أكدت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، أن “دمج الكورد” في الهياكل الحكومية والأمنية يُعد “خطوة بالغة الأهمية نحو سوريا موحدة”، مشددة على ضرورة تحقيق عملية سياسية شاملة تضمن الاستقرار والسلام في البلاد.

جاء ذلك في تصريحات لوسائل إعلامية، من بينها شبكة رووداو الإعلامية، اليوم الاثنين (17 آذار 2025)، قالت فيها: “يجب على الحكومة الانتقالية ليس فقط التحقيق الشامل في الجرائم المروعة التي ارتُكبت بحق مئات المدنيين ومحاسبة المسؤولين عنها، بل يجب أيضاً أن تضمن سيطرتها على مختلف الفاعلين ضمن جهازها الأمني”.

شهد غرب سوريا خلال عدّة أيّام إعدامات واسعة لمدنيين أغلبيتهم من العلويين إثر هجمات شنّها فلول النظام السابق ضدّ قوّات الأمن.

وأفادت منظمة “هيومن رايتس ووتش” غير الحكومية بوقوع “مئات القتلى”، من بينهم عائلات بكاملها، في حين أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن سقوط 1225 مدنياً.

بيربوك شددت على أن “العملية السياسية الشاملة وحدها هي التي تضمن السلام والأمن والاستقرار على المدى الطويل”، مؤكدةً في الوقت نفسه ضرورة أن “تملأ الوثيقة الدستورية خلال المرحلة الانتقالية الفراغ القانوني القائم حالياً”.

وزير الخارجية الألمانية، تطرقت إلى أهمية الدور الذي يجب أن يؤديه الرئيس السوري خلال هذه المرحلة، قائلة: “يتعين على الرئيس استخدام سلطاته الواسعة الممنوحة له بطريقة مسؤولة وشاملة لصالح جميع السوريين”، معتبرة أن “هذه فرصة تاريخية، وهي مهمة ضخمة، كما أنها توازن دقيق للغاية”.

فيما يتعلق بالدعم الدولي لسوريا، أعلنت بيربوك أن “ألمانيا ستقدم للأمم المتحدة ولمنظمات مختارة 300 مليون يورو إضافية لهذه المهمة الضخمة، دعماً لهذه العملية السلمية، وللشعب في سوريا، وللناس في المنطقة”.

وشددت على أن المساعدات ستركز على عدة محاور رئيسية، وهي بشكل خاص “المساعدات الإنسانية، ودعم المجتمع المدني، والمهام النفسية والاجتماعية، وكذلك دعم النظام التعليمي”.

بيربوك أشارت إلى أهمية التعليم في تحقيق مستقبل مستقر، ورأت أن سوريا لن يكون لها “مستقبل موثوق ومستقر على المدى الطويل، إذا لم يتمكن الأطفال من الذهاب إلى المدرسة”.

واختتمت بيربوك تصريحها في المؤتمر بالتأكيد على ضرورة عدم التخلي عن الشعب السوري في هذه المرحلة، مشددةً على أن “المجتمع الدولي لن يترك السوريين وحدهم في هذه العملية”.