حسن إسميك
بعد مرور أكثر من نصف قرن على وفاته، لا يزال الزعيم المصري جمال عبد الناصر – وعبر أعماله وأقواله – يُلقي بظلالٍ ممتدة، ليس على مصر وحدها، بل على السياسة العربية كلها، وكلّ من يشتغل بها. فمن هو هذا الرئيس صاحب المقولة الشهيرة “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”، وهو الذي أُخذت في عهده معظم الأراضي العربية ولم تُسترد، بل وفي عهده أيضاً احتلَّت إسرائيل سيناء المصرية مرتين اثنتين، ولكنه بقي محبوباً أكثر من خليفته أنور السادات الذي استعادها!
ولد جمال عبد الناصر في الإسكندرية عام 1918. التحق بالكلية الحربية عام 1937 وتخرج فيها في العام التالي. شارك في حرب فلسطين عام 1948، وبعد عودته إلى مصر انضم إلى حركة الضباط الأحرار التي كانت تخطط لإطاحة النظام الملكي. وبالفعل نجح عبد الناصر ورفاقه الضباط يوم 23 تموز (يوليو) 1952 في تنفيذ انقلابهم، ووضعوا الملك فاروق تحت الإقامة الجبرية. بعد ذلك، أصبح عبد الناصر رئيساً للوزراء ثم رئيساً للجمهورية بعد نجاحه في تنحية قائد الحركة اللواء محمد نجيب، وذلك عبر ترتيبات سياسية دراماتيكية داخل مجلس الثورة ما زال يلفها الغموض إلى اليوم.
لا يمكن لأحد أن ينفي أن عبد الناصر كان يحظى بشعبية غير مسبوقة في الأوساط المصرية دفعت الجماهير مثلاً إلى الخروج إلى الساحات والمطالبة بعودته عن الاستقالة، رغم أنه هُزم هزيمة مدوية، ومعه كل العرب، في حرب الأيام الستة عام 1967، والتي أسفرت عن احتلال إسرائيل أراضي كثيرة بعضها لم يُسترجع إلى اليوم، ولا تزال انعكاساتها السياسية حاضرة حتى وقتنا الراهن، وبخاصة من جهة طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، والقضية الفلسطينية، ومستقبل أي سلام في المنطقة.
يفسر البعض تلك التظاهرات بأنها من صنع الاتحاد الاشتراكي والأجهزة التعبوية والأيديولوجية للنظام الناصري في ذلك الوقت، لكنني لا أؤيد هذا الطرح، بل أعتقد أنها عفوية خرج فيها الناس من تلقاء أنفسهم، وأسبابها الحقيقية كامنة في أزمة العقل الجمعي العربي آنذاك، وما فيه من خلل بنيوي، ويمكن القول إن ما جرى في ذلك الوقت هو أول تبديات هذه الأزمة وهذا الخلل.
بالطبع كان عبد الناصر شخصية محبوبة من الكثيرين في مصر والمنطقة العربية. فقد حرص دائماً على أن يظهر بمظهر المدافع الأول عن فلسطين وعن العروبة والوحدة العربية، وعن الفقراء والطبقات الأكثر تهميشاً، والراغب بتحسين حياة الشعب المصري خصوصاً والعربي عموماً. وربما كانت نية الرجل صادقة في مرحلة ما، فهذا أمر لا يمكن تأكيده ولا نفيه، وبطبيعة الحال ليست النيات مقصد الأحكام في السياسة بل الأفعال والنتائج، والتي كانت تؤكد على أرض الواقع أن إطار الصورة التي رسمها الزعيم المصري لنفسه كان يُخفي مغالاة مضمرة بالرغبة والشهوة في التفرد بالسلطة وتوسيع نطاقها ليتجاوز حدود مصر؛ وما الخطابات الرنانة وادعاء استنهاض العزائم والهمم، ونشر الأوهام والأضاليل سوى الأدوات التي استعملها والسُبل التي سلكها لإشباع تلك الرغبة.
نعم كان بإمكان المصريين العاديين مقابلة عبد الناصر بسهولة، ومصافحته أثناء تلك المسيرة أو بعد ذاك الخطاب، وربما أتيحت لهم فرصة التحدث مع “القائد” حول مشكلاتهم، وهذا أمر لم يكن معتاداً في الحياة المصرية العامة قبله، فقد عاش حكام مصر السابقون في قصورهم الفخمة بعيداً من معاناة الشعب ومطالبه، لكن هل تكفي مصافحة الرئيس وتبادل الكلمات السريعة معه ليستحق هذا التقديس الذي حظي به من عدد كبير من المواطنين؟ وهل حقاً كانوا يجهلون سجل عبد الناصر الذي يزخر بالأخطاء الكارثية والتصرفات القصيرة النظر والوعود الكاذبة، ناهيك طبعاً بأفعال القمع والانتهاك المتعمدة والمقصودة؟ هل يجهلون كل ذلك.. أم أنهم يتجاهلون؟!
في مصر..
حكمت أسرة محمد علي مصر لأكثر من قرن من الزمان، وكانت الطبقة العليا في ظل حكمها تتمتع بسلطة شبه إقطاعية، لكن هذا لم يمنع النمو الاقتصادي الكبير الذي شهدته البلاد، وبخاصة في الزراعة والصناعة. وبالتأكيد كان للنظام الملكي تأثير قوي في السياسة، وعليه تقع مسؤولية بعض مراحل عدم الاستقرار وما رافقها من الفساد السياسي. لكن مصر كانت ملكية دستورية ذات نظام برلماني متعدد الأحزاب، ازدهرت فيها الفنون والآداب والسينما، واستُثمرت أموال كثيرة في التعليم والبنية التحتية، ما وضع الأساس للتنمية المستقبلية في مصر.
عبد الناصر نفسه، وهو وليد أسرة جلُّها من الفلاحين، حصل على التعليم المجاني على حساب الحكومة التي أطاحها في ما بعد، ورغم ذلك كان ورفاقه “الضباط الأحرار” يحملون كراهية غريبة ومرضيَّة للغاية تجاه الطبقات العليا في المجتمع المصري، وسعوا للانتقام منهم عندما وصلوا إلى السلطة.
استولى ناصر، أو استملكت الدولة – لا فرق – على المزارع والمصانع من الأعيان ورجال الأعمال ذوي الخبرة الذين امتلكوها وأداروها لأجيال، ووزعت على مسؤولين فاسدين أو غير أكفياء، وفي أحيان كثيرة غير متعلمين. فأدت هذه السياسات إلى انهيار العديد من المنتجات والصناعات المصرية التي كانت تحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم في ذلك الوقت، وأُغلقت البورصات، ورحل جميع الخبراء الأجانب الذين كانوا يعيشون في مصر. وهكذا وخلال أقل من 20 عاماً “ناصرياً” تراجعت مصر من المركز 14 من حيث أكبر اقتصاد في العالم في عام 1950 إلى المرتبة 43 في عام 1970.
أما عمّا أصاب الحياة العامة والثقافة والمجتمع المدني من نكسات فحدِّث ولا حرج.. ما عليك سوى إلقاء نظرة على النتاج الفني والفكري المصري في الأربعينات، وملاحظة إلى أي مدى كان أغلب الناس متطورين ومتحضرين. ليُعكس ذلك كله تماماً زمن عبد الناصر، فقد قام بتسييس كل أعمال الثقافة والموسيقى والفن. وقولب كل ذلك في إطار “خدمة” قضية العروبة وإذكاء الصراع الطبقي، وليت ذلك أدى إلى أي نتيجة إيجابية في الأمرين.
وفي السياق المجتمعي أيضاً، ثمة نقطة أخرى بالغة الخطورة تُضاف إلى أخطاء عبد الناصر قد لا يمرُّ عليها كثيرون، وهي اضطهاده لليهود المصريين وطردهم بعد مصادرة ممتلكاتهم. مثّل طرد اليهود المصريين خسارة كبيرة لرأس المال البشري لمصر، فقد كان يهودها متعلمين جيداً وذوي أخلاقيات عمل قوية. والحقيقة فقد تسبب طردهم في حرمان مصر من مهاراتهم وخبراتهم في مجالات شتى، كما كان للاستيلاء على الشركات والممتلكات العائدة لليهود تأثير مدمر على الاقتصاد المصري فقد كانت شركات مهمة، وأدى الاستيلاء عليها إلى ركود وتراجع اقتصادي كبيرين، ناهيك بتشويه سمعة مصر في الخارج، ما تسبب في حرمانها من جذب الاستثمار الأجنبي، والسياح أيضاً. لقد أوجد عبد الناصر مناخاً أوسع من التعصب والتمييز في مصر، أثر سلباً على المجتمع المصري ككل، ولا يزال – بشكل أو بآخر – يشكل تحدياً لمصر حتى اليوم.
وأما في السياسة، فليس من المبالغة ولا التجني القول إن عبد الناصر وأد ديموقراطية مصر في مهدها، وحوَّل البلاد إلى دولة الحزب الواحد الاستبدادية بعد حظر الأحزاب الأخرى، وأطلق العنان لقوات الأمن يغيرون على المعارضة هنا وهناك، ليبراليين كانوا أو شيوعيين أو إخواناً مسلمين، وعلى أي شخص يمكن أن يُعدّ تهديداً للنظام، بل وحتى على أي شخص يجرؤ على التعبير عن رأيه.. لذلك شهد العهد الناصري آلاف حالات انتهاك الحقوق والسجن والتعذيب ظلماً ومن دون محاكمات.. ناهيك بتورط البلاد في العديد من الصراعات الإقليمية غير الضرورية بسبب غطرسة رئيسها ونمط شخصيته العسكريتارية، وادعائه العمل لتحقيق الوحدة العربية.
إعدام سيد قطب
كان سيد قطب – كما هو معروف – من أبرز منتقدي نظام عبد الناصر، كما أنه كان أشهر منظّري جماعة الإخوان المسلمين التي عارضت نظام عبد الناصر بشدة. ومهما اختلفنا مع هذه الجماعة عموماً، ومع التيار القطبي فيها خصوصاً، لا يمكن إلا القول إن إعدام سيد قطب –في 29 آب (أغسطس) 1966 – كان قراراً سياسياً أكثر من كونه قراراً قانونياً.
شكل الإعدام صدمة للرأي العام في مصر، فقد كان قطب من أشهر المفكرين الإسلاميين هناك، وكانت أفكاره تحظى بشعبية كبيرة بين الشباب، ما أدى إلى زيادة التوتر بين الحكومة المصرية والإسلاميين، وأحدث تحولاً في تاريخ الإسلام السياسي في البلاد، كما كرّست واقعة الإعدام شعبية أفكار قطب لتصبح مصدر إلهام للحركات الإسلامية المتشددة، ما أدى إلى إمعان هذه الحركات في مزيد من التطرف والمغالاة، وإلى التوجه الصريح نحو استخدام العنف لتحقيق أهدافها، ليس في مصر وحدها بل في العديد من دول العالم.
والنتيجة.. أن رغبة عبد الناصر في القضاء السريع والاعتباطي على كل من يعارضه أوقعت العقل العربي في معضلة لا يزال مكبلاً بها إلى اليوم، وهي ثنائية “الديني أو العسكري” في الحكم، فلا بديل من أنظمة الحكم العسكرية سوى تلك الدينية والعكس بالعكس، وصار تأسيس نظام سياسي مدني بالكامل، يقوم على مبادئ حقوق الإنسان والحريات المدنية والعدالة والمساواة، أمراً يشبه الحلم في كثير من دولنا.
 
الناصرية.. خدعة أخرى!
لقد أسهم العرب أنفسهم في تضخيم فقاعة عبد الناصر، على الصعيدين القيادي والأيديولوجي، وما زال كثيرون يدعون أنفسهم بالناصريين، وما زالت بعض الأحزاب تقول عن نفسها إنها ناصرية، وكأن عبد الناصر أنشأ منظومة فكرية رائدة وسابقة لعصرها كـ ميكيافيلي مثلاً، أو نظاماً سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً كـ ماركس أو لينين، أو بدأ حملة تحرر وطني كالتي قادها غاندي في الهند، أو أسس لحركة إصلاحية غيرت ملامح مؤسسة دينية كبرى لقرون تالية كمارتن لوثر مثلاً.. لكن الحقيقة أن الناصرية ليست سوى مصطلح غامض بلا هوية محددة ولا رؤية واضحة، أما العنصر المشترك بين هذه التيارات والأحزاب التي تنتسب إلى هذا المصطلح فهو أنها لا تخلو من خطأ كارثي واحد على الأقل من الأخطاء الكبرى التي ارتكبها ملهم هذه الأحزاب والتيارات جميعها.
وللحقيقة فقد استطاع عبد الناصر وأتباعه أن يحققوا فوزاً وازناً من خلال اللعب على حماسة الناس في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، والتدخل الغربي في الشؤون العربية، ولذلك، وبعدما أطاحوا النظام الملكي واقتلعوا جذوره كاملة في مصر، بدأ تأثير الدومينو يتتالى في دول عربية عدة، فجاءت الأنظمة العسكرية بكل ما تحمله من بؤس عاناه المواطن العربي، ولا يزال.. لقد كان لدى العالم العربي إمكانات جيدة ليكون ديموقراطياً بين ثلاثينات القرن العشرين وخمسيناته، ففي مصر مثلاً، كان هناك نقاش حر ومفتوح في الشأن العام، وخلافات مشروعة بين الملك ورئيس الوزراء والأحزاب السياسية. كما كانت سوريا ترعى ولادة تجربة ديموقراطية رائدة. فجاء عبد الناصر ليضمها إليه – ويحولها إلى “الإقليم الشمالي” – وينقل إليها الاستبداد والقمع السياسي والتضييق على الحريات ومراقبة الصحف والسجن والتعذيب.. وما القذافي وصدام وبن علي ومبارك وغيرهم.. سوى بعض ثمار الشجرة التي زرعها عبد الناصر. أما تدخلاته العسكرية في اليمن والكونغو فقد انتهت بالفشل في كل أهدافها، ونجحت فقط في استنزاف الخزينة المصرية وخسارة مليارات الدولارات.
كانت مساحة مصر العظمى حين ورثها عبد الناصر جوراً من الملك فاروق نحو 3.5 ملايين كيلومتر مربع، متضمنة السودان وغزة وأجزاء من ليبيا وتشاد، وعندما مات عام 1970، كانت مصر قد خسرت، بسبب سياساته المتهورة وعدم كفاءة إدارته، هذه الأراضي كلها ومعها سيناء. ولو أن الشعب المصري والعربي بالعموم ليس عاطفياً وانفعالياً، ولو أنه عقلاني ويتعامل مع الحقائق والوقائع، لقدَّم عبد الناصر وجنرالاته إلى المحاكمة العسكرية بعد حرب 1967، والتي لم يكن ينبغي أن تسمى “حرب الأيام الستة”، فقد حُيدت الجبهة المصرية بالكامل خلال ساعات قليلة فقط من بدايتها. لقد قادنا عبد الناصر إلى فضيحة تاريخية وكارثة لمَّا يزل العرب بالعموم، والفلسطينيون على وجه الخصوص، يعيشونها ويدفعون ثمنها.
كاريزما الوهم
بالمختصر، ولأن الحديث يمكن أن يطول ويستمر مهما أردنا له أن يستمر، يمكن القول إن عبد الناصر استخدم شخصيته الكاريزمية وتسلّح بشعبويته وقدرته على الإبهار والاستقطاب وغسل الأدمغة، ليبيع المصريين والعرب مجموعة من الأوهام الكبيرة: أشهرها وهم الوحدة العربية، التي استخدمها مراراً وتكراراً لتحقيق غايات سلطوية شخصية، فلم يزدد العالم العربي إلا انقساماً وتفرقة؛ ثم وهم العدالة الاجتماعية، فقد وعد بمجتمع أكثر عدلاً وإنصافاً في مصر، ولم تفِ سياساته إلا بالمزيد من الفقر واللامساواة في البلاد؛ ثم وهم التحرير الفلسطيني، ولا أظن أن ثمة داعياً للحديث عن أوضاع الفلسطينيين اليوم. أما رأس هذه الأوهام جميعها فكان الادعاء أن “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة”، يكفي الدليل إلى ذلك أن كل ما خسره عبد الناصر من أراضٍ مصرية، أو ما تسبب بخسارته في دول عربية أخرى، لم يستعد إلا بالعمل الدبلوماسي وعلى طاولة المفاوضات.
عندما خسرت مصر سيناء أول مرة عام 1956 خلال أزمة السويس، لم يستطع عبد الناصر أن يستعيدها بالقوة، ولم تنسحب القوات الإسرائيلية منها حتى آذار (مارس) 1957 نتيجة ضغوط دولية شديدة. وكجزء من شروط الانسحاب، تم تجريد سيناء من السلاح وإنشاء قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة هناك لمراقبة الحدود بين إسرائيل ومصر.
وفي حرب عام 1967، أو ما سماه عبد الناصر اختزالاً وتخفيفاً للصدمة “نكسة”، قامت القوات الإسرائيلية – بهدوء قبل انتهاء اليوم الخامس على بدء القتال – باحتلال سيناء كلها حتى شرم الشيخ، باستثناء الخط من رأس العش شمالاً وحتى شرق بور فؤاد الذي ظل تحت سيطرة القوات المصرية، ولم ينسحب الإسرائيليون منها عام 1973 بعد حرب تشرين (أكتوبر) كما يظنُّ كثيرون، بل بدأ الانسحاب نتيجة اتفاقيات السلام عام 1979، ومن ضمنها انسحاب إسرائيل من شبه جزيرة سيناء بأكملها، الأمر الذي تمَّ على مراحل كانت آخرها في 26 نيسان (أبريل) 1982.
ليس من المبالغة القول في الختام إن عبد الناصر، هو من دون منازع، أسوأ ما حدث للمنطقة في العصر الحديث، وقد آن للعقل العربي أن يخرج من حالة “عبادة الشخصية”، وأن يتوقف عن الانقياد الأعمى للفرد والدفاع عنه، لا بل وتأليه أولئك الذين يحبسون هذا العقل ويبقونه أسيراً لمصالحهم ومطامعهم، أولئك الذين باعوه الوهم مقابل الانصياع والتبجيل.. لقد آن لنا أن نكسر “متلازمة استوكهولم الجمعية” التي تعيشها معظم مجتمعاتنا، لنتحرر من أغلال الماضي وأخطائه، ولنفكر بأسلوب جديد، علّنا نحظى بمستقبل أفضل يعيش فيه أولادنا وبلادنا بأمن وسلام وطمأنينة.