رووداو ديجيتال
رجح مدحت سانجار، البرلماني عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) وعضو وفد إمرالي، بخصوص إلقاء مجموعة من مقاتلي حزب العمال الكوردستاني السلاح، بأنها قد تستغرق 4 أشهر أخرى، مضيفاً أن تلك الخطوة: “كانت إظهاراً للإرادة، وليست هزيمة واستسلاماً”.
ويوضح عضو وفد إمرالي في مقابلة مع رووداو، الفرق بين عملية السلام التركية والنماذج الأخرى في العالم مثل كولومبيا وأيرلندا، مؤكداً أن حزب العمال الكوردستاني تخلى عن السلاح بإرادته وبناءً على دعوة من عبد الله أوجلان.
في الوقت نفسه، يكشف تفاصيل لقائه مع السيد أوجلان في إمرالي، ويتحدث عن وضعه الصحي وظروف حياته، قائلاً: “صحة عبد الله أوجلان جيدة جداً”.
ويتحدث مدحت سنجار عن المراحل المستقبلية للعملية، بما في ذلك ضرورة تشكيل لجنة في البرلمان وإصدار قانون جديد لعودة المقاتلين إلى المجتمع.
وأدناه نص مقابلة رووداو مع مدحت سنجار، عضو وفد إمرالي والنائب عن حزب المساواة وديمقراطية الشعوب (DEM) في ولاية رها بتركيا:
رووداو: بدايةً، أود أن أسأل، ما كان شعوركم عندما رأيتم هؤلاء المقاتلين يأتون ويجمعون أسلحتهم ويشعلون فيها النار ثم يعودون إلى أماكنهم؟
مدحت سانجار: كان هذا يوماً تاريخياً جداً، لقد اختبرنا هذا الشعور من قبل. عندما كنت أكاديمياً، عملت كثيراً على هذا الموضوع. وفي كولومبيا أيضاً، ذهبت إلى كولومبيا، ورأيت كيف يحدث ذلك، وماذا يفعلون، وكيف يتحقق السلام، وفي أيرلندا أيضاً، لكنها ليست ك هذا النموذج، لا يوجد مثيل له في العالم.
رووداو: ما هو الفرق؟
مدحت سانجار: الفرق هو، أولاً، أن حزب العمال الكردستاني نار عظيمة، كبيرة جداً. فهو لا يقتصر على بلد واحد، بل يعمل في أربعة بلدان، ولا يدار بالسلاح فقط، بل يمارس السياسة أيضاً، ويقوم بعمل دبلوماسي، وعدد المقاتلين ليس قليلاً. أين هم وكم عددهم وكيف هم، هذا أيضاً فرق كبير. في كولومبيا أو في أيرلندا، لم يكن الأمر بهذا الحجم. هم أيضاً كانوا يقومون بعملهم ويديرون نضالهم، لكن حزب العمال الكوردستاني مختلف. الآن هذه المنظمة تقول: “أنا أتخلى عن السلاح”، لكننا وصلنا إلى هنا خطوة بخطوة. اليوم كان تاريخياً جداً، لم يكن مجرد احتفال، بل كان إظهاراً للإرادة. السيد أوجلان وجه نداءين، أحدهما في شهر شباط والآخر قبل يومين، لوضع السلاح. جاء 30 عضواً من حزب العمال الكوردستاني بأسلحتهم، وفي المقدمة كانت بسي هوزات، الرئيسة المشتركة لـ (KCK). هذا المشهد مهم جداً، تاريخي، لماذا؟ هذه العملية مستمرة منذ 6-7 أشهر، والآن تم اتخاذ خطوة كبيرة، وانتقلت إلى مرحلة أخرى، مهمة جداً.
رووداو: مسألة حرق الأسلحة، ذكرت أنك رأيت نموذجي كولومبيا وأيرلندا، هل تم حرق الأسلحة هناك أيضاً أم أن هذه هي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا؟
مدحت سانجار: لا. في أيرلندا، دفنوا الأسلحة تحت الأرض وصبوا عليها الأسمنت. في كولومبيا كان الأمر مختلفاً بعض الشيء، وفي 2-3 دول في أفريقيا كان هناك شيء مشابه، ولكن ليس مثل حرق الأسلحة هذا.
رووداو: من قرر حرق الأسلحة؟ هل اتخذ حزب العمال الكوردستاني هذا القرار بنفسه، أم أن عبد الله أوجلان، زعيم الحزب، هو من طلب منهم ذلك؟
مدحت سنجار: لا أعرف بالضبط من اتخذ هذا القرار، ولكن هذا له معناه الخاص. إنهم لا يسلمون الأسلحة، لأن هذه ليست حرباً انتصر فيها طرف وهُزم الآخر. ليس الأمر كذلك. هنا، يقولون: “نحن نتخلى عن السلاح بإرادتنا، والآن نقوم بتدميره ونريد السلام، نريد حلاً ديمقراطياً”. والسيد أوجلان يقول ذلك أيضاً. إنهم يدمرون أسلحتهم. إنهم يتخلون عن السلاح، لماذا؟ من أجل السلام والحل الديمقراطي.
رووداو: في تركيا، تقول بعض الأطراف إن الأشخاص الذين ألقوا أسلحتهم اليوم لن يعودوا إلى المقاتلين الآخرين، بل سيبقون في مكان مختلف وسيصبحون مدنيين ولن يتمكنوا من التحدث باسم حزب العمال الكردستاني بعد الآن. هل هناك شيء من هذا القبيل، أن كل من يأتي ويلقي السلاح، ينفصل؟
مدحت سانجار: ليس لدي هذه المعلومة أيضاً. لا أملكها. كيف ستسير هذه العملية وماذا سيفعلون. أولئك الذين ألقوا أسلحتهم اليوم عادوا إلى أماكنهم، ولكن إلى متى ستستمر الأمور هكذا، وماذا سيحدث بعد ذلك؟ لهذا أيضاً، يجب إصدار قانون، القانون ضروري. إنهم يريدون تحقيق أهدافهم بالسياسة، بدون سلاح، بالسياسة. ولهذا، يجب على الدولة أيضاً أن تفعل شيئاً وتتخذ خطوات. خلال أسبوع، سيتم تشكيل لجنة. هكذا يقولون. هذه اللجنة ستقوم بإعداد القوانين واقتراحها. عندما تصدر القوانين، ستصبح هذه قوانين السلام. في البداية، يجب وضع قوانين السلام وقوانين الاندماج. أي نوع من الاندماج؟ اندماج ديمقراطي. بدون سلاح، يعيشون حياتهم في مجتمع ديمقراطي ويريدون ممارسة السياسة. هكذا هو الأمر، هذا الوقت الآن أمامنا.
رووداو: متى ستنتهي مسألة إلقاء السلاح؟ الآن هي مجموعة واحدة، ولكن الآخرون، كم شهراً سيستغرق الأمر حتى يلقوا أسلحتهم؟
مدحت سانجار: ليس لدي هذه المعلومة أيضاً. لا أعرف كيف هي الخطة، وكيف ستسير، يجب ألا يطول هذا الأمر. يجب وضع خطة وإنشاء آلية ويجب إصدار قانون. خطوة بخطوة، الدولة والحزب، إذا ساروا خطوة بخطوة، فربما بعد 3-4 أشهر أخرى ستنتهي هذه المسألة.
رووداو: أنتم الآن ضمن وفد إمرالي وقد ذهبتم مرة إلى إمرالي، ورأيتم زعيم حزب العمال الكوردستاني، عبد الله أوجلان. كيف كان وضعه، لأن هناك الكثير من الحديث عن مظهره. قال البعض إنه أصبح بديناً، وقال آخرون إنه مريض، ولهذا بدا هكذا.
مدحت سانجار: هو ليس مريضاً. صحته جيدة، ومعنوياته كانت جيدة ويفكر كثيراً، ويعمل كثيراً، ولديه خطط للسياسة، للمجتمع، للشعب والإنسانية، لديه الكثير من الأفكار. وهو مستعد لهذه العملية أيضاً. يتحدث بعمق وجمال كبيرين. وصحته كانت جيدة.
رووداو: هل تحاورتم وتحدثتم؟
مدحت سانجار: نعم، لمدة ساعتين ونصف معاً، تحدثنا عن مواضيع كثيرة.
رووداو: من معهم، كسكرتارية كم عددهم؟
مدحت سانجار: حسب علمي هناك ستة أشخاص. عندما قمنا بالزيارة كان معه ثلاثة أشخاص. حسب علمي، كانوا جميعاً ستة أشخاص.
رووداو: ظروفهم، المكان الذي يقيمون فيه، هل تغير قليلاً؟
مدحت سانجار: أفضل قليلاً.
رووداو: كيف أفضل؟ هل وسعوا منزلهم أم أنهم أكثر حرية؟
مدحت سانجار: لم يتم بناء مكان جديد بعد. لكن ظروف عمله تحسنت قليلاً، ولكن هذا لا يكفي. وهو نفسه يقول ذلك. هو يريد أن يعمل براحة. ويريد أن يزوره أطراف أخرى، صحفيون، أكاديميون، سياسيون. ونحن نقول ذلك أيضاً..
رووداو: هل سيحدث هذا في وقت قصير؟
مدحت سانجار: يجب أن يحدث. نحن نريد أن تسير هذه العملية، ويجب اتخاذ هذه الخطوات.
رووداو: الأسبوع القادم، هل ستجتمع لجنة البرلمان 100%؟
مدحت سانجار: هكذا أخبرونا. سيتم تشكيلها في غضون أسبوع. ثم تبدأ عملها.