وجهت مجموعة من الفعاليات الدينية والاجتماعية والسياسية والنقابية في محافظة السويداء رسالة مفتوحة إلى الرئيس السوري أحمد الشرع، أكدت فيها انتصار الثورة السورية وضرورة الانتقال إلى مرحلة بناء الدولة بمشاركة جميع أبناء الوطن. وحملت الرسالة التي تعود إلى 26 مارس/آذار الماضي توقيع شيخي العقل يوسف جربوع وحمود الحناوي، وكذلك الزعيم الاجتماعي حسن الأطرش وجمال هنيدي وشيوخ من عشائر البدو بينهم نايف النمر وسليمان المساعيد وأيضا المطران جورجي قرقشيان، إضافة إلى حركة رجال الكرامة وعدد من الفعاليات السياسية والنقابية.
وشددت على وحدة الأراضي السورية وعلى التنوع الثقافي والعرقي للشعب السوري، واعتبرت أن مؤتمر الحوار الوطني هو البداية الحقيقية لصياغة عقد اجتماعي جامع، وطالبت بتفعيل مخرجاته، وخصوصاً البند 18 الذي ينص على تشكيل لجان تمثيلية لكل الفعاليات. وانتقد الموقعون على الرسالة الإعلان الدستوري، واعتبروا أن صيغته الحالية لا تلبي طموحات مكونات مهمة من الشعب السوري، ودعوا إلى حوار وطني جامع “يعيد النظر في الإعلان الدستوري، بما يحقق الفصل بين السلطات، ويؤسس لمجلس شعب منتخب يمثل الشعب ويشرف على صياغة الدستور الدائم وقانون الانتخابات، ويحاسب الحكومة على أدائها”.
كما طالبت الرسالة بتفعيل الضابطة العدلية، وإعادة تفعيل عمل المحاكم، ووقف تسريح الموظفين وإعادتهم إلى وظائفهم ما لم تثبت بحقهم تهم فساد أو استغلال للمنصب، إلى جانب الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الأطياف الوطنية، على أن تكون مسؤولة أمام الشعب. وحذّرت الفعاليات من خطر التحريض الطائفي عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، مطالبة الدولة بالإسراع في إطلاق قنوات رسمية لمواجهة الشائعات، وتشكيل هيئة وطنية لرصد الجرائم الإلكترونية ذات الطابع الطائفي أو العنصري. وأشارت الى ضرورة إشراك الضباط والعناصر المنشقين، ممن لم يتورطوا في جرائم، في بناء المؤسسة العسكرية مجدداً، للمساهمة في الدفاع عن البلاد وتحقيق الاستقرار.
لافتة لمتظاهرين بالسويداء تؤكد على وحدة السوريين 25 فبراير 2025 (شادي الدبيسي/فرانس برس)
تقارير عربية
سورية: انقسامات في السويداء بشأن تصريحات حكمت الهجري
وفي الختام، دعت الفعاليات إلى تشكيل لجان حوار اقتصادي وتعليمي تشمل النقابات والصناعيين والمعلمين وأساتذة الجامعات، لوضع خطط شاملة لإعادة الإعمار وتحسين التعليم بما يتماشى مع متطلبات سوق العمل. واللافت في هذه الرسالة أنها وُقعت في اجتماع غير معلن في 26 مارس الماضي ولم يظهر للإعلام، والثاني أنها تلتقي إلى حد كبير مع توجهات ومطالب الشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، بالرغم من التباين بين مواقفه المعلنة وبين مواقف معظم الموقعين على هذه الرسالة، وخاصة الكتل والأحزاب السياسية وحركة رجال الكرامة في السويداء.
وقال أحد المشاركين في الحوارات التي أدت إلى الاتفاق على هذا الموقف لـ”العربي الجديد”: “حاولنا إيصال هذه الرسالة إلى الرئيس الشرع لتبيان موقف عموم أهالي السويداء قبل أن تتناولها وسائل الإعلام وتخضع للتحريف والتحريض وتستخدم في غير ما نقصد”. وأضاف شريطة عدم ذكر اسمه: “أبقيناها مفتوحة لمن يوافق ويعمل ضمن هذه الرؤية سواء كان مكوّنا أو حزبا أو فصيلا مسلحا، أملا في أن تكون جامعة لأبناء المحافظة وموحدة لأهدافهم”، مشيراً إلى أن الموقعين على الرسالة يتفقون مع الشيخ الهجري في العديد من الأفكار، ولكن يختلفون معه في المساعي والطرق في تناول الحلول.
في مدينة السويداء، 25 فبراير 2025 (شادي الدبيسي / فرانس برس)
تقارير عربية
السويداء تحيي ذكرى الثورة.. ومتظاهرون يتبرعون بالدم لأبناء درعا
من جهته، اعتبر الشيخ منصور جودية أن الرسالة “توافقية بين تيار الشيخ الهجري الذي يمثل نصف أهالي المحافظة عموماً (وفق رأيه) وبين تيار السلطة الساعي للاندماج في الجيش والقوى الأمنية، وقد تشكل جزءاً من الحل إذا لاقت تجاوباً من السلطة، وهذا ما لا أتوقعه”. وأضاف جودية في تصريح لـ”العربي الجديد”: “ما زالت السلطات الحاكمة بعيدة عن الشارع وخاصة في ما يتعلق بالوضع الأمني والاقتصادي، وقد يتطور هذا إلى خلاف مع الشارع السوري، ولا أقصد هنا فقط الأقليات، بل كل المجتمع، فقد تركت السوريين عرضة للتحريض والتخوين كما تركتهم عرضة للتدخلات الخارجية والاعتداءات من الشمال والجنوب، وهذا كله إلى جانب الضيق والعجز المعيشي الذي خلق حالة من الجفاء بين السلطة والشعب”.
google newsتابع آخر أخبار العربي الجديد عبر Google News