Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • معتز ودنان: سجن “العقرب” في مصر لا يُنسى…المصدر:موقع درج
  • أدب وفن

معتز ودنان: سجن “العقرب” في مصر لا يُنسى…المصدر:موقع درج

khalil المحرر سبتمبر 16, 2024

“أسوأ ما يمكن أن يحدث لك داخل الزنزانة أن تبدأ في سرد الأحزان، ففي لحظات كهذه تتكالب عليك ذكريات هي أحلك ما مر عليك في حياتك، لحظات تكفي أن ترفع درجة إصابتك بالاكتئاب إلى أعلى المستويات”

أقف الآن أمام باب السجن، أحمل بين يدي كيساً بلاستيكياً يحتوي على كل ما تبقى لي من عالم “ما وراء الشمس”، أنظر إلى الخلف، إلى تلك الأبواب الحديدية التي كانت تفصلني عن العالم الخارجي، وأتذكر العصفور الأصفر الذي كان زائري الوحيد، صديقي الذي شاركني أسرار قلبي وألمي، لم أكن أتصور يوماً أنني سأخرج من هذا المكان، من هذا القبر الحي، ولكن كانت الإرادة والعزيمة أقوى من كل السجون.

أتذكر أول يوم وصلت فيه إلى هنا، كيف سحبوني من سيارتي وكأنني مجرم خطير، وكيف رُميت في هذه الزنزانة، كنت أعتقد أنني سأموت هنا، ولن يعرف مصيري أحد، ولكن الحياة تجد طريقها دائماً، حتى في أشد الظروف قسوة.

ولطالما راودتني فكرة تحويل تجربتي في “سجن العقرب” إلى حكاية، لكن كيف أبدأ؟ كيف أصف ذلك الشعور بالاختناق الذي يلفك داخل تلك الزنزانة الضيقة؟ وكيف أحكي عن ليالي السهر الطويلة وأنا أحاول تذكُّر كل تفصيل، كل كلمة، كل نظرة؟ هل أركز على الألم الجسدي، أم على الجرح الذي لا يندمل في الروح؟

في النهاية، استقررت على مساحة قد تكون غير منتشرة، الحديث عن التجربة في صورة خواطر تنقل شعوري، وتعكس انطباعاتي وقت حدوث تفاصيل كل خاطرة.

مرسال الآلام
“من بين قضبان الحديد التي تحوِّل السجن إلى قفص ضخم، جاء رسول الأمل على جناح عصفور أصفر. كان هذا الطائر الصغير، بألوانه الزاهية، بمثابة شعاع شمس اخترق ظلمة الزنزانة، حاملاً معه قصصاً عن الحرية وأغاني من الحياة. وكأن القدر أراد أن يذكرني بأن الأمل يمكن أن يجد طريقه دائماً، مهما كانت العقبات عظيمة”.

النافذة الصغيرة كانت مصدر دخول نور الحياة إليّ، فقد حُرمت من الخروج من ذلك القبر معظم فترة وجودي داخله، التي امتدت إلى 3 سنوات و6 أشهر، علاوة على فترة تأديب 6 أشهر. حط العصفور على نافذتي، وبملامح تكسوها الدهشة، تفحص زنزانتي بدقائق معدودة، حاولت أن أطيل فترة مكوثه بإلقاء فتات الخبز إليه، استجاب مرسالي الصغير لي وبدأ في سماع رسائلي لينقلها إلى العالم.

بصوت هادئ وبهمس الكلمات، خشية أن ينزعج مرسالي وهو يأكل فتات الخبز، أوصيته أن يبلغ حبي وسلامي لزوجتي وأولادي، الذين حُرمت معظم الوقت من زيارتهم، كلمات غلبت عليها نبرة الشوق والحنين، ثم تحولت النبرة إلى الأسى والكمد حين طالبته بإبلاغ العالم كيف أمكث في هذا القبر، وقد بدأت أشير له إلى تفاصيل كثيرة داخل المحبس، بعدما سجلها بعينيه الصغيرتين.

هنا سالت دمائي وقد كنت بين الحياة والموت، أما هناك فقد تكالب علي أكثر من 10 أشخاص لإجباري على تركيب المحاليل، وهنالك هاجمني شخص محصن بعصا غليظة وقيّد يدي من الخلف وألصق وجهي بالحائط، ومن خلفه كلاب بوليسية. تفاصيل كثيرة لم يمل عصفوري من سماعها، بل تخيلت أن عينيه تدمعان تأثراً بدموعي المنهالة وأنا أروي وأتذكر قلة حيلتي وعجزي.

الموت الفجائي!!
أسوأ ما يمكن أن يحدث لك داخل الزنزانة أن تبدأ في سرد الأحزان، ففي لحظات كهذه تتكالب عليك ذكريات هي أحلك ما مر عليك في حياتك، لحظات تكفي أن ترفع درجة إصابتك بالاكتئاب إلى أعلى المستويات بحسب علم النفس.

أشعة الشمس الشحيحة التي تصل إلى مساحة صغيرة من حائط الزنزانة، ينعكس ضوءها على عيني فتصيبهما بغشاوة، تمر لحظة صمت رهيبة، ويرتجف جسدي رعباً، كما حدث بالضبط عندما أصابتني صدمة الموت الفجائي.

يومها كنت أقود سيارتي وبجواري أحد أقاربي، وفي الخلف قريب آخر مع نجله الصغير ذي الخمس سنوات، فور صعودي من مطلع الأتوستراد الدائري في منطقة الطالبية في الهرم، مع انكسار شمس الغروب، كانت غربان الليل تنتظرني، وفجأة انحرفت سيارة “ملاكي” أمام سيارتي، وبصوت مرتفع ونبرة عنيفة، وصلت إلى أذني أوامر صارمة بالتوقف، كلمات لم تخل من السباب القذر، وقد زاد من حدتها مسدس أُشهر صوبي، كأنني مجرم خطير أو أحد عناصر “داعش”.

فور توقف السيارة، انطلقت أجساد نحوي بعنف، وفتحت باب السيارة وسحبتني من داخلها، حينها تملكت جسدي رعشة الموت. حقيقة وبلا مبالغة، شعرت أن الدنيا زالت والحياة توقفت، وأنني الآن في لحظات موت مفاجئ، فقد توقف إحساسي بالعالم والحياة، هذه اللحظات، كانت بداية محنتي داخل سراديب ما وراء الشمس.

عدت إلى وعيي مع تحرك عصفوري حاملاً رسائلي، تاركاً قلبي يتملكه الأسى لعجزي عن الطيران حراً مثله.

11/2
“العقرب 2” السجن الشديد الحراسة الذي مكثت فيه، يتكون من 3 مبانٍ رئيسية: “عنبر أ” و”عنبر ب” والمبنى الرئيسي للإدارة، المباني الثلاثة بغرفها الكثيرة عبارة عن مكعبات جاهزة من الصبة الخرسانية، قوالب تم تجميعها وتشكيل الغرف والحوائط والأسقف منها ولا مكان فيها للطوب.

قبري/ زنزانتي كان يحمل الرقم التسلسلي”11/2 ب”، يعني أنه في “عنبر ب”، في الطابق الثاني، في الغرفة رقم 11، من أصل 24 غرفة في كل طابق، وكل طابق يقسم إلى ممرين، الممر الذي تقع فيه زنزانتي ينتهي بالغرفة رقم 12، ويبدأ الممر الثاني بالغرفة رقم 13، وينتهي بالغرفة رقم 24. عدد الزنزانات في كل عنبر 60 زنزانة، الممر الأول فيه 12 غرفة فقط، أما الممر الثاني فقد كان فيه قاعة تخزين للسجن، وفي “عنبر أ” فقد تم تخصيص نصف الممر الأول لقاعة ندوات، لم أسمع طيلة حبسي أنها استخدمت.

الممران متلاصقان من الخلف، يفصل بينهما “منور” يبلغ عرضه مترين تقريباً، ولكل غرفة شباكان، واحد منهما مفتوح على المنور، يقع فوق باب الزنزانة ويحوي تفاصيل التأمين الخاصة بشبابيك السجون، وكلاهما تمتد تحته “مصاطب” أسمنتية، هي سرائر نوم المساجين، تسمح بنوم اثنين. وهناك مصاطب أخرى فردية، وتنتهي المصاطب بحائط غير ممتد إلى السقف، يشكل مع حائط آخر من جهة المنور حمام الغرفة. أحياناً كانت الزنزانة تضم أكثر من 9 مساجين، هناك مساحة أسفل شباك المنور، وأمام حمام الغرفة تستوعب مساجين إضافيين، بملئها تصل الزنزانة إلى سعتها القصوى. طريقة تقسيم العنابر كان لها دور في الكثير من الأحداث، وطرق التواصل وتشكيل وسيلة تواصل اجتماعي بين المساجين، يأتي سرد تفاصيلها في الحكايات الخاصة بها.

كانت الزنازين في كل ممر متجاورة، تفرق بينها مساحات متساوية، أمامها حائط أعلاه يتموضع المنور الذي يصل بين الغرف من الجهة العلوية، ويطل عليه شباكا الغرفة اللذان يعلوان المصاطب والأبواب، ويبدأ الطابق بباب حديدي محكم، هو البوابة الرئيسية للدخول، من عندها يبدأ ترقيم الغرف، من الأولى ويستمر التسلسل إلى الغرفة رقم 12 آخر غرفة في الممر، ثم إلى الغرفة رقم 24 في الممر الثاني، وهي الغرفة التي يليها حمام عام كان مهملاً تسكنه جحافل من الفئران، زنزانتي كانت الزنزانة قبل الأخيرة في الممر.

سجن شديد الحراسة
بعيداً عن المكان وطبيعته، أو حتى الموضع الذي يشغله هذا السجن، عادة تكون طبيعة كل سجن مرتبطة بالمنظومة الأمنية الذي تحكمه، القصر يمكن أن يتحول إلى أشد أنواع السجون، والقبر قد يتحول إلى أكثر سجون العالم إنسانية، تبعاً للنظام والتقاليد التي تحكمه، طبيعة الزنازين وهندستها يؤثران بالتأكيد في زيادة الضغوط والآلام، إلا أنهما ليسا العاملين الأكثر تأثيراً، ذلك أن طبيعة “العقرب” وتقاليده تجعلانه سجناً شديد الحراسة، حراسة في أسوأ صورها.

من منظور السلطة القامعة، هؤلاء القابعون في زنازين السجن الـ120 هم شديدو الخطورة، لا يُطبق عليهم قوانين أو قيم إنسانية، فلا خروج من الزنزانة نهائياً، إلا لحضور الجلسات أو زيارة العيادة وقت الضرورة القصوى، أو الخضوع لتحقيقات أمنية سواء مع ضابط الأمن الوطني المقيم داخل السجن، أو رحلة خارج إطار القانون إلى أحد مقرات الأمن الوطني.

زيارات الأهل ممنوعة نهائياً، وباب الاستثناء ضيق، ولحالات محددة، لا كتب، لا راديو، لا تلفزيون، لا صحف، لا تريض، طعام سيئ، لا شكوى، مسموح بالانتحار من دون ضجيج، لا كرامة، تفتيشات هجمية، انقطاع تام عن العالم وأخباره، الضرب والتنكيل مباح وقت الحاجة، التأديب أو التغريب مصيرك وقت التذمر، الأفضل ألا تمرض فالعلاج لا يتخطى المسكنات أو المضادات الحيوية العامة، الخلاصة حياة بلا حياة.

لا منطق للزمن
ربما تجد في تسلسل خواطري عدم تزامن مع تفاصيل رحلة مغامراتي في أدغال ما وراء الشمس، فحين أكتب خواطري، قد تكون أحداثها في مرحلة متقدمة من السجن، ثم أعود إلى الكتابة عن مواقف أخرى كانت في بداية الرحلة، وذلك بحسب ما يلح عليّ عقلي وتفرضه مشاعري.

وكما يقول أصحاب النفس الروائي المبحرين في أمواج عالم الفانتازيا، فإن تفاصيل منطق الزمن مختلفة في عالم رواياتنا، وكذلك هو الحال في بحار النفس والذاكرة، فمحفزات الذاكرة لا تعترف بتسلسل زمني.

تجربتي هي رحلة العائد من القبر، رحلة داخل سراديب القهر البشري في سجون مصر، التي تحمل ختماً مميزاً على “كارد تعريف” كل مسجون، كُتب فيه “سجين سياسي”.

 

Continue Reading

Previous: حزب الله يستبعد الحرب: إسرائيل لن تتحمّل جبهات كثيرة ..منير الربيع…المصدر: المدن
Next: من لنكولن إلى ترامب.. لمحة عن محاولات اغتيال الرؤساء والمرشحين الأميركيين …المصدر:الحرة – دبي

قصص ذات الصلة

  • أدب وفن

بين همنغواي والسينما حكاية حب لا تكتمل….إبراهيم العريس…….المصدر :اندبندنت عربية

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • أدب وفن

اكرم حسين قصة قصيرة : أحلام مؤجلة…!

khalil المحرر يوليو 3, 2025
  • أدب وفن

كيف عالجت السينما الغربية القضايا الدينية؟ “الحبكة المقدسة” كتاب يتناول الظاهرة منذ السينما الصامتة حتى اليوم شريف صالح…… المصدر: اندبندنت عربية

khalil المحرر يوليو 3, 2025

Recent Posts

  • حدود التّوقّعات من لقاء ترامب ونتنياهو… نبيل عمرو……..المصدر:اساس ميديا
  • سوريا: السّلام تحت سقف الرّياض محمد السماك………المصدر:اساس ميديا
  • نعيم قاسم … نصر بلا كلفة ونفوذ بلا مساءلة أيمن جزيني…المصدر:اساس ميديا
  • خطّة متدرّجة: تسليم السلاح “ليس بين ليلة وضحاها” وليد شُقَير……المصدر :اساس ميديا
  • بن فرحان يضغط وباراك ينتظر… لبنان أمام الفرصة الأخيرة…المصدر :لبنان الكبير / مانشيت

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • حدود التّوقّعات من لقاء ترامب ونتنياهو… نبيل عمرو……..المصدر:اساس ميديا
  • سوريا: السّلام تحت سقف الرّياض محمد السماك………المصدر:اساس ميديا
  • نعيم قاسم … نصر بلا كلفة ونفوذ بلا مساءلة أيمن جزيني…المصدر:اساس ميديا
  • خطّة متدرّجة: تسليم السلاح “ليس بين ليلة وضحاها” وليد شُقَير……المصدر :اساس ميديا
  • بن فرحان يضغط وباراك ينتظر… لبنان أمام الفرصة الأخيرة…المصدر :لبنان الكبير / مانشيت

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

حدود التّوقّعات من لقاء ترامب ونتنياهو… نبيل عمرو……..المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • مقالات رأي

سوريا: السّلام تحت سقف الرّياض محمد السماك………المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • مقالات رأي

نعيم قاسم … نصر بلا كلفة ونفوذ بلا مساءلة أيمن جزيني…المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 4, 2025
  • مقالات رأي

خطّة متدرّجة: تسليم السلاح “ليس بين ليلة وضحاها” وليد شُقَير……المصدر :اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 4, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.