
والذي احتفلت به في بداية هذا الشهر كل شعوب العالم المحبة للسلام والحرية . لاشك كان للمتغيرات العالمية وتطور البشرية الإنساني الذي بدأ حديثاً مع الثورة الفرنسية ومبادئها في الحق والعدل والمساواة. والذي تتوج مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10/12/1948. كأول وثيقة دولية تم إطلاقها من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة تحت ضغط إرادة وتضحيات الشعوب، ونزولاً عند خياراتها الإنسانية لتثبيت حقوقها وتدويلها وإعطائها أبعادها العالمية. فكان هذا الإعلان بحق هو أول مسمار دُقَّ في نعش عالم الظلم والقمع والوحشية. وشكّل اللبنة الأولى في بناء المشروع المستقبلي الإنساني للبشرية جمعاء في مواجهة كل أشكال القهر والظلم والاستبداد والطغيان التي انتهكت إنسانية البشر، وغيبت حقوقها لفترات طويلة من حياتها. لم تمضِ إلا فترة قصيرة على انطلاقة هذا الإعلان حتى سرت مبادئه الرئيسية في جميع دساتير دول العالم كما يسري النار في الهشيم. وأصبحت هذه الحقوق معياراً للشرعية السياسية والدستورية لأي نظام من الأنظمة. التي لم تعد تجرؤ على استبعاد هذه المبادئ من أن تكون أساساً لشرعية حكمها. ولو كانت كثيراً من الأنظمة ما زالت تزين بها دساتيرها فقط. لكنها في الواقع تحد من تطبيقها وتعطلها بإجراءات وقوانين استثنائية وممارسات مخالفة للدستور الذي التزمت باحترام نصوصه؟ . ورغم ذلك فأن عالمية هذه الحقوق أضحت غير قابلة للإنكار. في ظل هذه الكونية التي نعيش فيها. والتي جعلت وبفعل التقدم التقني والحضاري من كوكبنا بحدوده المترامية قرية كونية صغيرة مفتوحة لا حدود فيها أو حواجز قادرة من منع رياح العولمة المختلفة من التسرب في كل الاتجاهات والأصقاع. وهذا ما فرض على البشرية جمعاء بمختلف دولها وقاراتها وأقاليمها واقعاً جديداً اخترق خاصيتها. ووضعها بموضع الاشتباك مع المختلف معها ؛ لاختلاف البيئات والحضارة والثقافة والمخزون الإرثي والذهني لكل مجتمع من المجتمعات ولكنه وبنفس الوقت وضعت العالم أيضاً أمام مشتركات كثيرة توافقت عليها البشرية وأكسبتها العالمية . ومن أهم هذه المشتركات هي حقوق الإنسان واحترام ذاته وفكره وعقيدته ورأيه ومساواته مع غيره من المواطنين دون تمييز في الحقوق والواجبات. لأن احترام حقوق الأشخاص الطبيعية والحقوق الملازمة للشخصية والحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية هي محل إجماع وتوافق فكري ومعرفي وقيمي وحقوقي وإنساني. كون هذه الحقوق ترتبط بالذات الإنسانية والكرامة. فهي لا تتغير إن كان هذا الشخص عربي أو أمريكي أو كان مسلماً أو مسيحياً… فهي تتعلق بالإنسان أي كان على هذا الكوكب بغض النظر عن الجغرافية أو المعتقد الديني أو السياسي أو الانتماء القومي أو الأثني أو أي شيئ آخر. وهذه المسيرة الكونية لشعوب الأرض مازالت مستمرة. رحلة الألم والأمل لترسيخ حقوق البشر وحفظ الكرامة الإنسانية على هذا الكوكب. مما يضع العالم الحر الآن أمام تحديات جمة للحفاظ على هذا المنتج الإنساني الرائع . وهو على المحك لإثبات مصداقيته أمام وهول مايجري من انتهاكات لحقوق البشر وتنكّر لهذه المبادئ. والمهمة الملحة أمامه اليوم والتي لاتحتمل التأجيل. هي تخليق آليات عالمية جديدة وفعالة قادرة على حماية هذه الحقوق وفرض احترامها وتنفيذها وعدم العسف بها من قبل الأنظمة والسطات المتوحشة أي نقلها من حيز الكلام الى حيز الفعل والتطبيق . وتوحيد الجهود لمواجهة ماتبقى من قوى الشر والجريمة وعصابات القتل التي لازالت تتحكم برقاب الشعوب. وأخطرها وأكثرها قُبحاً وخسةً وتوحشاً َوإجراماً على المستوى الكوني هي لوثة عصابة مافيا الأسد.فهي الوباء الأشد خطورة على البشرية جمعاء. لابد من تطهير وتعقيم سورية منها. لأن سمومها تنتشر وتتطاير بكل الاتجاهات ..كبتاغون الأسد وصل لثلاثة ارباع الكرة الأرضية. إنها لوثة الأسد الوباء القاتل.