دمشق حريصة على رؤية خريطة طريق واقعية من الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات بشكل دائم
ملخص
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن ممثلين عن السلطات السورية موجودون في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، لكنها أحجمت عن القول ما إذا كان من المزمع عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أميركيين.
قال مصدران مطلعان، إن وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني التقى مسؤولين كباراً من وزارة الخارجية الأميركية في نيويورك، أمس الثلاثاء، وذلك وسط سعي دمشق للحصول على خريطة طريق واضحة من واشنطن لتخفيف العقوبات بشكل دائم.
ويزور الشيباني الولايات المتحدة لحضور اجتماعات في الأمم المتحدة، حيث رفع علم الثورة السورية ذا النجوم الثلاث ليكون العلم الرسمي لسوريا بعد 14 عاماً من اندلاع الحرب.
وكان اجتماع أمس الثلاثاء هو الأول بين مسؤولين أميركيين والشيباني على الأراضي الأميركية، ويأتي بعد رد سوريا في وقت سابق من هذا الشهر على قائمة شروط وضعتها واشنطن لاحتمال تخفيف جانب من العقوبات، وفق “رويترز”.
ولم يعرف بعد المسؤولون الذين التقاهم الشيباني لكن أحد المصادر قال في وقت سابق، إنه من المتوقع أن يلتقي بدوروثي شيا القائمة بأعمال السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة.
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، تامي بروس، أن ممثلين عن السلطات السورية موجودون في نيويورك لحضور اجتماعات الأمم المتحدة، لكنها أحجمت عن القول ما إذا كان من المزمع عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أميركيين.
وأضافت “نواصل تقييم سياستنا تجاه سوريا بحذر، وسنحكم على السلطات الموقتة بناء على أفعالها. لسنا بصدد تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع سوريا حالياً، ولا أستطيع أن أقدم لكم أي معلومات مسبقة بخصوص أي اجتماعات”، وفق تعبيرها.
ما معنى إلغاء واشنطن تأشيرات دبلوماسيي سوريا لدى الأمم المتحدة؟
وقال أحد المصدرين، إن دمشق حريصة على رؤية خارطة طريق واقعية من الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات بشكل دائم، مع تقديم جدول زمني واقعي لتلبية مطالب واشنطن لرفع العقوبات.
وسلمت الولايات المتحدة سوريا الشهر الماضي قائمة بثمانية شروط تريد من دمشق الوفاء بها، منها تدمير ما تبقى من مخزونات الأسلحة الكيماوية، وضمان عدم تولي أجانب مناصب قيادية في الحكومة.
وتحتاج سوريا بشدة إلى تخفيف العقوبات لإنعاش اقتصادها المنهار بسبب أعوام الحرب التي فرضت خلالها الولايات المتحدة وبريطانيا وأوروبا عقوبات صارمة في محاولة للضغط على رئيس النظام السابق بشار الأسد.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أصدرت الولايات المتحدة إعفاء لمدة ستة أشهر لبعض العقوبات لتشجيع المساعدات، لكن هذا الإعفاء لم يكن له تأثير يُذكر.
وقالت مصادر في مارس (آذار) الماضي، إنه في مقابل تلبية جميع المطالب الأميركية، ستمدد واشنطن هذا الإعفاء لعامين وربما تصدر إعفاء آخر.
وفي ردها على المطالب الأميركية، تعهدت سوريا إنشاء مكتب اتصال في وزارة الخارجية للعثور على الصحافي الأميركي المفقود أوستن تايس، وتفصيل عملها للتعامل مع مخزونات الأسلحة الكيماوية، بما في ذلك توثيق العلاقات مع منظمة عالمية لمراقبة الأسلحة.
ولكنها، بحسب الرسالة، لم تقل الكثير رداً على مطالب رئيسة أخرى، مثل إبعاد المقاتلين الأجانب ومنح الولايات المتحدة الإذن بشن ضربات لمكافحة الإرهاب.