باريس ـ «القدس العربي»: يصدر عن دار المدى كتاب جديد للشاعر والروائي السوري سليم بركات بعنوان «معركةٌ بتوقيتِ الماء»، يأخذ هيئة قصيدة واحدة طويلة تقع في 223 صفحة؛ وهو بذلك المجموعة الشعرية الـ26، فضلاً عن 30 رواية وكتابَين في السيرة.

«سأُنهي» هي المفردة/ كلمة السرّ في كل مقطع من مقاطع القصيدة، وما يلوح أنّ الشاعر سوف ينهيه أقرب إلى إعلان قطيعة مع كلّ مألوف من الأمور المتجانسة بطبيعتها، وربما مع أي أمل أو مستقبل نطمح إليه. بركات يقلب الطاولة الأشياء في مطلعٍ خصَّه وحده بصيغة التفعيلة، وكأنه نعيٌ نهائي: «أُنهيَ الردم. لا أثرٌ، بل زئيرُ الصروفِ»، نعيٌ للأرض التي ليست سوى جرح، وللسماء التي ليست سوى نزيفٍ، وللعالم الذي هو: «الوجبةُ الأخيرة قبل الإعدام».
قصيدة تشبه المراثي في الأساطير، مع طابع مألوف عند بركات في نقد الغيبيات: «سأُنهي الغيبيَّ الطبَّالَ في كلِّ حفْلٍ»، عبر كلمات جلية الوضوح مثل «الكفر» و «الإيمان» والفردوس والجحيم والمعجزات، والأرض والسماء كرمزيْنِ. وهو سياق طويل اعتمده الشاعر منذ كتابة القصيدة الطويلة «آلهة»، وحتى كتابه الشعري الأخير «تنديدٌ روحانيٌّ»: الخاتمة هي خاتمة. النهاية هي النهاية «آخرُ شيءٍ هو آخرُ شيء». «النهايةُ ليست غزالاً من غزلانِ الحدائق».
لغة يمكن وصفها بأنها أمينة في التعبير عن هذا العالم الذي بات تاريخه الراهن لحظات من هذيان المصاب بالحمى، ولغة عنيفة هاذية حتى «سلْخِ الفروات عن رؤوس المعاجم». المعارك هذيان سريالي في لحظات الاشتباك، والكتاب صورة أمينة لهذا الاشتباك الذي يتفتت فيه المنطق ليسيطر «جبروتُ» الهلع والخوف والذهول: «تقوَّضت الممكناتُ» و «استوى المستحيلُ على عرشه».
ينهي الشاعر الحدود في علاقة كلماته بعضها ببعض، فلا يتوانى عن استعمال مفردات شديدة الالتصاق بالتعابير الواقعية المتداولة مثل «البُنى التحتية»، «الجوفية»، «المصالح»، «الإطارات المشتعلة»/ «الإضرابات»، «زراعة الأعضاء»، «الذخيرة»… لكنه يجرُّها إلى سياق من المفارقات المحيرة: «تغريدُ العصافير في الحدائق الجوفية»، «الإطاراتُ المشتعلة على باب الفردوس»، «إضرابُ الحقائق»، «زرْعُ شَعْرٍ وزرعُ شِعْرٍ»، «زرعُ أقدارٍ تحت الجلود»، «نفدت ذخيرةُ الحلم. أُطلقت كلُّها على طرائدِ الليلِ الأثيرية». ولا يتوانى بركات عن قلْبِ تعابير مألوفة مثل منظر الشعر الطويل الذي يصل إلى ظهر المرأة: «شَعرُ الكلماتِ لا يصل إلى أرداف المعاني»، و«سأُنهي ما لا أعرفُ بعد إفطارٍ من ريشِ النعامة، وعشاءٍ من ريشِ الطاووس».
قصيدة هي معركة عن حق وحقيقة في القراءة «بذخيرة حية» في «مخازن» بركات من اللغة العنيفة هنا، والغاضبة هناك من شدة الإحساس بالمرارة من واقعٍ لم يعد ممكن الإصلاح، في الصعود الجارف للغيبي، وفي هزائم الثورات. ذلك ما عبَّرت عنه سطور كثيرة من قصيدة الشذرات التي سماها «الشظايا الخمسمائة»، كأنه انفجار لغم. ربما لكل هذا الواقع المنهار سمى بركات كتابة القصيدة بـ«معركة». أهي معركة مستمرة في الواقع بالأسلحة؟ أم معركة الشاعر الداخلية: «نفدتْ ذخيرةُ الحلم»؟
نبرة حزينة، سوداوية، في الإطار اللغوي الصاخب المتفجر بسحرٍ لا يتخلى عنه بركات. لكن في السياق المرير للقصيدة وغضبها ومضات تجري بطريقة مفاجئة عكس مشاعر اليأس. إنه لا يريد ركودَ المعاني بشكل كامل، فهناك معانٍ تنجو من الركود، وهناك ومضات رقيقة في العتمة.
وجرياً على عادته، خصَّ سليم بركات «القدس العربي الأسبوعي» بمقاطع من الإصدار الجديد:

(1)
أُنهيَ الرَّدْمُ. سُوِّيْتُ رصْفاً على مَهَلِ النَّكبتيْنِ: رضى الأرضِ عن نفْسها الجرحِ حظاًّ على نَشْئِها، والسماءِ النزيفِ.
أُنهيَ الردمُ. لا أثرٌ. أُلْجئَتْ كلُّ روحٍ بأسمالها مخْبأً من دخانٍ، وما وسِعَتْ في الرمادِ الحليفِ.
تقوَّضتِ المُمكناتُ: هُشَامتُها نَفَسُ النَّزْعِ. سُوِّيْتُ رصْفاً على الرصفِ؛ مَحْواً، بلا أثرٍ، واستوى المستحيلُ
على عرشهِ. بايعْتهُ الخواتيمُ جُوْفاً. رياحٌ رعايا مَوَاكِبُه، ووجودٌ طبولُ،
وما طحنتْهُ السماءُ منَ الأرض في جُرْنها،
وما انتدبتْهُ القيامةُ من مُطلَقيْنِ: الخرابِ ـ أبِ الوقتِ، والخيبةِ الأمِّ. سُوِّيْتُ بالمُطْلقيْنِ، وبالنكبتينِ، تماماً من النَّسْفِ؛ جُدْباً صَفاصِفَ. لا أثرٌ، بل زئيرُ الصُّروفِ.

أُنهيَ الرَّدمُ.
ما كانتِ الأرضُ ـ مُذْ كان قلبي نفيرَ أساطيرها ـ غيرَ جرحٍ،
ولم تكُ هذي السماءُ النزيفُ سوى مُعْجِزٍ من كمالٍ النزيفِ.

(2)
الخرائبُ عائليةٌ،
والأنقاضُ عائليةٌ،
والنزفُ عائليٌّ،
والمجازرُ عائليةٌ،
والمسالخُ عائليةٌ،
والأشعارُ عائليةٌ بأسيْدٍ من المعاني.

صعودٌ إلى سماءٍ منهارةٍ فوق سماءٍ منهارةٍ،
وتنقيبٌ وثنيٌّ عن إلهٍ في مناجمِ الرعدِ. سأُنهي الأسلافَ الممزَّقينَ أقمشةً لا يهتدي التاريخُ إلى رَتْقهم بخيوطِ أناشيدهِ.
سأُنهي الأسلافَ مُقطَّعيْنَ شرائحَ خبزٍ لا يهتدي التاريخُ إلى دَهْنهم بزبدةٍ لإفطاره.

(3)
الرسامونَ في أفولِ اللونِ،
والخرائبُ دافئةٌ في الرسومِ المرتعشةِ برْداً.
سأُنهي الخلافَ على إرثِ الأفولِ الدافئ.
سأُنهي
الإرثَ
اللونيَّ،
والصعودَ على الطُّرقِ الحجريةِ رصْفاً إلى موانئِ اللون.
سأُنهي الإقامةَ في اللونِ،
والممكناتِ الثعالبَ في اللونِ،
والضروراتِ الخُدَّامَ في اللونِ،
والرياحَ الملاعقَ لاحتساءِ الملاحم من صحونِ الشِّعرِ في اللون.
سأُنهي الأبهى صُنْعاً،
والأحسنَ صُنْعاً،
والصُّنْعَ الذي لا بقاءَ إلاَّ به في اللون.
سأُنهي
الوجبةَ
الأخيرةَ
للمحكومِ
بالإعدامِ اللونيِّ.

(4)
عَوْدٌ منِّي إلى ما خِلْتُهُ جفاءَ جنونٍ أُمَّهُ الجنونَ؛
عَوْدٌ إلى المآدبِ على ظهورِ الحيتانِ،
وإلى السبَّاحين بغلاصمهم تمويهاً في السماءِ الرمالِ، وفي القبورِ أعمقَ ما يكونُ ظلامٌ.
عَوْدٌ إلى الشيطانِ يجري به الموجُ إلى كلِّ معجمٍ.
سأُنهي الإرشادَ إلى الجحيم:
ها هُم عثروا على الجحيمِ في جيوبِ معاطفهم.
سأُنهي الألعابَ الصبيانيةَ ـ ألعابَ الكُتبِ الجراحِ،
والكُتبِ الكدماتِ،
والكُتبِ الخدوش.
أَكلُّ قَسَمٍ قَسَمٌ بالمجهولِ؟
أَكلُّ مملحةٍ فارغةٌ على مائدةِ الحلمِ اللحمِ؟
أَكلُّ زفرةٍ ليِّنةٌ من انزلاقِ السطورِ،
وانفجارِ البياضِ بين السطورِ مُهاناً؟ سأُنهي شكوى الوجودِ من المُنْحَدراتِ، والنشوةَ من لهبِ الكُفرِ سماعاً للآلاتِ العنيفةِ إيماناً بعزفها، وجذْبَ الشَّعْرِ حتى انسلاخِ الفرواتِ عن رؤوسِ المعاجم.
سأُنهي إنقاذَ المغتصِبِ من مأزقِ المغتَصَب. أَحرِقوا منازلَ الأسلافِ: لن ينجو إلاَّ وعاءَ السمنِ ببعضِ الخواتمِ مخبَّأةً فيه.

لا يُسْتَخْلَصُ شيءٌ من صرخةٍ تحت الردمِ:
إغراقٌ بفتْحِ السدودِ،
ونَسْفٌ من ترديدِ أسماءِ المعادنِ، وأسماءِ الأسماكِ، وأسماءِ الحصى، متجاورةً في الهذيانِ:
لا تُقْتَلُ القوسُ،
بل تُقْتَلُ الدائرةُ.
سأُنهي موجباتِ القتلِ بتعويضٍ من القتلِ: المعجزاتُ تُسْتَذْكَرُ إذْ يحضرُ الشيطانُ بأناقتهِ كاملةً.
سأُنهي الإعدامَ الذي لا يوصَفُ:
سأُنهي إعدامَ الطهاةِ بمَرَقِ اللحمِ يُسْقَوْنَهُ في بلاعيمهم مغلياًّ.

فُرَصٌ وانقضتْ:
تعثرُ الجحيمُ على الهاربينَ من منازلها.
فُرَصٌ قُوِّضتْ:
طلقةٌ في الرأسِ قاتلةٌ، أو طلقةٌ في القَدم.
سأُنهي الجلوسَ مع الأشباحِ إلاَّ في هدنةٍ بعد القتلِ: إنَّ الجنونَ مكفولٌ،
والألمَ مكفولٌ،
والانهيارَ مكفولٌ.
سأُنهي فطائرَ الوقتِ مفروماً باللحمِ فيهِ،
وبعضاً من همومِ الزيتونِ أسودَ أوأخضرَ،
والقتلَ قَصْفاً بالخُصى،
والحروبَ اللمسَ دغدغاتٍ على أسافلِ السُّرَرِ:
لكلِّ ماءٍ حقٌّ في الإغراقِ،
والمذابحُ تُرتدى ثياباً في النزولِ إلى الحَفْلِ اللائقِ بحضورِ الآلهةِ.
سأُنهي ضَياعاً لم تحتكرهُ الأشعارُ.
سأُنهي اجتثاثَ المدائحِ في النصفِ الثاني من ولايةِ النثرِ:
ها هيَ
المَليحةُ
الثقيلةُ
جلوساً
على
أريكةِ
الرعد.
سأُنهي اعتمادَ الحَفْرِ بالمعاولِ مَخْرَجاً من ذهولِ الوقتِ إلى ذهولِ المكان.
سأُنهي النُّورانيةَ المُشْكلَ،
والرجوعَ من حماقةِ اللونِ بحفنةٍ من أقواسِ قزح.
سأُنهي الدخولَ إلى مَيْتَمِ الأوقاتِ الهاربةِ خُلسةً من نوافذِ الإنسانِ،
ومن أبوَّةِ الإنسانِ،
ومن أمومةِ أبديَّتهِ الموحشة.
سأُنهي كلَّ كفاحٍ إلاَّ كِفاحَ الإبقاءِ على الأنينِ صالحاً للوقتِ كلِّه، لا يُنْتَقَصُ ولا يُسْتَخْفَض.
سأُنهي سماعَ القرعِ على الأبوابِ،
وسماعَ بكاءِ الأيدي في قرعها على الأبواب.
سأُنهي لطافةَ الأهوالِ أن شُكِّكَ في صِدْقِها: ها هو الإنسانُ ضليعاً في التجوالِ بالحياةِ مسروقةً من مَالِ الموتِ. سأُنهي ما لا يُسْرَقُ بعد الآن.
سأُنهي الإفلاسَ الصوتيَّ،
والرِّدَّةَ عن أديانِ الأصوات.
سأُنهي التصديقَ حتى تخلعَ الحقيقةُ سروالَها.
سأُنهي شيئاً ما من هزيمةِ النهايةِ بلطفٍ من هزيمةِ البداية.
سأُنهي اعتمادَ الجراحةِ بمبضعِ الماءِ،
والمعاني الأجورَ المؤجَّلةَ،
وتسخيرَ عتَّالي الفضةِ غارقيْنَ حتى آذانهم في حيرةِ الذهب.
سأُنهي إحياءَ الذاكرةِ بقرعٍ من الحديدِ على الأقدامِ الحديديةِ.
سأُنهي سرقاتِ الشيخوخةِ الأليفةَ، إيماناً بالسعادةِ الحُفرةِ في الوقتِ الحُفرة.
سأُنهي طردَ الذبابِ عن عسلِ الموتِ كَشاًّ بأذيالِ الثيران.
سأُنهي المَسَّ بمعتَقَدِ الرعبِ،
وتبذيرَ الجراحِ النفيسةِ على الجعةِ في الحاناتِ.
سأُنهي إقناعَ القُبلةِ بتغييرِ رأيها،
وإنْ يُحدِّثَ النهارُ الليلَ على انفرادٍ.
سأنهي مشاجراتِ الأطفالِ قبلَ أن يناموا ساعةً في الجحيمِ.
سأُنهي ما ألحقتْهُ كلُّ شيخوخةٍ من أضرارها بكلِّ طفولةٍ.
سأُنهي وضْعَ اللُّجُمِ في أفواهِ الضروراتِ،
والتحَرُّشَ بالعشبِ، لا بالأجسادِ،
وتضارُبَ المَصَالحِ بين الشكِّ والياقوت،
والعناقَ الذي لا يُقرِّبُ أحداً من أحدٍ إلاَّ في القتل.
سأُنهي تغريدَ العصافيرِ في حدائقِ الكُتبِ الجوفيَّةِ،
والنسفَ الروحانيَّ للجُسُورِ،
والألوانَ المتراخيةَ في ثيابِ الإنسانِ الضيِّقِ على أبعادِ جسدهِ،
والرقصَ السماويَّ فوق جثةِ الأرض.
سأُنهي التحقيقاتِ في انتكاسةِ الأهوالِ.
سأُنهي هذا الصُّلْحَ الكُفرَ، وهذا الصُلحَ الإيمانَ، والسُّحُبَ الأكفانَ، والأكفانَ القمريةَ في غَزَلِ الشعراءِ القمريِّين.
سأُنهي حيرتي: لقد أطلقتِ الكتبُ سراحَ سطورها،
فغادرتْها السطورُ شاكرةً.
سأُنهي النهضةَ التراخي في العدالةِ المائية.
سأُنهي الهدوءَ الصِّبْغَةَ بعد المعارك تُطلى به الأظافرُ. وصْفٌ واحدٌ وحيدٌ يكفي:
وصْفُ المعركة بالفرشاةِ على نهيقِ الحمار.
سأُنهي العثراتِ في نقْلِ الموتِ آمناً إلى أساطيلهِ.
سأُنهي منزِلةَ الشاعرِ،
والهولَ السُّكَّرةَ في فمِ الشاعرِ. هاكُم الأمرَ:
شَعْرُ الكلماتِ لا يصلُ إلى أردافِ المعاني.
سأُنهي الاستراحاتِ بين ساعاتِ الدمِ،
والإعدامَ بإرغامِ الأسرى على النظرِ إلى البحرِ،
والترحيبَ إن لم يكنْ بالجروحِ الهدايا،
والأعاصيرِ الهدايا،
وبالشعوبِ الهدايا من مغانمِ الخوفِ. لا ترتعدوا:
عواصمُ تُزرعُ في الأحواضِ إلى جوارِ الجرجير.
سأُنهي الترتيبَ الجاحدَ نعمةَ القلقِ في فوضى الكلماتِ. حَذَارِ:
آنيةٌ من الخزفِ على أحفَّةِ الكلمات.

سأُنهي هذا كلَّهُ في المعركةِ
الأخيرةِ
بتوقيتِ
الماء.

(5)
ما الذي يتوجَّبُ أن أنهيه من مَلَكَاتِ الأشياء؟
سأُنهي الدَّعارةَ الرقمية،
والصفاءَ بعد شغبِ الجسدِ نكاحاً،
والغيبيَّ
الطَّبَّالَ
في
كلِّ
حفْلٍ.

(6)
شايٌ
باردٌ
في الأباريقِ،
وحَمَّاماتٌ مقفلَةٌ على الأيامِ لمْ تزلْ مستحمَّةً،
وحظوظٌ متعثرةُ الأقدامِ بالقططِ النائمة في الملاحم،
ودولٌ هاربة من شعوبها:
لا غرابةَ في ذلك كله.
لا غرابةَ في الجسدِ الممزَّقِ،
بل في القميصِ الممزَّق على الجسد.

سأُنهي الساعاتِ المربوطةَ الأقدامِ بأسلاكٍ إلى قوائم الموائد.
سأُنهي الأفكارَ بلا تبِعاتٍ؛
بلا أحذيةٍ؛
بلا خواتمَ أو قلاداتٍ،
متجوِّلةً بأعصابٍ مشدودةٍ في الكلمات الضيِّقة.
سأُنهي الوجودَ
الذي
يتحاشى
أنْ يُلْمس.

(7)
هاهُم ورثةُ قلوبِ الثيرانِ،
والطغاةُ اللطفاءُ مع الحدائقِ،
البستانيون يرشدون النحلَ إلى غبارِ الطَّلْعِ في أزاهيرِ الله.
عَرَقٌ
على
جباهِ
السنين،
وارتعاشٌ في أيديها. سأُنهي
الذي
جرى
للحصانِ.
سأُنهي الذي جرى للأرض متَمغِّطةً تحت حوافرِ الحصان.
سأُنهي ما لا يبقيني غريباً على قَدْرِ ما يرضيني ذلك.
سأكون
غريباً
حيثُ
يكتفي الغريبُ بسحْرِ الحزنِ فيه.