غرفة الأخبار ـ نورث برس
قلل خبراء ومراقبون من شأن الصراع المتصاعد في غزة وعمليات منسوبة لوكلاء إيران ضد المواقع الأميركية، في تأثيره على الوجود العسكري الأميركي في الشرق الأوسط وعلى جهود مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.
ومنذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، ارتفعت وتيرة التهديدات من قبل فصائل “المقاومة” في العراق وسوريا، وكذلك لبنان باستهداف المصالح الأميركية.
وخلال أسبوع مضى تعرضت قاعدة عين الأسد في الأنبار وحرير في أربيل، كذلك مواقع عدة في شمال شرقي سوريا، لهجمات بطائرات مسيرة وأخرى صاروخية دون إلحاق أضرار كبيرة بها.
ولا يمكن فصل الاستهدافات المنسوبة لفصائل “المقاومة الإسلامية” عن الوضع في غزة، فكلما زاد التوتر وتصاعد الصراع في غزة زادت وتيرة الهجمات على المواقع الأميركية في الشرق الأوسط لا سيما في العراق وسوريا، هكذا قال الخبير الأمني العراق جبار ياور، لنورث برس.
ويعتقد “ياور” وهو الأمين السابق لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان العراق، أن الهجمات هذه ستستمر طالما استمر الصراع في غزة.
لكن وبغض النظر عن وتيرتها، يعتقد “ياور” أن هذه العمليات لن تؤثر على الوجود الأميركي بصورة عامة، لأن الإدارة الأميركية لديها احتياطات ووسائل ردع لصد الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة.
وأعلنت الولايات المتحدة، أمس الأحد، أنها سترسل أنظمة دفاع جوي (باتريوت وثاد) إلى الشرق الأوسط.
وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن، في بيان، أمس الأحد، إنه “بعد مناقشات مستفيضة مع الرئيس جو بايدن بشأن التصعيد الأخير من قبل إيران والقوى التي تعمل بالوكالة عنها في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، وجهت اليوم بسلسلة من الخطوات الإضافية لتعزيز موقف وزارة الدفاع في المنطقة”.
وأشار “ياور” إلى أن الولايات المتحدة حذرت رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية أعقاب التصعيد الأخير تحسباً لمخاطر الاستهدافات.
وقال “ياور” إن الهجمات على المواقع الأميركية “ليس لها تأثير ملموس على عمليات مكافحة داعش بالرغم من بقاء خلايا ومخلفات التنظيم، وخاصة الفكرية، لأن عمليات التنظيم انخفضت فعلياً حتى قبل اندلاع الصراع إلى أدنى حد هذا العام مقارنة بالأعوام السابقة”.
وكشف المسؤول السابق في البيشمركة، أن حصيلة عمليات “داعش” بلغت خلال الأشهر التسعة الأولى، 32 عملية وهو عدد قليل جداً مقارنة بعام 2018 حيث بلغت أكثر من 465 عملية.
في السياق، قال الكاتب والصحفي الأردني، رداد القلاب، لنورث برس، إن التصعيد الإيراني عبر وكلائها ضد القوات الأمريكية المتواجدة في سوريا والعراق يأتي في إطار الرد على الرسائل الأمريكية بعدما استقدمت مزيداً من القوات والبوارج الأمريكية لمنع محاولة إيران أو الفصائل الموالية للتدخل في الحرب الدائرة بغزة.
لكن “القلاب” يرى أن الاستهدافات لا تؤثر بشكل استراتيجي على الوجود الأمريكي في المنطقة وعلى العكس أثبتت واشنطن أنها باقية في منطقة الشرق الأوسط نظراً للقوة التي أظهرتها للوقوف إلى جانب حلفائها (إسرائيل).
وإلى جانب حاملات الطائرات في شرقي البحر المتوسط وأنظمة الدفاع الجوية، تنتشر وحدات من الجيش الأميركي في سوريا والعراق وقواعد أخرى في الخليج العربي منذ سنوات لغرضي مكافحة “داعش” في إطار التحالف الدولي كذلك جزء من القوات المركزية لردع إيران.
وأشار الكاتب الصحفي، أن إظهار القوة الأميركية قابلته مواقف ضعيفة من روسيا والصين القوتين اللتين تشكلان ثنائية قطبية محتملة خصوصاً بعد الصراع في أوكرانيا.
أما بالنسبة لتداعيات التصعيد على جهود مكافحة التنظيم، يقول “القلاب”، إن لذلك تأثير محدود ، لأن الحرب ضد “داعش” تراجعت وأصبحت قضية ثانوية نظراً أن العالم منشغل بما يجري في المنطقة اليوم.