تتواصل، اليوم الجمعة، جهود إعادة فتاتين بعمر 14 و15 عاماً، تعرضتا لعملية اختطاف في مناطق سيطرة “الإدارة الذاتية” شمال شرقي سورية هذا الأسبوع، رغم تعهدات “قوات سوريا الديمقراطية” بعدم تجنيد القصر في صفوفها.
وفي التفاصيل، أوضح قريب الفتاتين نور الدين خاشو في حديثه لـ”العربي الجديد”، أن ابنة شقيقه ميراف عدنان خاشو وابنة شقيقته سيميل زيدان اختفيتا عن الأنظار يوم الثلاثاء 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وبعد مضي 24 ساعة تلقت العائلتان اتصالات بأنهما موجودتان لدى وحدات حماية الشعب، وبأنهما أتيتا إلى المركز بإرادتهما.
وأكد المتحدث أن الفتاتين من مواليد 2008 و2009، وأن الجهة الخاطفة هي وحدات حماية الشعب المنضوية تحت مظلة “قسد”.
وأضاف القوانين في الإدارة الذاتية وقسد تنص على عدم لكنها لا تطبق، لافتاً إلى أنه بحال تزويج فتاة دون سن 18 عاماً يسجن والدها وزوجها ولا يحق لها أن تتزوج في هذا العمر، لكن عندما يتعلق الأمر بخطف الأطفال لا تنفذ هذه القوانين.
وأفاد: “أمضينا 24 ساعة نبحث عن الفتاتين، بحثنا في كل مكان، لكن بعد التوصل إلى مكانهما، لم تستطيعا التعرف علينا، لا نعلم ما الذي حصل لهما خلال الساعات الماضية، هل هما تحت تأثير أدوية معينة أو خائفتان بسبب تهديدات”.
ولفت المتحدث إلى أن المخطوفتين تدرسان سوياً في الصف العاشر، وتقومان برعاية جدتهما وجدهما المريض منذ 13 عاماً، وحتى في القانون الدولي فإن القاصر ليس سيد قراره، حتى إذا افترضنا أنهما تقدمتا إلى المركز بكامل إرادتهما فلا يجوز أخذهما بهذه الطريقة، يجب إعادتهما إلى أحضان أمهاتهما.
وتابع: “لن نتوقف، سنواصل احتجاجنا سواء عن طريق الاعتصام، أو تدخل من أي جهة، سنتوجه إلى جميع المنظمات ووسائل الإعلام، قمنا بمراجعة جميع الجهات المعنية، لكن لم نتلق أي رد حتى الآن”.
ووثقت شبكة رصد سورية لحقوق الإنسان، وفق تقرير صدر عنها في 18 أكتوبر/ تشرين الأول، اختطاف الفتاتين، من قبل وحدات حماية الشعب التابعة لقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، وذلك في مدينة القامشلي، مشيرة إلى أنها وثقت في الآونة الأخيرة عمليات تجنيد مئات الأطفال وإرسالهم إلى معسكر جبل عبد العزيز الذي يأوي أكثر من 400 طفل وأيضاً إلى معسكر المالكية.
بدوره أوضح الناشط الإعلامي مدين عليان خلال حديثه لـ”العربي الجديد”، أن عمليات خطف القصّر في مناطق شمال شرق سورية لن تتوقف بحال بقيت الأمور على حالها، كون الشبيبة الثورية تتذرع بأن الأطفال يأتون لها بإرادتهم، ووحدات حماية الشعب أيضاً، والقوانين الناظمة لرفض عمليات تجنيد الأطفال صورية فقط ولا أثر لها في أرض الواقع.