في تطوّر دراماتيكي يُنذر بتصعيد خطير في المنطقة، دخل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى ساحة القتال بالمباشر ضارباً ثلاث منشآت نووية إيرانية فوردو، نطنز وأصفهان. وهذه الضربة أتت على الرغم من قول ترامب إن لديه أسبوعين قبل تحديد موقفه من الرد المباشر من عدمه. وبالتالي ضربته الخاطفة قلبت موازين اللعبة وقواعدها، فهناك من اعتبر أنها ستسرّع التسلسل الزمني للحرب الاسرائيلية – الايرانية القائمة، بالاضافة الى ممارسة الضغط الأكبر على ايران للتنازل أكثر في المفاوضات النووية القائمة، وهناك من رأى أنها بمثابة ضربة قاسية للنظام الايراني.
في المقابل، كان لافتاً دخول ترامب العسكري على الرغم من وعده أمام ناخبيه بعدم التدخل في أي حرب خارج حدود الولايات المتحدة الأميركية. فما هي السيناريوهات المتوقعة؟ وهل المنطقة أمام حرب إستنزاف طويلة الأمد خصوصاً وأن التخوف الأكبر في لبنان، لناحية تدخل أحد أهم أذرع إيران “حزب الله” في جبهة مساندة لها، ما ينذر بحرب اسرائيلية جديدة على لبنان؟ وهل من الممكن أن تنجر البلاد الى هذه الحرب، على الرغم من كل دعوات الرؤساء الى ضرورة تحييد لبنان عن حروب الآخرين، ووقف الاعتداءات والتصعيد الحاصل؟
لا بيان عن وزارة الخارجية
في هذا السياق، أكدت مصادر في وزارة الخارجية والمغتربين لموقع “لبنان الكبير” أن أي بيان لن يصدر عن الوزارة، وموقف الحكومة اللبنانية مما يجري عبّر عنه الرئيس نواف سلام.
وأشارت المصادر الى أن “موقف وزير الخارجية يوسف رجي واضح، وقد عبّر عنه داخل الحكومة بضرورة تحييد لبنان، خصوصاً أن أيّ تدخل سيُعرّض البلاد لمخاطر كبيرة، وهذا ما لاقى دعماً من أكثر من جهة”.
قهوجي: تدخل أميركا لاسقاط النظام أو إخضاعه
في المقابل، رأى الباحث والكاتب في شؤون الأمن والدفاع رياض قهوجي في حديث لـ”لبنان الكبير” أن “هناك دائماً تخوفاً، انما مع دخول أميركا الحرب، خيارات ايران باتت محدودة جداً. فكلما صعّدت ازدادت حدة الضربات ضدها مباشرة وليس ضد أذرعها فقط، وبالتالي يضع النظام نفسه على مسار انتحاري”، معتبراً أن “الحرب هي لاجبار ايران على القبول بشروط أميركا أو مواجهة خطر سقوط النظام”.
وقال قهوجي: “لو بقيت بين إسرائيل وايران لكانت استمرت استنزافاً، أما الآن بعد دخول أميركا فباتت لإخضاع النظام أو اسقاطه”.