…………….
ما حرضني على الكتابة هو الحملة الموجهة ضد السعودية حاليا وما جرى في مهرجان ” تصميم الازياء”
. التهمة الموجهة للمملكة هي رعاية الاباحية والعري والانحلال الاخلاقي. من يتفحص من اين يأتي الهجوم على المملكة يجده من فريقين، الاول المنتمون الى الاسلام السياسي بكل تفرعاته، والثاني المنتمون الى اليسار التائه في زواريب الامبريالية والصهيونية، ووجد نفسه يناصر ايران الملالي وحماس الاخواني على أنهما حركات تحرر وطني، وراس حربة ضد الامبريالية والصهيونية العالمية.
ما زال قسم كبير من اليسار ، إن لم يكن كله، يرى في المملكة والخليج عموما رعاة ابل، يعيشون حياة البدو الرحل، ولا يملكون من المعرفة الا قليله، ويترفعون بعنصرية مقيتة النظر الى واقع حالهم وحال دولهم التي تحولت الى عصابات تتاجر بالمخدرات. واقع الحال يقول ان المسافة بين دول الخليج وهذه الدول تقدر باكثر من مئة عام. لنأخذ مثالا سوريا، سوف اركز على القوة الناعمة في كل من السعودية وسوريا.
1ــ عدد صالات السينما في سوريا 3 من الدرجة الثالثة، حيث لا يوجد درجة ثانية ولا اولى. بالمقابل عدد صالات السينما في السعودية 500 من الردجة الممتازة.
اذا عدنا خمسين عاما كان عدد الصلات في سوريا 52 صالة، واول صالة سينما تاسست عام 1916. من بين الصالات كان هناك ثلاثة تعرض “ستربتيز” اي عروض للتعري. هذا يبين التراجع الهائل الذي جرى في سوريا
2 ــ عدد الافلام التي تنتجها سوريا سنويا من 2 الى 3، وكان للمرحوم المخرج عبد اللطيف عبد الحميد فلم واحد ولبقية المخرجين فلما. بينما تنتج السعودية، في النصف الأول من عام 2024، تم إنتاج وعرض 11 فيلمًا سعوديًا في دور السينما. والهدف 100 فيلم خلال اربع سنوات ورصدت لذلك ميزانية تقدر 250 مليون دولار. وفي الاسبوع الماضي تم افتتاح اكبر واضخم استوديوهات سينما في العالم في السعودية
3ــ عدد المسارح في سوريا ثلاثة، بينما عدد المسارح في المملكة العربية السعودية بلغ حوالي 263 مسرحاً حتى عام 2023. وفيها مئة فرقة مسرحية.
4 ــ بلغ عدد المبتعثين السعوديين للدراسة الأكاديمية في الخارج نحو 93,000 مبتعث الى كل من امريكا وبريطانيا ودول اوروبا الغربية، بينما لا يوجد احصاء في سوريا، ولكن اعتقد ان العدد كبير ايضا ولكن الفرق بين الدولتين في الكيف. فسوريا ترسل طلابها الى روسيا واوكرانيا والدول الشرقية، بينما السعودية ترسل طلابها الى امريكا 55% والى بريطانيا وباقي الدول الاروبية الغربية. وكما تعلمون الفارق هائل في مستوى التعليم.
ــــ من جهة اخرى ومنذ خمسة اعوام اتابع البودكاست السعودي والخليجي عموما. يمكنني القول وبثقة ان المستوى من حيث الطرح والمواضيع والضيوف هائل بين بودكاست دول الخليج وبقية الدول “التقدمية” من سوريا ولبنان ومصر والعراق ووووو. البودكاست السعودي يعكس رؤية الشريحة المثقفة والاكاديمية في دول الخليج والسعودية خصوصا التي درست في الغرب وعادت الى بلدانها.
لم اتطرق لكتاب وكاتبات الرواية والشعر والمسرح والنقد الادبي في الدولتين لانه يعتمد على الفرد اكثر من اعتماده على الدولة ودعمها، ولكنه موجود وبوفرة في كلا الدولتين.