واشنطن دعت إسرائيل إلى ضبط النفس في ردها على هجوم حماس
واشنطن دعت إسرائيل إلى ضبط النفس في ردها على هجوم حماس

قبل بضعة أسابيع، كان الشرق الأوسط هادئا نسبيا والقصة الأبرز فيه عنوانها “تطبيع محتمل بين السعودية وإسرائيل”، قبل أن تقلب حماس كل ذلك من خلال أعنف هجوم لها على إسرائيل.

ولم يكن التطبيع المحتمل بين الرياض وإسرائيل فقط ما يخيم على المنطقة، إذ بدا أيضا أن هناك أملا في أن الولايات المتحدة وإيران تعملان على وضع سقف غير رسمي لحجم البرنامج النووي الإيراني مقابل بعض التخفيف المحدود للعقوبات، وفق تحليل لصحيفة ”

ويشير التحليل إلى أن كل هذه الآمال باتت الآن أيضا ضحية لهجوم حماس العنيف ورد إسرائيل بضربات جوية على غزة تهدف إلى إضعاف القدرة العسكرية للحركة، وكذلك بقطع إمدادات الكهرباء والغذاء والماء والوقود.

وهذا ما أكده الرئيس الأميركي، جو بايدن، أيضا في حفل لجمع التبرعات الانتخابية، الجمعة، إذ قال إن جزءاً من أهداف هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الحالي، كان لاحباط عملية التطبيع

وأضاف الرئيس الأميركي أن “أحد أسباب تحرك حماس تجاه إسرائيل، هو أنهم كانوا يعلمون أنني كنت على وشك الجلوس مع السعوديين”.

بايدن: هجوم حماس استهدف تعطيل تطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل
قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، إن جزءاً من أهداف هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الحالي، كان لإحباط جهود إسرائيل لتطبيع العلاقات مع السعودية.

ودعت إسرائيل السكان الفلسطينيين إلى الانتقال بعيدا عن شمال غزة، مما يسمح لجيشها بالعمل ضد معاقل حماس بحرية أكبر وخسائر أقل في صفوف المدنيين.

ويذكر التحليل أن الرد الأميركي الأولي كان إعلان الدعم الكامل لإسرائيل، قبل أن يتحول في غضون أيام إلى دعم “مشروط أكثر بشكل ما”، إذ أبدى بايدن معارضته لغزو واحتلال واسع لغزة.

وخلال زيارته القصيرة إلى إسرائيل هذا الأسبوع، دعا بايدن إسرائيل إلى ضبط النفس من خلال السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وتجنب العمليات العسكرية التي من شأنها أن تلحق الضرر بالمدنيين، وهي مواضيع أعيد تأكيدها في خطابه في المكتب البيضاوي، في 19 أكتوبر.

وينقل التحليل أنه من الواضح أن الإدارة قلقة من أن خطط لإسرائيل يمكن أن تؤدي إلى حرب أوسع، حرب من شأنها على الأقل أن تسحب مخزونات الذخائر الأميركية “المنهكة بالفعل”، وتزيد من سعر النفط، وتسبب مشاكل لسمعة الولايات المتحدة مع الكثير مما يسمى بالجنوب العالمي “global south” (أو الدول الأقل دخلا)، وربما تؤدي إلى تدخل عسكري أميركي مباشر.

وتقول الصحيفة إن الولايات المتحدة بحاجة إلى الضغط على إسرائيل لتحديد أهداف قابلة للتحقيق تسمح بوقف إطلاق النار على المدى القريب. وتضيف أن الدور المناسب للولايات المتحدة “ليس محاولة منع عمل عسكري إسرائيلي كبير، وهو أمر لا مفر منه، بل تحديد حجمه ومدته”.

يجب على الولايات المتحدة اعتماد استراتيجية من مرحلتين، بحسب التحليل، وتتمثل المرحلة الأولية، الجارية فعليا، في محاولة الحيلولة دون زيادة تدهور الحالة السيئة. والهدف الآن هو التهدئة لتوفير الوقت والمساحة للجهود الدبلوماسية.

وفي الوقت الحالي، يمكن إدارة الدعوات إلى وقف إطلاق النار عبر طريقتين. الأولى تكمن في أن تقلل إسرائيل من الخسائر ضمن صفوف المدنيين من خلال الحد من الأعمال العسكرية والتركيز على ضربات دقيقة، عندما تكون هناك معلومات استخباراتية قابلة للتنفيذ، وغارات برية صغيرة.

أما الطريقة الثانية، فيرى التحليل أنه يمكن لإسرائيل أن توافق على وقف الحرب الجوية للسماح بإيصال المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات الإنسانية إلى السكان المدنيين في غزة وتسهيل تبادل الرهائن.

ويمكن أن تكون مثل هذه التوقفات مشروطة بموافقة حماس والجماعات الأخرى على وقف هجماتها الصاروخية على إسرائيل.

وينوه التحليل إلى أنه يجب “الضغط على إسرائيل لقبول وقف إطلاق النار عندما يتضح أن تكاليف استمرار الصراع تفوق أي فوائد” أخرى.

وبالإضافة إلى ذلك، فإن إخراج أكبر عدد ممكن من الرهائن من غزة في أسرع وقت ممكن أمر لا بد منه. وتقول الصحيفة إن المسار الأكثر خطورة هو الإنقاذ المسلح أما المسار الأكثر واقعية لتحرير الرهائن هو مبادلتهم بالسجناء الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.

ونقلت “بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة أن الحكومات الأميركية والأوروبية لكسب الوقت لإجراء محادثات سرية جارية عبر قطر للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وفق ما نقلت وكالة “بلومبيرغ” عن أشخاص مطلعين على هذه الجهود.

وقالت مصادر “بلومبيرغ” إن المفاوضات مع حماس، المصنفة إرهابية، “حساسة وقد تفشل”، رغم أن هناك دلائل على أن الحركة قد توافق على السماح على الأقل لبعض المدنيين بالرحيل دون مطالبة إسرائيل بالإفراج عن أي سجناء في المقابل.

“إلى حين إخراج الرهائن”.. الولايات المتحدة “تضغط” على إسرائيل “لتأجيل” عمليتها البرية بغزة
تمارس الحكومات الأميركية والأوروبية ضغوطا على إسرائيل لتأجيل عمليتها البرية لغزة لكسب الوقت لإجراء محادثات سرية جارية عبر قطر للإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم حماس، وفق ما نقلت وكالة “بلومبيرغ” عن أشخاص مطلعين على هذه الجهود.

أما المرحلة الثانية، بحسب “وول ستريت جورنال”، ستأتي عندما يتحقق شيء قريب من الوضع قبل 7 أكتوبر، وتوضح أن الوضع سيحتاج لانتقال الدبلوماسية الأميركية لمرحلة ستنطوي على جهد متجدد لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية وبين إسرائيل والفلسطينيين الراغبين في تجنب الإرهاب.

وتخلص الصحيفة إلى أنه يجب على الولايات المتحدة الاستمرار في تزويد إسرائيل بالذخائر والمعلومات الاستخباراتية التي تحتاجها، مع تقديم المشورة لإسرائيل بالتخلي عن غزو واحتلال واسع النطاق لغزة. ومن شأن مثل هذا الهجوم أن يؤدي إلى خسائر كبيرة في صفوف الإسرائيليين، ومن المرجح أن يفشل في القضاء على حماس.

واختتمت الصحيفة تحليلها بالتأكيد على أن “الاستعراض الإسرائيلي الهائل للقوة،رغم أنه قد ينجح بإضعاف حماس، قد يؤدي أيضا إلى تعزيزها من خلال خلق مجندين جدد”.