علاء الدين الخطيب

 

 

مقدمة

ربما ما يزال الوقت مبكرًا لتوقّع النتائج الجيوسياسية، على المستوى الإقليمي والدولي، للعدوان الصهيوني الغاشم على أهالي غزة، بعد عملية طوفان الأقصى، لكنّ تصاعد الصدام المسلّح، وتزايد العنف الإسرائيلي، وتصريحات الحكومة اليمينية المتطرفة الإسرائيلية برئاسة نتنياهو عن القضاء الكامل على منظمة حماس، وارتكاب سلسلة مجازر بحقّ الفلسطينيين، ومنها تفجير مشفى الأهلي العربي في غزة، وما ظهر من المواقف الدولية والإقليمية، كلّها تعيد الذاكرة إلى حرب لبنان 1982 وحصار بيروت.

إن التاريخ لا يُعيد نفسه، لكن بعض سيناريوهات الصراع والحروب وتكتيكاتها قد تتشابه وتتكرر، خاصة عندما يكون أطراف الصراع هم أنفسهم تقريبًا. ولعل ما نشهده الآن من مأساة فلسطينية، بما يصاحبها من صراعات جيوسياسية، يُبرر لنا توقع تكرار سيناريو حصار بيروت، لكن في غزة هذه المرة.

بيروت 1882

قامت إسرائيل في 5-6 حزيران/ يونيو عام 1982 باجتياح لبنان، إثر تفاعلات الحرب الأهلية التي ضربت لبنان بدءًا من 1976، وكانت الحجة المباشرة المستخدمة هي عملية اغتيال سفيرها شلومو أرجوف في لندن، علمًا أن المسؤول عنها كانت منظمة (أبو نضال) الذي كان معروفًا أنه يعمل بمفرده، لكن الاتهامات وُجّهت إلى نظام حافظ الأسد في سورية، وإلى منظمة التحرير الفلسطينية

بعد أسبوع من القتال والمعارك مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، ومع بعض الفصائل اللبنانية، وبعد بعض الصدامات البرية مع الجيش السوري، وبعد معركة جوية كبيرة مع الطيران السوري؛ تمكّن الجيش الإسرائيلي من الوصول إلى طريق دمشق بيروت الدولي، ومن ثم إلى مدينة بيروت، حيث كانت قوات منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات قد تمركزت بعد انسحابها من باقي المناطق اللبنانية؛ فأصبحت قوات منظمة التحرير الفلسطينية، ومعها بضعة كتائب من الجيش السوري، محاصرة في بيروت الغربية، من قبل قوات الجيش الإسرائيلي وحلفائه من فصائل لبنانية.

استمر الحصار شهرين تقريبًا، تخللهما كثير من الصدامات والمعارك ما بين المحاصَرين والجيش الإسرائيلي، وبقيت بيروت الغربية محاصرة ومعزولة عن أي إمدادات خارجية، بهدف الضغط لتحقيق الشروط الإسرائيلية. وفعلًا تمخضت المفاوضات التي أشرف عليها الأميركيون، وغيرهم من حكومات غربية وإقليمية، عن اتفاقٍ يقضي بخروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت ولبنان، بسلاحهم الفردي الخفيف، وترحيلهم إلى عدة دول عربية، هي سورية وتونس واليمن والأردن. وانتقل ياسر غرفات إلى تونس مع معظم قواته، ليؤسس مقرًا جديدًا للمنظمة هناك

قُدّر عدد الضحايا المدنيين بأكثر من 10000 ضحية، خلال ما سُمي حرب لبنان 1982-1985، إضافة إلى أكثر من 1500 فلسطيني، وأكثر من 1200 سوري، وأكثر من 600 إسرائيلي، وما يقارب 2500 ضحية فلسطيني في مجزرة صبرا وشاتيلا. أما حصار بيروت، فمن غير المعروف عدد الضحايا خلاله، لكن التقديرات تشير إلى مقتل أكثر من 4000 مدني خلال الحصار.

كان رئيس الولايات الأميركية حينذاك رونالد ريغان الرئيس الأميركي المعروف الذي تُنسب إليه استراتيجيات أميركية كبيرة أسهمت في تضخيم عوامل ضعف الاتحاد السوفيتي الداخلية التي أدت إلى انهياره في نهاية الثمانينيات، والمعروف أيضًا بتأييده الكبير لإسرائيل، خاصة عند مقارنته بسلفه جيمي كارتر. أما في إسرائيل، فقد كانت حكومتها برئاسة مناحيم بيغن، وكان وزير دفاعها أرئيل شارون  وكان كلاهما متفقين على أن حلّ القضية الفلسطينية ومشكلة الفصائل الفلسطينية يجب أن يتم بالسلاح وجنازير الدبابات. وقد قدّم ريغان دعمًا كاملًا ومفتوحًا لاجتياح إسرائيل للبنان، وغطى الاجتياح، سياسيًا وعسكريًا، بشكل كامل، حتى حقق شارون أهدافه بإخراج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان، ودعم الفصائل اللبنانية المتحالفة معه في ذلك الوقت.

ليس هنا مقام الدخول بتفاصيل حرب لبنان وحصار بيروت، لكن ما يهمّنا هو إعادة رؤية بعض المفاصل المهمة في صيف 1982. فالرؤية الإسرائيلية كانت تقوم على ضرورة تحييد منظمة التحرير الفلسطينية وإخراجها من لبنان، لأنها كانت متحالفة مع فصائل لبنانية كان يمكن أن تحوّل لبنان من دولة شبه محايدة في الصراع العربي الإسرائيلي، إلى دولة مواجهة وقاعدة لانطلاق العمليات الفلسطينية ضد إسرائيل. وكذلك كانت إسرائيل تحت حكومة متطرفة معروفة بعدائيتها للفلسطينيين والعرب مع بيغن وشارون، في مواقع القرار الأقوى في الحكومة الإسرائيلية. أما رونالد ريغان فقد كان رئيسًا أميركيًا قويًا أسس للعديد من الاستراتيجيات التي غيرت الولايات المتحدة الأميركية والعالم، سياسيًّا واقتصاديًّا، ورغم انشغاله آنذاك بالحرب الباردة ضد المعسكر السوفييتي، وإعادة تشكيل السياسات الاقتصادية الأميركية، فإنه كان صاحب مشروع لمنطقة الشرق الأوسط، عبر زيادة دعم إسرائيل لتتفوق على كل جيرانها.

وعلى الرغم من أن الاتحاد السوفييتي كان يُعدّ قوة عالمية ضخمة، فقد كان مشغولًا بمشاكله الداخلية والاستنزاف الاقتصادي الذي جرته إليه الولايات المتحدة الأميركية، عبر إطلاق مشروع حرب الفضاء، والأهم كان انشغاله بحرب مكلفة جدًا في أفغانستان، حيث استطاعت الإدارة الأميركية -من خلال دعم الجهاديين الإسلاميين- استنزاف السوفييت بحرب طويلة ومرهقة ومكلفة جدًا. وبكل الأحوال، لم يكن الاتحاد السوفييتي بموقع يسمح له بالتدخل المباشر السياسي أو العسكري في حرب لبنان، إلا عبر حليفه حافظ الأسد في سورية، الذي كان أساسًا قد أرهق الدولة والجيش السوري بما لا يطيقونه منذ بداية تدخله في الحرب الأهلية اللبنانية 1976.

لم تكن الدول العربية أفضل حالًا مما اعتادت عليه خلال عقود طويلة، فقد كانت حكوماتها منقسمة ومتخاصمة سياسيًا، وأحيانًا متصارعة. فمصر كانت ما زالت بحالة شبه عزلة عن الدول العربية بدأت بعد توقيع اتفاقيات كامب ديفيد، التي بدورها أخرجتها من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي.

أما النقطة الأهم، فكانت أن حافظ الأسد قد عمل منذ 1976 على منع أي تدخل عربي في لبنان إلا عبر موافقته ورضاه، وهذا ما كانت كثير من الدول العربية ترفضه، ولا سيما العراق برئاسة صدام حسين الذي كان يخوض حربًا قاسية مع إيران بزعامة الإمام الخميني، وكذلك دول الخليج العربي التي كانت على علاقات سيئة مع نظام حافظ الأسد، بسبب دعمه للخميني في حرب العراق وإيران. وهذا يعني أن اللاعب العربي الوحيد ذا التأثير المباشر على الأرض كان حافظ الأسد المعزول عربيًا وغربيًا، والذي كان مشغولًا بمواجهة معارضيه الداخليين، بعد المواجهة الدامية مع الإخوان المسلمين 1979-1980، وبمحاولة تغطية المشاكل الاقتصادية الكبيرة التي كان يعانيها السوريون.

كان لبنان في أسوأ أحواله، إذ كان منقسمًا ما بين قادات عدة فصائل وميليشيات مسلحة متحاربة فيما بينها، وكل فصيل منها مرتبط بداعم خارجي إقليمي ودولي، وبدون حكومة ورئاسة مركزية حقيقية. أما الفلسطينيون فقد كانوا أيضًا منقسمين بين فصائل وقادة مختلفين، رغم أن ياسر عرفات كان الزعيم الأقوى بينهم، وفوق ذلك كانوا أيضًا منخرطين بالحرب اللبنانية الأهلية.

غزة فلسطين 2023

لا تبدو الحال الآن أفضل من 1982، بالنسبة إلى الفلسطينيين، على كل المستويات الداخلية والخارجية. فعلى الرغم من أن الفلسطينيين بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وقّعوا اتفاقيات أوسلو[ ، واكتسبوا سلطة شكلية في الضفة الغربية وغزة، فإن قاداتهم منقسمون بشكل حاد، منذ سنين طويلة، ما بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وما بين حماس في غزة، وهذا الانقسام لم يكن دائمًا سياسيًا، بل وصل بالعديد من المراحل إلى مستوى الصدام المسلح.

يضاف إلى ذلك أن واقع الضفة الغربية لا يُعطي السلطة الفلسطينية سوى سيطرة شكلية، والفلسطينيون هناك يعانون الأمرين، بسبب تقسيم مناطق السيطرة الفلسطينية وفق توزع المستوطنات الإسرائيلية ضمن أراضي الضفة، حيث تتمدد حدود كل مستوطنة بشكل كبير لخلق مناطق آمنة حول هذه المستوطنات، فيصبح التواصل البري بين القرى والمدن الفلسطينية صعبًا ومرهقًا، رغم التقارب الجغرافي. أما فلسطينيو غزة، ففي حال أسوأ، حيث إنهم تحت حصار مقيم ومستمر منذ سنين طويلة، مع سوء إدارة، ويزيد ذلك من إرهاق الحياة وصعوبة البقاء. وفوق كل ذلك، لا يكاد الفلسطينيون في الضفة أو غزة ينعمون ببضعة شهور من السلام بعيدًا عن الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة.

أما سياسيًّا، فإن السلطة الفلسطينية حافظت على علاقات متوازنة مع جميع الدول الإقليمية والدولية، عبر سياسة براغماتية متوازنة، رغم ضعفها الداخلي بسبب الشروط الإسرائيلية المجحفة. أما حماس، فبسبب خطها الإسلامي المعلن وانحيازها للتقارب مع النظام الإيراني والسوري، توترت علاقاتها مع كثير من دول المنطقة، وخاصة دول الخليج العربي، باستثناء قطر، ولم تكسب عمليًا أي حليف دولي وازن. ولا يبدو أن قادتها قد أحسنوا اللعبة السياسية التي لا بد من خوضها بأي حال.

الشرق الأوسط 2023

لم تأتِ عشرينيات الألفية الثالثة بما هو أفضل لمنطقة الشرق الأوسط، فما زالت عدة دول عربية غارقة في حروب داخلية بتدخل دولي كبير. فسورية، وهي الدولة المهمة جدًا بالتفاعل مع القضية الفلسطينية منذ اغتصاب فلسطين لليوم، غارقة بمأساة لم يشهدها تاريخ سورية كله، ما بين عنف ودموية النظام الأسدي وحلفائه، وما بين أكبر تدخل دولي شهدته دولة بحجم سورية في العصر الحديث . يضاف إلى ذلك أزمات ومآس تضرب اليمن والعراق وليبيا والسودان ولبنان؛ وأزمات اقتصادية وسياسية عميقة تضرب في مصر والجزائر؛ أما دول مجلس التعاون الخليجي العربي فبالكاد استطاعوا تجاوز أزمات عميقة فيما بينهم، أضعفت قوة المجلس من كل النواحي، فضلًا عن أن دول المجلس ما زالت مترددة ما بين تهديد إيراني مستمر، وما بين الانقسام بين معسكري الحرب الباردة الثانية، المعسكر الغربي ومعسكر روسيا والصين.

كذلك ما زالت إيران مسجونة تحت حكم نظام الوليّ الفقيه المتحالف مع روسيا ومعسكرها، والمشارك الكبير بالمسؤولية عما يحصل في عدة دول عربية تعاني أسوأ الأزمات والحروب، والذي يتعايش بالتجارة بشعار مقاومة الغرب الشيطاني وحليفته إسرائيل. فضلًا عن تدهور اقتصادي ومعاشي أرهق الشعب الإيراني خلال عقود، بسبب فساد نظام الحكم واستنزافه لإمكانيات الدولة لخدمة سياساته الخارجية.

من المهم هنا التأكيد أن النظام الإيراني ليس أقلّ من النظم العربية استغلالًا للقضية الفلسطينية لشَرْعنة سلطته وحكمه داخل إيران نفسها. فمنذ سيطرة الخميني على الحكم، اعتمد بفرض شرعية حكمه على شرعنة دينية طائفية استغلت التدين الإسلامي الشيعي الاثني عشري لغالبية الشعب الإيراني، وبالدرجة الثانية اعتمد على عداء مستمر ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، فرفع شعار “الشيطان الأميركي”، وبالدرجة الثالثة اعتمد على بروباغندا ادعاء عدائية المحيط العربي السني لإيران؛ وبالتالي أسس لمظلومية مستمرة ومعركة مفتوحة تبرر أي سياسة داخلية أو خارجية بمواجهة العداء الخارجي.

ربما تكون تركيا هي أكثر دول المنطقة استقرارًا وأفضلها حالًا، لكنها مع ذلك تعاني مشاكل اقتصادية عميقة ومتزايدة، فضلًا عن مشاكل سياسية داخلية اتضحت خلال الانتخابات الرئاسية الأخيرة، وتزايد بأزمات سياسية خارجية لم تصمد أمامها سياسة “صفر مشاكل”. وبناء على ذلك، فالدول العربية والشرق الأوسط ما زالت مشتتة وبأزمات عميقة، وغالبًا مع حكومات لا تملك رؤى حتى لصيانة دولهم من باب صيانة سلطتهم.

الوضع العالمي 2023

منذ غزو بوتين لأوكرانيا، شباط/ فبراير 2022، بدأت عوامل الانفجار في الساحة الجيوسياسية العالمية بالانفجار بتسارع كبير، بعد أن كانت مضبوطة إلى حدٍ ما تحت السطح، فانطلقت ما يمكن تسميتها الحرب الباردة الثانية، بين معسكرين. المعسكر الأول يضم الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأميركية مع بعض الحلفاء التاريخيين مثل اليابان وكوريا الجنوبية، أما المعسكر الثاني فقد ضم روسيا بوتين ومعها بعض الحلفاء الاستراتيجيين، مثل بيلاروسيا وإيران والنظام الأسدي في سورية، وظهر تردد حذر عند الصين، مع ميل واضح إلى روسيا، كذلك مال بعض الحلفاء التقليديين للغرب باتجاه روسيا، مثل الهند ودول الخليج العربي ومصر.

لكن مع تصاعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وتصاعد أزمات متراكمة في السوق العالمي والصراعات الجيوسياسية، تزايدت الأزمة بين الولايات المتحدة الأميركية والصين، إلى أن وصلت إلى منعطف حاسم، إثر انعقاد مؤتمر قمة العشرين الذي عُقد في الهند ما بين 9 و10 أيلول/ سبتمبر، الذي أبرز غضبًا صينيًا وروسيًا، ونجاحًا أميركيًا أوروبيًا لإعادة جذب دول الخليج العربي والهند، وتُوِّج بعقد صفقة كبرى مع الهند ودول الخليج العربي، لبناء الممر الاقتصادي للهند الشرق الأوسط وأوروبا، وهو مشروع ربط بحري وبري يبدأ من الهند، العملاق الآسيوي الصاعد بقوة والمنافس للصين، ويمرّ بالإمارات العربية المتحدة والسعودية والأردن وإسرائيل، ويصل إلى أوروبا عبر البحر. هذا المشروع يُعد أكبر تحدٍ لمشروع الصين الضخم طريق الحزام Belt and Road Initiative الذي استثمرت به الصين مبالغ ضخمة، وبذلت الكثير لضمان نجاحه، ولكسب مكانة اقتصادية كبيرة في السوق العالمي. فضلًا عن أن المؤتمر شهد نوعًا من إعادة التقارب، من بعد الفتور بالعلاقات، بين الغرب وحلفائه في الخليج العربي والهند.

وهنا، لا بد من الإشارة إلى أن الرد الصيني جاء سريعًا، من خلال استقبال بشار الأسد في بكين استقبالًا رسميًا، في 21 تشرين الأول/ سبتمبر، أي بعد أقل من أسبوعين من قمة العشرين. وعلى الرغم من أن هذه الزيارة أتت تحت عنوان بطولة الألعاب الآسيوية، فإنها تحمل بوضوح انتقالًا بالموقف السياسي الصيني، لتصعيد المجابهة مع السياسة الأميركية، وميلًا إضافيًا إلى روسيا الداعم الأهم لنظام بشار الأسد، فالإدارة الأميركية انتقلت للحسم النهائي بموقفها من النظام الأسدي بعد غزو بوتين لأوكرانيا، ضمن سياسة الحشد ضد سياسة بوتين، وضرب كل حلفائه ومناطق تورطه العسكري؛ فكان هذا الاستقبال الرسمي للأسد في بكين رسالة تحدٍّ واضحة للسياسة الأميركية.

الوضع العالمي في نهاية صيف 2023 كان قد دخل مرحلة سخونة عالية، تؤكد أن الحرب الباردة الثانية قائمة وتستعر معاركها المتحكَّم فيها عن بعد، ويزيد من إشارات ميلان الصين أكثر إلى روسيا في مواجهة الغرب.

بداية تشرين الأول/ أكتوبر 2023

لم تكن قمّة العشرين منطلق مرحلة سياسة التطبيع مع إسرائيل، فهذا التوسّع بتطبيع العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل بدأ منذ سنوات، لكن الإشارات لتزايد احتمال انضمام السعودية رسميًّا إلى هذه الاتفاقيات تزايدت بعد قمة العشرين. فتوسيع التطبيع العربي الإسرائيلي كان مطلبًا إسرائيليًا أميركيًا قديمًا، لكنه شهد دفعة كبيرة إبان عهد ترامب، وتزايد دعم أميركا له مع بايدن. هذا المطلب كان أيضًا ركيزة أساسية لدعاية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طوال سنوات، فهو حاول إقناع الداخل الإسرائيلي بأن توسع التطبيع العربي مع إسرائيل رسميًا سيخفف من الضغط الداخلي والخارجي على إسرائيل، للقبول بالتفاوض مع الفلسطينيين، ويعطي إسرائيل حرية حركة أكبر بما يخص أوضاع الضفة الغربية وغزة؛ على الرغم من أن المنطقتين عاشتا أسوأ الظروف خلال العشرين سنة الماضية، وازدادت حالهما سوءًا مع رفض نتنياهو لأي تفاوض أو لقاء مع الفلسطينيين منذ عام 2014. لكن رؤية نتنياهو وحلفائه السياسيين كانت ترى أن ترسيخ التطبيع الرسمي مع الدول العربية الوازنة سيقضي على أية آمال فلسطينية بالعودة للتفاوض وتحصيل أي مكسب، ويضمن أمن إسرائيل؛ بعبارة أخرى: السعي لتجميد القضية الفلسطينية من باب أنها موضع خلاف فلسطيني إسرائيلي، من خلال فرض الأمر الواقع بالتطبيع الواسع، وتصبح القضية الفلسطينية أقرب إلى الشأن الداخلي الإقليمي منها إلى محور الصراع في المنطقة.

لم تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الفلسطينيين في الضفّة الغربية وغزة في العام 2023، فكان الشهر التاسع، مثل تاريخ الاحتلال الصهيوني لفلسطين، مليئًا بالانتهاكات والاعتداءات الإسرائيلية، خاصة بعد عام 2022 الذي سجلت خلاله هيومن رايتس ووتش مقتل 147 فلسطينيًا بأعلى معدّل قتل سنوي منذ 2005، ضمن ما يسمى الاعتداءات اليومي. بل إن تزايد شدة الاعتداءات الإسرائيلية في الشهر الأول من عام 2023، واجتياح مخيم جنين، واستباحة ساحات المسجد الأقصى، أجبرت السلطة الفلسطينية في ذلك الشهر على قطع التعاون الأمني مع إسرائيل. كذلك فإن سياسة ضم الأراضي الفلسطينية لإسرائيل لم تتوقف، كما تؤكد ذلك منظمة “السلام الآن” الإسرائيلية. يدلّ هذا على الوضع الفلسطيني في الداخل كان يزداد سوءًا وصعوبة مع مرور الزمن، خاصة أن الملف الفلسطيني أصبح خلال سنوات طويلة موضوعًا على الرفّ المهمل في غالبية الفعاليات السياسية الإقليمية والدولية، وغدا خطر تجميد القضية الفلسطينية أكثر وضوحًا وضغطًا.

طوفان الأقصى

فاجأت عملية طوفان الأقصى العالم كلّه، بدءًا من إسرائيل، ومرورًا بكل دول المنطقة، ووصولًا إلى الدول الكبرى. ولن نستعرض هنا أحداث هذه العملية وتفاصيلها، التي باتت معروفة عند كثيرين.

كان الرد الإسرائيلي، كما هو متوقع، عنيفًا جدًا، ولكنّه تجاوز كلّ التوقعات، وجاء مع دعم غربي مفتوح من قبل الإدارة الأميركية وكثير من حكومات الاتحاد الأوروبي، وتجلّى ذلك في زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى إسرائيل، 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، وتصريحاته الداعمة بلا حدود لسياسة نتنياهو وحكومته. مقابل صمت ومراقبة من جهة روسيا والصين، حيث اكتفت الدولتان بإعاقة قرار لمجلس الأمن يدين حركة حماس، وتقديم مشروع قرار لوقف إطلاق النار قدّمته روسيا، 17 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ورُفض في مجلس الأمن الدولي.

لم تتراجع حدة الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية، حتى ساعة كتابة هذه الورقة، بل وصلت إلى المرحلة الأكثر دموية بتفجير مشفى الأهلي العربي في غزة، الذي أودى بحياة أكثر من 800 مدني فلسطيني؛ فالواضح أن هدف الحرب المفتوحة الإسرائيلية الآن يتجاوز الانتقام المباشر إلى خطة أو رغبة قديمة لدى نتنياهو وحكومته في الخلاص النهائي من أزمة قطاع غزة وسكانه.

ترافقت الاعتداءات الإسرائيلية مع انحياز إعلامي غربي واضح إلى وجهة النظر الإسرائيلية، وبانقلاب ملحوظ بسلوك الإعلام الغربي في العقدين الماضيين، حيث كان أقلَّ انحيازًا، نسبيًا، ومع نشر أكاذيب ومبالغات حول حجم الخسائر الإسرائيلية والخطر المحيق بإسرائيل.

الهدف المعلن الرسمي للاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة كان القضاء على حركة حماس نهائيا، أما الهدف غير المعلن رسميًا، وهو معروف عند أعضاء حكومة نتنياهو، فهو الخلاص من الفلسطينيين في قطاع غزة. لكن السؤال الذي يسأله الجميع: كيف يمكن لنتنياهو وجيشه تحقيق هدفه؟ فذلك يقتضي تدخلًا بريًا واسعًا في القطاع لقتل أعضاء حركة حماس وحلفائها أو القبض عليهم، فالقصف الجوي والمدفعي لن يؤدي إلى القضاء على حماس بأي شكل. وبناء على ذلك كان السؤال: هل سيطور الجيش الإسرائيلي عملياته إلى عملية اقتحام بري؟!

تشير معظم التقديرات والقراءات الخبيرة بالعمل العسكري، وخبرات إسرائيل وغيرها من دول حول العالم، إلى أن اقتحام المدن الكبيرة والتجمعات السكانية الكبيرة برًا، مع وجود قوات دفاع مقاومة ومدربة ومتحصنة، يكاد يكون شبه مستحيل من دون ارتكاب مجازر جماعية تتخطى كل المسكوت عنه بتاريخ فلسطين والعالم؛ فضلًا عن حتمية وقوع خسائر بشرية ضخمة جدًا لدى الجيش الإسرائيلي، بما قد يفوق أي خسارة سابقة ضمن تاريخ قضية فلسطين.

من بيروت إلى غزة

بالمقارنة بين ما حصل في حرب اجتياح لبنان عام 1982 وحصار بيروت، وبين الحالة القائمة الآن في فلسطين وقطاع غزة، يبدو أن سيناريو حصار بيروت قد يكون الأكثر احتمالًا لإنهاء الأزمة كما يتمناها نتنياهو وحكومته.

في الحالين، كان هناك رضًى ودعم أميركي، وتأخير أميركي لأي حراك سياسي أو حتى إعلامي يظهر موقف الطرف الآخر ومأساته. وفي الحالين، كان الموقف الإقليمي العربي مشتتًا وغارقًا بمشاكله وتنافراته، والآن يُضاف إلى ذلك الأزمة التي تعيشها إيران داخليًا واستغلال النظام الإيراني للقضية الفلسطينية لمصالحه السياسية.

وهدف الحكومة الإسرائيلية في العام 2023 هو الخلاص النهائي من منظمة فلسطينية مسلحة هي حماس، كما أرادت حكومة بيغن الخلاص النهائي من مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان في العام 1982.

في حرب لبنان، استطاع الاجتياح الإسرائيلي الكبير للبنان إجبار منظمة التحرير الفلسطينية على تجميع قواتها في بيروت غربية، في مدينة كبيرة مزدحمة سكانيًا. والآن، فإن حماس محصورة عمليًا في قطاع غزة منذ أكثر من عقدين في منطقة شديدة الازدحام السكاني.

كما هي حال غزة الآن، فإن الجيش الإسرائيلي عام 1982 واجه خيار الاجتياح البري لبيروت الغربية، لكنه استبعده لأنه كان خيارًا خطرًا ومكلفًا جدًا. فقرر وقتها اللجوء إلى الحصار الكامل لبيروت الغربية.

كذلك فإن الموقف العالمي والإقليمي الآن محكوم أميركيًا وغربيًا بصرامة. فقد أوصلت إسرائيل والإدارة الأميركية قرارهما الحاسم بمنع أي تفكير من قبل النظام الإيراني وحزب الله بالتدخل المباشر العسكري المؤثر في الأزمة، وكانت الرسالة الحاسمة والأوضح هي تدمير مطاري دمشق وحلب الدوليين بدون أي سبب مباشر؛ وبكل الأحوال، فقد أتقن النظام الإيراني المتاجرة بالقضية الفلسطينية إعلاميًا، خاصة عبر حزب الله الأداة الميليشاوية الإيرانية الضاربة بالمنطقة.

ومع أن روسيا، وإلى حد ما الصين، على خلاف وتوتر كبير مع الولايات المتحدة الأميركية، فإنّ كلتا الدولتين تعترف وتُقرّ بأن موضوع إسرائيل هو ضمن الخطوط الحمراء الأميركية التي لا يمكن أن يتدخلا فيها بشكل حاسم أو مؤثر. وفي كل الأحوال، لا تملك روسيا القوة السياسية الكافية، وإن أرادت التدخل، والصينُ ما زالت بعيدة جدًا عن مواجهة سياسية مباشرة مع الغرب بسبب إسرائيل.

هل ينجح حصار غزة كما نجح في بيروت بإخراج المقاتلين الفلسطينيين؟

من المستبعد إلى حد كبير -كما أسلفنا- أن تقوم إسرائيل بتنفيذ اجتياح بري لقطاع غزة، وفي هذه الحالة، يكون الخيار الأكثر عملية وواقعية بالنسبة إلى الحكومة الإسرائيلية هو إطباق حصار خانق على قطاع غزة، لحرمان القطاع من القلة القليلة التي كان يملكها للاستمرار بالعيش، مع ضغط عسكري جوي ومدفعي يومي، والدخول بمعركة صبر واحتمال بين الطرفين.

هذا الحصار ممكن عمليًا ولوجستيًا، مقارنة بالوضع العسكري والجغرافي لقطاع غزة ولحجم القوة العسكرية الإسرائيلية المدعومة الآن من أميركا بشكل مفتوح، عسكريًا وسياسيًا، فرفض الاقتراح الروسي إصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لإيقاف إطلاق النار منَحَ عمليًا إسرائيل وقتًا كافيًا لتحقيق أهدافها العسكرية، وإلحاق أكبر الخسائر الممكنة بالفلسطينيين. وكذلك هو ممكن سياسيًّا، حيث إن القوى الدولية المؤثرة إما أنها تدعم الموقف الأميركي مثل الأوروبيين، وإما أنها صامتة وتكتفي بالتضامن اللفظي مثل الصين وروسيا.

السؤال الأهم في هذا السيناريو هو الموقف المصري؛ فالجهة الوحيدة التي يمكن أن تكسر هذا الحصار هي الحكومة المصرية التي تستطيع عبر سيناء كسر حدة الحصار، من خلال تأمين الإمدادات الإنسانية من طعام وماء وطاقة ولوازم طبية. لكن هذا أيضًا محاطٌ بكثير من الغموض حول موقف ورؤية الحكومة المصرية التي تعاني أساسًا مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية ضخمة، وهي ترتبط بمصالح كبيرة مع الغرب ومع حكومات المنطقة العربية، وإلى الآن لا يبدو أن الموقف الرسمي العربي قريب حتى من الإدانة اللفظية المباشرة للسياسة والاعتداءات الإسرائيلية، فضلًا عن صعوبة أن تشكل الحكومات العربية غطاءً سياسيًا قويًا يشجّع الحكومة المصرية على كسر الحصار.

فإذا قامت إسرائيل بحصار قطاع غزة، كما وصفنا هنا، فهل يمكن أن تنجح في فرض تسوية مشابهة لتسوية حصار بيروت، وإخراج مقاتلي حماس مع سلاحهم الخفيف من قطاع غزة وتوزيعهم على دول عربية أخرى؟ من الصعب جدًا الإجابة عن هذا السؤال الآن، أو توقع نتائج هذا الحصار، فعلى الرغم من التشابه بين حال بيروت 1982 وغزة 2023، فإن الزمن والواقع والعالم أيضًا مختلف. لكن المؤكد والمؤلم أن الخسائر الفلسطينية لن تكون قليلة، بل ربما تكون من الأكثر مأساوية بتاريخ القضية الفلسطينية. وهنا لا بد من الإشارة إلى أنه مهما كانت نتائج العدوان الإسرائيلي على غزة، فإن البنية السياسية لإسرائيل تعرّضت لزلزال سيؤدي غالبا إلى تغيير هذه البنية من جذورها، سياسيّا واستخباراتيًا وربما عسكريًا.

لعل العامل الوحيد المختلف الآن هو أن الاهتمام الإعلامي بما يحدث في غزة تجاوز التوقعات، وعلى الرغم من الانحياز الواضح في الإعلام الغربي، وهو الأكثر تأثيرًا، فإن امتداد الوقت بهذا الصدام المباشر قد يؤدي إلى خفض التوقعات الإسرائيلية، خصوصًا أن إخفاء حقيقة ما يجري على الأرض لا يمكن أن يصمد مدة طويلة، فالرأي العام الغربي بدأ يتغيّر عما كان عليه صبيحة انطلاق عملية طوفان الأقصى، وحتى اعتراض بعض السياسيين الغربيين بدأ يتزايد مع تغوّل العنف والدموية الإسرائيلية في حربها ضد غزة.

لا بدّ هنا من التأكيد أيضًا أن ما يسود عددًا من وسائل الإعلام العربية، حول توقّع حركةٍ ما تأتي من النظام الإيراني أو حزب الله لقلب المعادلة، إنما هو محض دعايات إعلامية عاطفية لا تستند إلى أي مُعطًى موضوعي حقيقي؛ فالنظام الإيراني استخدم الصراع الفلسطيني الإسرائيلي -كما وضحنا- كوسيلة ومبرر لشرعنة حكمه منذ ثمانينيات القرن الماضي إلى الآن، ومن ضمن أدواته كان حزب الله، والوضع الدولي الآن، في ظل الحرب الباردة وحسم الإدارة الأميركية وحساسية موقف روسيا والصين الحليفين الأهم بالنسبة لإيران، سيَحول دون أي تحرك حقيقي مؤثر. حتى لو أخذنا بهذا الاحتمال، على ضعفه، فإن الموقف الأميركي متمسك بالتصدي له ودعم إسرائيل مباشرة، كما تؤكد الحركة العسكرية الكبيرة لناقلات الطائرات الأميركية وقواتها البحرية.

خاتمة

لا نجزم من خلال هذه القراءة بأن هذا ما سيحدث في غزة فلسطين، لكننا نقول إنه سيناريو قائم ومحتمل أكثر من بقية السيناريوهات. ويمكن الجزم أن “طوفان الأقصى” قد أعاد القضية الفلسطينية إلى الصدارة، وأجبر كل الحكومات على إعادة الحسابات، بدءًا من الإدارة الأميركية والحكومات الأوروبية، وصولًا إلى حكومات المنطقة. هذا الزلزال سيؤدي إلى مستقبل لا يمكن الجزم به الآن.

والسؤال الأساسي الذي ظهر منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى”: هل أعدّت قيادات حماس السياسية عُدّتها السياسية لما بعد العملية؟ وهل هناك ما يدلّ على أن قيادات الفلسطينيين السياسية ستُعيد التوحّد لتمثيل الطرف الفلسطيني وقيادة المعركة السياسية التي تختم أي صراع عسكري، مهما كان نوعه؟ الواقع أنّ تاريخنا العربي والفلسطيني مليءٌ بالفشل السياسي، إذْ لم يستفد من أي انتصار عسكري، ولم يستطع التخفيف من خسائر أي هزيمة عسكرية، ولعلّ هذا ما يزيد من القلق والتساؤل، ويحرّض أملًا ضروريًا للاستمرار.


١ موقف الولايات المتحدة الأمريكية من القضية الفلسطينية 1978-1993، د. نكتل عبد الهادي عبد الكريم محمد، دار المعتز للنشر والتوزيع، 2016، ISBN            97965003313 ٢ حرب لبنان من الشقاق الوطني إلى النزاع الإقليمي، سمير قصير، دار النهار للنشر-بيروت، 2007، ISBN 978-9953-74-145-1

٣ ياسر عرفات المعروف بلقب أبو عمار، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ولاحقًا رئيس السلطة الفلسطينية، 1929-2004

٤ حزيران/ يونيو 1982، من أكبر المعارك الجوية التي حصلت بين سلاح الجو الإسرائيلي والسوري، ونتج عنها خسارة الجيش السوري لنحو 90 طائرة حربية بسبب التفوق التقني الكبير بين الطرفين.

٥ الأسد، الصراع على الشرق الأوسط، باتريك سيل، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر-بيروت، الطبعة العاشرة 2007

رونالد ريغان، 1911-2004، الرئيس الأربعين للولايات المتحدة الأمريكية بين عامي 1981 و1989

مناحيم بيغن، 1913-1994، أحد مؤسسي منظمة أرغون الصهيونية، رئيس الحكومة الإسرائيلية بين 1977 و1983

أرئيل شارون، 1928-2014، رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق 2001-2006

اتفاقيات أوسلو هي مجموعة من التفاهمات بين حكومة إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، تضم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي (المشهور باتفاق أوسلو)، الموقع في واشنطن في 1993

الصراع الدولي والأزمة السورية: الأسباب والنهايات، علاء الخطيب، مركز مينا للأبحاث وموقع بيت السلام، 09/01/2018

 

الحرب الباردة الثانية، بدأت في سوريا واشتعلت في أوكرانيا، علاء الخطيب، موقع بيت السلام، 12/09/2022

 

تحليل خبراء لقمة العشرين Experts react: Did India’s G20 just crack the code for diplomatic consensus، معهد أتلانتيك، 10/09/2023

 

مشروع ضخم صيني يهدف إلى ربط الصين أولًا بأوروبا ثم بالشرق الأوسط وإفريقيا عبر آسيا الوسطى، وقد استثمرت به الصين عشرات بلايين الدولارات منذ إطلاق المشروع عام 2014.

الدعم الصيني غير العادي للنظام الأسدي، علاء الخطيب، موقع بيت السلام، 13/11/2019

 

إسرائيل وفلسطين أحداث 2022، تقرير سنوي، هيومن رايتس ووتش

رسالة السلام الآن لرئيس الولايات المتحدة الأمريكية والأمين العام للأمم المتحدة: لا تصدقوا نتنياهو. وحكومته تقوم فعليًا بضم الأرض الفلسطينية المحتلة، منظمة السلام الآن الإسرائيلية، 20/09/2023