر يا يهود جيش محمّد سوف يعود …!
الكل يعلم أنه تحت حكم حماس والجهاد في غزة منذ 2007 ؛
لا ديموقراطية
لا قانون
لا حريّة رأي وتعبير
لا حريّة صحافة
لا عيش كريم
لا خدمات
لا كرامة ولا قيمة للإنسان
يريدون أن يحكموا بالشريعة الإسلامية ؛
شريعة قادمة من غياهب العصور …!
لا يستطيع بالمطلق أي غزّاوي التعبير عن رأيه بصراحة في ما يجري ببلده ، الحريّة الوحيدة هي حريّة الموت …!
أربعة حروب حتى الآن خاضها هذا التنظيم الهمجي ، لم يحقّق فيها أي إنجاز وطني أو سياسي ، على العكس ، ساهم في تراجع القضية الفلسطينية ، وانقسام حاد وصل حدّ العداء مع باقي الفصائل في “منظمة التحرير الفلسطينية ” وأهمهم “فتح” …!
وفي كل حروبه وهذه الحرب الشرسة الدائرة الآن ، لم يقم بأي تجهيزات من أجل حماية الناس ، لم يبني ملجأً واحداً للمدنيين في غزة ، وخلال 24 ساعة انهار النظام الصحّي ونقص الدواء والغذاء والتجهيزات اللازمة لحرب ضروس ، بينما تمّ حفر مئات الكيلو مترات من الأنفاق للمسلّحين ، دون أن يعبؤوا على الإطلاق بحياة هؤلاء المسحوقين من العوز والفقر من سكان عزّة ، والذين لا رأي لهم ، وهُم حقيقةً أسرى لدى حماس والجهاد ومشاريعهم العبثية المدفوعة بالمال والسلاح من طهران ،
إيران تعطيهم المال والسلاح وتدفهم للموت والدمار ، وعقب كل حرب والخسائر البشرية والتدميرية الهائلة ، يظهر زعماء حماس الذين كانوا يقيمون في الفنادق الخمس نجوم في قطر وغيرها ليعلنوا انتصارهم فوق أكوام جثث الضحايا والركام …!
لا أسهل من إثارة غرائز الغوغاء في هذي المجتمعات المتخلّفة ، غير الواعية لمصالحها الحقيقية ، ينساقون كالقطعان خلف شعارات عنترية فارغة ، لا مستقبل لها في بناء مجتمعات وأوطان حرّة …
أخيراً ؛ أتساءل وأسأل الشعب الفلسطيني ؛ هل بالفعل أنتم تناضلون من أجل الحريّة والكرامة الإنسانية والعيش الكريم ؟
هل تسعون لدولة فلسطينية علمانية ديموقراطية حضارية حديثة ، دولة المواطنة والقانون لكل قاطنيها ، وحرية الرأي والصحافة والتعبير ؟
هل أنتم واعون أنه بدعمكم لحماس والجهاد ولهذا الفكر الماضوي العنصري، ووصفهم بالأبطال المقاومين ؛ سينقلب عليكم وبالاً ؟
وأن هؤلاء سيقودونكم لمجتمع قمعي شمولي استبداي ، لا تستطيعون فيه فتح أفواهكم ، ولن تنالوا على أيديهم الآثمة ؛ لا حريّة ولا كرامة ولا عيش رغيد ، إنكم في الحقيقة ستنتقلون من احتلال إلى سجن جماعي يقهر كل من فيه …
فلا يخدعنّكم صياح وجعير العربان والمسلمين الغوغاء الرعاع ، من خلف صفحات التواصل ، ومعظمهم كذّابون منافقون ،
هؤلاء الدهماء الجهَلَة يدفعونكم للهلاك ،
فحاذروا …!
كل التفاعلات:
أنت، وNourjan Srghaieh، وجمعة برو و٣٦ شخصًا آخر