واشنطن نددت بالضربات الإيرانية في باكستان ودول أخرى… وعبداللهيان قال إن “الإرهابيين” المستهدفين على صلة بإسرائيل

أعلن مسؤول في الاستخبارات الباكستانية، فجر اليوم الخميس، أن باكستان شنّت غارات داخل إيران، في حين أفاد إعلام رسمي إيراني بسماع دوي انفجارات عدة في جنوب شرقي البلاد، مشيراً إلى أن السلطات تحقق في الأمر، وذلك بعد يومين على تنفيذ طهران ضربات ضد “أهداف إرهابية” في باكستان.
وقال المصدر الاستخباري الكبير غير المُخوّل تقديم معلومات لوسائل الإعلام، لوكالة الصحافة الفرنسية، “يمكنني فقط أن أؤكد أننا نفذنا ضربات ضدّ مجموعات مسلحة مناهضة لباكستان استُهدِفَت داخل إيران”، مضيفاً أن بياناً حكومياً سيصدر في وقت لاحق.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا) عن مسؤول في محافظة سيستان بلوشستان الإيرانية قوله، إن دويّ “انفجارات سُمع في مناطق عدة بمحيط مدينة سارافان”، في حين ذكر مسؤول كبير في الاستخبارات الباكستانية لوكالة “رويترز”، أن القوات الباكستانية نفذت ضربات لاستهداف مسلحين من البلوش داخل إيران. وذكرت وكالة إيرانية أن عدة صواريخ أُطلقت من باكستان أصابت قرية حدودية في إقليم سيستان وبلوشستان.ِ
في المقابل نقلت وكالة “رويترز” عن مصدر إيراني قوله، إن ثلاث نساء وأربعة أطفال، جميعهم غير إيرانيين، قُتلوا في انفجار، في حين طالبت إيران باكستان بتفسير فوري للضربات.
من جهتها، أفادت وزارة الخارجية الباكستانية بمقتل “عدد من الإرهابيين خلال عملية اعتمدت على معلومات الاستخبارات”، مضيفة أن “الضربات كانت دفاعاً عن أمن باكستان ومصلحتها الوطنية”.
وتابعت الخارجية الباكستانية “سنواصل مساعينا لإيجاد حلول مشتركة مع إيران ضد الإرهاب”، مؤكدة مواصلة “اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للحفاظ على سلامة وأمن شعبنا”.

واشنطن تندد

ودانت الولايات المتحدة، الأربعاء، الضربات الإيرانية الأخيرة في العراق وسوريا وباكستان، حيث قالت طهران إنها تستهدف “جماعات إرهابية مناهضة” لها.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر “نعم، نحن ندين هذه الضربات، لقد رأينا إيران تنتهك الحدود السيادية لثلاث من جاراتها خلال الأيام القليلة الماضية”.

واستدعت باكستان سفيرها لدى طهران، الأربعاء، ومنعت السفير الإيراني من العودة إلى إسلام آباد في أعقاب قصف جوي إيراني في منطقة حدودية بغرب البلاد أسفر عن مقتل طفلين.

ونفذت الضربات، في ساعة متأخرة الثلاثاء، عقب هجمات مماثلة في العراق وسوريا.

وقالت الخارجية الباكستانية في بيان للمتحدث باسمها ممتاز زهرة بلوش، إن “انتهاك إيران غير المبرر والفاضح لسيادة باكستان، ليل أمس، هو خرق للقانون الدولي وغايات ومبادئ شرعة الأمم المتحدة”.

كما أعلنت تعليق كافة الزيارات المرتقبة رفيعة المستوى مع إيران خلال الأيام المقبلة.

وذكرت وكالة مهر الإيرانية للأنباء، إن الهجوم “الصاروخي وبمسيرات” استهدف مقر مجموعة جيش العدل التي تشكلت في 2012 وتصنفها إيران مجموعة “إرهابية”.

نفذ جيش العدل عديداً من الهجمات على أراض إيرانية خلال السنوات القليلة الماضية.

على صلة بإسرائيل

وقالت إيران، إن الهجمات الصاروخية الأخرى استهدفت “مقرات تجسس” وأهدافاً “إرهابية” في سوريا ومنطقة كردستان العراق ذات الحكم الذاتي.

 

وأكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، الأربعاء، أن طهران استهدفت “مجموعة إرهابية إيرانية” في باكستان المجاورة.

وقال أمير عبداللهيان، خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، “في ما يتعلق بباكستان، لم يتم استهداف أي من مواطني البلد الشقيق والصديق بصواريخ ومسيرات إيرانية”.

وأضاف “تم استهداف ما يسمى جماعة جيش العدل، وهي مجموعة إرهابية إيرانية”. وأشار إلى أن  “الإرهابيين” المستهدفين في باكستان على صلة بإسرائيل.

وتأتي الضربات على وقع الحرب في قطاع غزة وهجمات للمتمردين الحوثيين في اليمن المدعومين من إيران على الملاحة في البحر الأحمر.

ورداً على سؤال بالخصوص في الإيجاز الصحافي الاعتيادي قال ميلر، إن إيران “تدعي أن عليها القيام بتلك الإجراءات لمكافحة الإرهاب” بينما طهران هي “الممول الرئيس للإرهاب في المنطقة، الممول الرئيس لعدم الاستقرار في المنطقة”.

تبادل الاتهامات

وتتبادل طهران وإسلام آباد بانتظام اتهامات حول السماح لمسلحين باستخدام أراضي الدولة الأخرى لشن هجمات لكن نادراً ما يكون التدخل من القوات الرسمية للبلد الآخر.

وأضافت وزارة الخارجية الباكستانية “ما يزيد من قلقنا هو أن هذا العمل المخالف للقانون حصل رغم وجود قنوات تواصل مختلفة بين باكستان وإيران”.

ومضت تقول “لطالما أكدت باكستان أن الإرهاب تهديد مشترك لكل الدول في المنطقة ويتطلب تحركاً منسقاً”.

وأكدت أن “هذه الأعمال الأحادية الجانب لا تنسجم مع علاقات حسن الجوار وبإمكانها أن تقوض بشكل جدي الثقة المتبادلة”.