Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • “حَبَوْكَر”: تبعات الرغبة في قولِ كلّ شيء …المصدر : فدوى العبود… ضفة ثالثة
  • أدب وفن

“حَبَوْكَر”: تبعات الرغبة في قولِ كلّ شيء …المصدر : فدوى العبود… ضفة ثالثة

khalil المحرر يونيو 11, 2025

 

الحرب منجمٌ للاكتشاف، والإنسان يعرف نفسه من خلالها. إذ تتصارع الرؤى والسرديات والأفكار، يتحول كثيرون إلى ضفة مناقضة لتصوّراتهم، يتخلّى آخرون عما حسبوه قناعاتهم. تتساقط أقنعة وتنمو أخرى، حتى تبدو الازدواجية والتناقض البشري كقدرٍ محتوم. هذه وغيرها من القضايا ترِدُ في رواية “حَبَوْكَر” للروائي السوري ريدي مشو (دار موزاييك للنشر، 2020). والتسمية تعني الرمل الذي يضلّ فيه السالك والداهية. إذ تطرح عبر فصولها -“الحاضر مبعثرًا في الأمس”، “الفجر المستطيل للحاضر”، “الفجر المستطير للحاضر”، “فجر العودة”، و”الغراب يمزّق الفجر”- سؤال الحرب والحب، الانتماء وعدمه، النظرية والواقع.

تجري أحداث الرواية في مدينة “قامشلو” السوريّة، وهي تروي عبر التذكر تارةً وعبر مجريات الحاضر حينًا آخر حكاية صديقين يعشقان امرأة واحدة وهي “أورنينا”، حبّ طفولتهما. أحدهما ويدعى جكّو يعمل في تحنيط الطيور والثعالب في بيت والده تاجر القماش المنتحر، والآخر هو راكان المثقف اليساري العائد من دمشق، وهو أحد أضلاع مثلث العشق إلى جانب شخصّيات فرعيّة في النص تؤدي دورها وتمضي.

وما يهم في هذه الشخصيات الباحثة عن الكمال، هو أنها ستكون وعلى مدار العمل جالبة للموت أو بتعبير سليم بركات “الشفاه التي تردد الكمال الصاخب تردد الموت”، فهي مهجوسة بالمطلق سواء كان دينيًا أو عقائديًا أو ماركسيًّا. كما أنها مثقلة بحمولتها الأيديولوجية سواء لجهة اليسار أو اليمين.

كان “جكو”، الذي يحنّط الطيور، أميلَ في مزاجه للعدم، ما جعل فلسفته في الحياة بدون أفق. كذلك فإن “راكان” هو المثال للمثقف النظري الخائف من الثورة، ولا يرى فيها سوى تهديد لهويته، بل يبدو مهادنًا للوضع، إذ يكتب “لم أكن منتميًا يومًا إلى قضّية بعينها، أو إلى مشاعر محدّدة”، وهو يصف نفسه بأنه طفيليّ بلا ماض ولا ذكريات، يعاني من استعصاء نظريّ، إنّه رجل نظر وفكر لكنه منفصل عن واقعه، يعيش صراعًا مع مبادئه.

يختار الراوي شخصيات مهذارة ليقدم فلسفته حول الحرب والوجود، الإرادة والأقنعة والانتماء والحريّة. لكن اللاّفت في علاقاتها ببعضها أمران، الأول يتعلق بالأحداث إذ أن ميلَ الراوي إلى إضفاء طابع أسطوري وفلسفي على لغته ورؤيته، جعله يضفي على شخصياته صبغة أسطوريّة ظهرت بوضوح في لغة ذات نزوع فلسفي وصوفي، ما يجعل من شجار بسيط بين “رمو” الميال للقتال والعراك مع أقرانه ملحمة تاريخية، ذات ملامح فوق إنسانيّة.

لكن ما هو حاسم هنا هو الانفعاليّة في سلوك الشخصيات وعلاقاتها. إذ أنّ الألفة المتسرّعة بينها ثم الجفاء أو العداوة تذكِّرنا بشخصيّات كافكا، كعلاقة “آرنينا” مع الشيخات والتي تتحول سريعًا من التوجس والنفور إلى دخول في الحميمي والشخصي، كطلبهن منها شرح الأوضاع الجنسيّة، وهن اللاتي كن قبل ثوانٍ مرتابات من سفورها، رافضات لوجودها بينهن، كارهات للنظر إليها.

ولا بدّ من الإشارة إلى أن هذا المنطق أو هذا التطرف الشعوريّ، يعتبر مسألة مفهومة في السياق الأدبي، ولها جذور في كتابات معاصرة. لعل أقرب مثال لهذا النوع هو شخصيات كافكا، والتي تتسم بكونها شديدة التطرف إذ تعكس سلوكياتها التناقض الحاد بين رغبتها في التواصل وعجزها عنه، إضافة إلى الشرخ العميق بين حنانها النَهِم الذي يتبخّر سريعًا وبين البرود الذي ينبثق فجأة. وتجسد روايتاه “أميركا” و”القصر” ذلك. فالشخصيات تتقلب من “أوه يا حبيبي” إلى “لا أعرفك، من أنت؟” خلال دقائق.

“كان لرواية “حَبَوْكَر” أن تكون أشدّ حيوية وأكثر عمقًا في التعبير عن حال الإنسان السوري، لكن إثقال النص بالنظريات أدّى لامتناع القول!”

أراد كافكا من خلال بعض المشاهد في “أميركا” و”القصر” أن يعبّر عن تراجيديّة المصير البشري حيث الحنان الهائل ينقلب إلى نفورٍ مروّع. وفي رواية “القصر” تمسك “فريدا” بذراعه وتضع رأسها على كتفه وفجأة تخبره أن يبتعد من حياتها، ولعل هذا مفهوم في حالة كافكا، فشخصياته ولدت من رحم العالم البارد والغرائبي واللاّمعقول لـ تشارلز ديكنز، إذ أراد من خلالها أن يظهر- كما وصفت أعماله لاحقًا- “قسوة القلب التي تتخفى وراء الأسلوب الطافح بالمشاعر”.

بخلاف ذلك يبدو سلوك الشخصيات في “حَبَوْكَر” مفتقرًا للمسوغ وهذا لا يعني ضرورة وجود تبرير منطقي بل منطق جماليّ يسقط بدونه الموقف في الافتعال. فكل من ممارسة الجنس السريع بين “رمو” و”أورنينا” والتعارف بين زوجها و”جكّو” بدا افتعالًا ولا تبرير جماليًا له؛ سوى محاولة الراوي أن يقسرَ منطق النص والحدث لرؤيته، فجاء هذا التطرف الشعوري في سياق يفتقر للصدق الفني. كما أنها لم تكن تملك المؤهلات أو الوعي الذي يساعدها على فهم وجودها، فوعيها كان قاصرًا عن لغة الراوي. ومحاولة الأخير إعطاء الحدث بُعدًا أسطوريًّا كأن يضفي على مشاجرة عادية صبغة دينية “بدا كالمسيح المصلوب بالفعل، ذراعاه مثبتان على صليب غير مرئي” لم تكن موفقة. فهذا الميل للألوهيّة يعبّر عن “حسّ أبوي نامٍ”، كما كتبت بام موريس، ما جعل الراوي يفرط في مشاعره الأبوية تجاه شخصياته. وهذه الأبوة الفكرية أفقدتها حيويتها وربما تكون فكرة البطولة التي سيطرت على ذهنه وراء هذا المنحى.

وتبدو براعة الكاتب اللغويّة، لكنها تضيع عبر الإسراف في الاستعارة، ما جعل الحدث يرقد تحت ثقل اللغة “وتكاثرت الأسئلة في صدر دلو مرتطمة بأضلاعه وقد تحولت إلى أسراب تطير نحو رأسه وأخرى تتسلق كالدجاجات فتحدث خربشات مؤلمة في أثرها”، و”الوقت بعد الغروب بقليل، حيث لا تزال النجوم تتجشأ قصص النهار المملة”. كما تأخذ اللغة منحىً صوفيًّا لا يتناسب وبعض الشخصيات ويبدو أنها لغة المؤلف أكثر مما هي لغتها “والسبب الآخر للاندفاع نحو الحياة وكثرة الولادات في الحرب السورية، هو أن كثيرًا من الأرواح المخضرمة باتت تجول السماوات في الحياة وأخذت تجنّد الأرواح الساذجة لتشكيل جيش في السماء بعد أن خسرت جيوشها في الأرض”.

تهيمن فلسفة الراوي على شخصياته حتى ليبدو وكأنه يتحدّث من خلالها، فالحرية الوحيدة المتاحة لها هي الحركة والفعل، وهي هوجاء في غالب تصرفاتها كـ”رمو” الذي يعارك الآخرين ويبدو كالبلدوزر أو “جكّو” الذي يستمتع بتحنيط الحيوانات وتعذيبها، أو زوج “أورنينا”، والأخير يعتقد أنه سيقنع الآخرين بدخول الدين؛ ليظهر واضحًا الميل لجعل شخصياته رموزًا دالة تتحقق فيها ومن خلالها الإشارة إلى مذاهب وتيارات فلسفية أو دينية وقد ساعد الصراع على المرأة المشتهاة إلى تحريك الجدل في النص، ولكن الأخيرة اختارت رغم تمردها اليساري أن تربط مصيرها بشخص متدين.

سنجد أنفسنا مقابل دوائر وحلقات ماركسية تمثلها جلسات أورنينا ووالدها، دلائيدا العاهرة الروسية التي يقصدها الاشخاص المتزمتون ذاتهم، ودينية يمثلها زوج أورنينا وشيخه الذي يتوارى بقناع الدين. ولعل الموقف الذي يوضح هذا الميل الفلسفي، لحظة استقبل راكان ثائرًا يدعى “أنس البستاني”. كان الأخير قد وصل إلى منزله جريحًا وبعد خياطة الجرح يبدأ الحديث عن الثقافة وشروط الكاتب والكتابة، ليجري نقاشًا بين المثقف النظري وبين الجريح عن الفارق بين المعركة والفكرة، بين الثورة والهاوية. إذ يسهو الراوي عن بطله الجريح ويزجّ به في حوار، بينما يعاني من الدوار الذي سبّبه نزيف الدماء، ما سيجعل الأحداث مفتعلة وستظهر وكأنّها مجرّد دريئة لتحقق شهية الراوي المفتوحة دائمًا على التنظير.

تعتبر شخصيات “حَبَوْكَر” نماذج دالّة، رغب المؤلف من خلالها بتقديم رؤيته للوجود والثورة والحب واليسار واليمين، وهي تعيش في الماضي بكل تفاصيله لكن حاضرها رخو يقسمه الصراع والاقتتال الذي يبدو بلا طائل. وستنتهي بالموت وتحليق الغراب في المكان كمؤشر على ذلك التقهقر الذي تمثله كائنات تعيش على الحدود، “الإنسانية ونقيضها، الغرابة والإلفة، الكراهية والحب”، حيث لا نعرف لمن ولأي جهة ننتمي.

كان لرواية “حَبَوْكَر” أن تكون أشدّ حيوية وأكثر عمقًا في التعبير عن حال الإنسان السوري، لكن إثقال النص بالنظريات أدّى لامتناع القول! وإذا كان من مسبّبات المنع في الوجود الروحيّ كثرة العطاء فإن من أسباب تعذّر المعنى هو الفائض منه أو بتعبير أدق: الرغبة في قولِ كلِّ شيء دفعةً واحدة.

* كاتبة سورية.

عنوان الكتاب: حبوكر المؤلف: ريدي ميشو

Continue Reading

Previous: ليتهم يكونون مثلهم …رشا عمران……المصدر :ضفة ثالثة
Next: غاز شرق المتوسط يرسم تحالفات جديدة… فهل تبقى بيروت خارج المعادلة؟.المصدر: موقع درج..رنين عواد

قصص ذات الصلة

  • أدب وفن

راباسّا… حياةٌ مكرّسة للترجمة صدور ترجمة لمذكراته «إذا كانت هذه خيانة» إلى العربية لطفية الدليمي….…المصدر : الشرق الاوسط

khalil المحرر يونيو 12, 2025
  • أدب وفن

عندما “حقق” فلليني فشله الكبير في “مدينة النساء”…إبراهيم العريس…المصدر :اندبندنت عربية

khalil المحرر يونيو 12, 2025
  • أدب وفن

عندما هدد المشير عامر إحسان عبد القدوس واتهمه بحب النساء…عبد الكريم الحجراوي…المصدر :اندبندنت عربية

khalil المحرر يونيو 12, 2025

Recent Posts

  • عصام حوج…. في سياق تبرير تعويم فادي صقر (كـ نموذج) وليس مجرد فرد،المصدر:صفحة الكاتب
  • المعارضون الشيعة… ظلم الأقربين والأبعدين أيمن جزيني……المصدر: اساس ميديا
  • طوفان دمشق يُلامس بيروت: ماذا عن السُنيّة السياسية؟ قاسم يوسف…المصدر:اساس ميديا
  • القوّة الدّوليّة: ما لا يريده “الحزب” وإسرائيل نقولا ناصيف…المصدر:اساس ميديا
  • أنقرة تسير بحذر على درب السلام مع حزب العمال وتبقي أصابعها على الزناد…المصدر:العرب

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • عصام حوج…. في سياق تبرير تعويم فادي صقر (كـ نموذج) وليس مجرد فرد،المصدر:صفحة الكاتب
  • المعارضون الشيعة… ظلم الأقربين والأبعدين أيمن جزيني……المصدر: اساس ميديا
  • طوفان دمشق يُلامس بيروت: ماذا عن السُنيّة السياسية؟ قاسم يوسف…المصدر:اساس ميديا
  • القوّة الدّوليّة: ما لا يريده “الحزب” وإسرائيل نقولا ناصيف…المصدر:اساس ميديا
  • أنقرة تسير بحذر على درب السلام مع حزب العمال وتبقي أصابعها على الزناد…المصدر:العرب

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

عصام حوج…. في سياق تبرير تعويم فادي صقر (كـ نموذج) وليس مجرد فرد،المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر يونيو 12, 2025
  • مقالات رأي

المعارضون الشيعة… ظلم الأقربين والأبعدين أيمن جزيني……المصدر: اساس ميديا

khalil المحرر يونيو 12, 2025
  • مقالات رأي

طوفان دمشق يُلامس بيروت: ماذا عن السُنيّة السياسية؟ قاسم يوسف…المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يونيو 12, 2025
  • مقالات رأي

القوّة الدّوليّة: ما لا يريده “الحزب” وإسرائيل نقولا ناصيف…المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يونيو 12, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.