في جميع المحطات الأفلة والقادمة كنت بإنتظارك، أحمل في يدي قرنفلة حمراء ككل العاشقين، وتحت معطفي تغرد أسراب من القبرات والبجعات البرية تبجيلاً لقدومك البهي. …و الآن مع قدومك أو مااعتقدت انه قدومك القريب. …نبت لي جناحان صغيران، وتحولت إلى طائر رشيق. و هو يناقض التحول الذي أخافني به كافكا السوداوي وأصبح شبحاً لاحقني طوال حياتي. وهكذا ببساطة …. وبسرعة البرق غادرتني الصرصرة والزحف إلى الطرطرة والتحليق…في البداية قمت بجولات طيران تجريبية، حلقت إلى مسافات عالية وإلى أمداء بعيدة، وبعد كل مسافة كنت أحزم كتلة من دماري و ألقيها من أعلى مسافة في البحر، كما حدث لأسامة بن لادن يوماً، لم أرغب في هذه اللحظة الجذابة من الحياة أن يكون لدماري أي مدفن أو شاهدة تدل عليه يوماً. الطيور لا يليق بها أن تحمل ذاكرة الدمار، ما ترغب بحمله فقط هو حنجرة مترعةبالنشيد.
*********
مع إقتراب خطواتك وقبل أن تقرعي الجرس بهتاف كهتاف الغيم، حلقت بجناحي وأحضرت لك السجاد الأحمر والأخضر والقرمزي، هاتفت جميع الأصدقاء والعصافير عبر شبكات التواصل الإجتماعي والاقتصادي والسياسي لتشاركني الفرحة بقدومك الجليل، ورجوت البحر أن يعزف سمفونية القدوم البهيجة…. الفراشات الجميلة لونت الفضاءات، أما المطر فهطل برقة. وعذوبة نادرة، ومن جميع الشرفات اتقدت شموع الزينة والفرح، وصدحت أنشودة الحياة. …قبل أن تقرعي أجراس القلب الغافية بقليل، أو مع قرع الجرس تماماً استفقت. كان هناك دعساً لرتلاً من البغال والحمير على كامل جسدي وجمجمتي، يأمرني بالنهوض إلى مقبرتي اليومية. نهضت وأنا أحمل في قلبي القرنفلة الذابلة، وتحت معطفي تنتحب القبرات وتهمس بإسمك وتقول لا توجد عذوبه تحملها الأسماء كما يحملها إسمك.
*******
هناك صورة نادرة لظلي خبأتها أمي في طيات ثيابها، كنت في مهدي الأول اصرخ و أرفس بقدمي الصغيرتين، وكانت أمي تتعمد اظهارها في حالاتي الخاصة. لم أخبر أمي بسري الأول لكي لاتفشيه. لم أقل لها أن ذلك لم يكن من أجل قطرات حليب أكثر، بل لأن رحيقك أيتها الفاتنة لم يكن ممزوجاً مع قطرات الحليب، وتلك الصرخات هو هتافي الأول بإسمك أيتها السيدة الجليلة. …أيتها ال…ح….ر….ي….ة.