القاهرة- “القدس العربي”:
مثلت جهود التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي والكارثة الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة في ظل الحصار ومنع نفاذ المساعدات إلى القطاع، محور المباحثات التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خلال زيارته إلى القاهرة الخميس.
وزير الخارجية الأمريكي الذي حل ضيفا على القاهرة في زيارة إلى المنطقة هي السادسة منذ بدء العدوان على قطاع غزة، حاملا مقترحا لوقف إطلاق النار يتضمن خطة متكاملة لإدارة قطاع غزة بعد وقف الحرب، لاستطلاع الموقف العربي قبل التوجه إلى الأراضي المحتلة.
ويعقد بلينكن خلال زيارته إلى القاهرة لقاء سداسيا عربيا يضم وزراء خارجية مصر سامح شكري والسعودية فيصل بن فرحان وقطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني والأردن أيمن الصفدي ووزيرة الدولة الإماراتية لشؤون التعاون الدولي ريم الهاشمي، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ.
ويسعى بلينكن للحصول على موافقة عربية على الاقتراح الأمريكي، قبل توجهه إلى الأراضي المحتلة غدا الجمعة.
وقال بلينكن إن مفاوضات الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والإفراج عن المحتجزين تقترب من الاتفاق، مؤكدا أن الفجوات تضيق، وواصفا الاتفاق بأنه أصبح ممكنا جدا.
وفي تصريحات نشرها موقع وزارة الخارجية الأمريكية، قال بلينكن: “عملنا بجد مع قطر ومصر وإسرائيل لوضع اقتراح قوي على الطاولة، لقد فعلنا ذلك، حماس لم تقبل بذلك وعادوا بمطالب أخرى”.
وزير الخارجية الأمريكي الذي تدعم بلاده الاحتلال الإسرائيلي، ألقى بالمسؤولية على عاتق حركة حماس لقبول الاقتراح المطروح.
وأضاف: “تم طرح اقتراح قوي للغاية، وعلينا أن نرى ما إذا كان بإمكان حماس أن تقول نعم للاقتراح، وإذا حدث ذلك فهذه هي الطريقة الأكثر إلحاحا للتخفيف من بؤس الناس في غزة، وهو ما نريده إلى حد كبير”.
وبخصوص المساعدات لسكان غزة، اعترف بلينكن أنها “لا تصل إلى سكان غزة بشكل كاف”، ودعا تل أبيب إلى فتح المزيد من نقاط الوصول إلى غزة، وقال إن “الرصيف البحري للمساعدات إلى غزة في طور البناء”.. “أعتقد أن ذلك سيتم في غضون أسابيع، وآمل أن يتم ذلك”.
بلينكن يعترف بأن المساعدات لا تصل إلى سكان غزة بشكل كاف ويدعو تل أبيب إلى فتح المزيد من نقاط الوصول إلى القطاع
وأكد أن “هذا ليس بديلا عن التأكد من حصولنا على أكبر قدر ممكن من المساعدة عبر الأرض”. وأنه من المهم أن نكون مستعدين لما سيحدث مع حكم غزة” بعد انتهاء الحرب.
وأضاف: “أعتقد أنه من المهم للغاية أن يكون لدى الحكومة الجديدة التي ستنشأ وجوه جديدة وأكثر شبابا، وأن تكون الحكومة أكثر قدرة على تقديم الخدمات للشعب الفلسطيني، ومكافحة الفساد، وكسب ثقة الناس”.
واستهل بلينكن زيارته التي تشهد أيضا اجتماعي سداسي مع وزراء خارجية عرب، بلقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
وقالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، المفاوضات الجارية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأضافت الخارجية الأمريكية في بيان لها، أن بلينكن والسيسي ناقشا المفاوضات للتوصل لوقف فوري لإطلاق النار في غزة 6 أسابيع على الأقل والإفراج عن جميع الأسرى.
وبحسب بيان لرئاسة المصرية، فإن السيسي، شدد خلال اللقاء، على ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار، لافتا إلى ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية ومجاعة تهدد حياة المدنيين الأبرياء، ومحذراً من العواقب الخطيرة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح الفلسطينية.
كما أكد السيسي على ضرورة التحرك العاجل لإنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية للقطاع، وعلى ضرورة فتح آفاق المسار السياسي من خلال العمل المكثف لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ثوابت الموقف المصري من الأزمة في قطاع غزة، أكد عليها وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال اللقاء الذي جمعه ببلينكن، وأعاد شكري التأكيد على موقف مصر الراسخ فيما يتعلق بالتحذير من المخاطر الشديدة لأية عملية عسكرية في مدينة رفح، وما سينتج عنها من عواقب إنسانية وخيمة سيكون لها أكبر الأثر في مضاعفة ما يشهده القطاع حالياً من وضع إنساني شديد التأزم.
وبحسب البيان، أعاد شكري التذكير برفض مصر التام لمحاولات تهجير الشعب الفلسطيني خارج أراضيه، محذراً من التداعيات الإقليمية الخطيرة والمتزايدة لتوسيع رقعة الصراع في المنطقة بشكل بات يهدد استقرار وسلامة الإقليم والعالم.
وأكد بيان الخارجية المصرية، أن بلينكن استعراض خلال اللقاء، الجهود المبذولة من جانب الولايات المتحدة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودعم مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين بغية الوصول إلى هدنة إنسانية.