انسحب فصيل “سلطان سليمان شاه”، المعروف باسم “العمشات”، بالكامل من ناحية شيه التابعة لمنطقة عفرين، بعد اتهامه باستخدام “عنف مفرط” بحق السكان.
وجاء الانسحاب الكامل للفصيل من المنطقة بعد أن أزالت نقاط التفتيش التابعة لها، وهو ما يُنظر إليه على أنه تحوّل كبير في المعادلة الأمنية داخل الناحية.
ويأتي هذا التطور عقب قرار مسؤول منطقة عفرين، مسعود بطال، بتوسيع نطاق سيطرة “الأمن العام” ليشمل كامل المنطقة، في خطوة أنهت فعلياً نفوذ فصيل “العمشات”، بقيادة محمد الجاسم المعروف بـ”أبو عمشة”، على ناحية شيه والقرى المحيطة بها.
الناشط مصطفى شيخو، من أبناء ناحية شيه، والذي وثّق انتهاكات “العمشات” لسنوات، صرّح لشبكة رووداو الإعلامية بأن قوات “الأمن العام” دخلت الناحية، وأخلت خمسة نقاط تفتيش تابعة للفصيل، كانت تمثل نقاط انتشاره الرئيسية في المنطقة.
وأوضح شيخو أن الفصيل، ورغم إخلائه لنقاط سيطرتها، لم يُخلِ حتى الآن المنازل التي استولى عليها، مشيراً إلى أن الفصائل الموالية له كذلك انسحبت من مواقعها في الناحية، لكنها لم تغادر الممتلكات التي كانت تسيطر عليها بشكل كامل.
كما أعلن شيخو عن افتتاح مركز جديد في شيه لاستقبال شكاوى الأهالي وتوثيقها، بما يتيح لهم تقديم طلبات رسمية لاستعادة منازلهم وممتلكاتهم المصادرة.
وفي سياق متصل، شدّد شيخو على التغييرات الديمغرافية الكبيرة التي طرأت على المنطقة بعد سيطرة الفصائل عليها.
وبحسب إحصاءاته، فقد كانت ناحية شيه تضم قبل سيطرة الفصائل على عفرين نحو 1500 عائلة، إلا أن ما يقارب 65% من السكان الأصليين اضطروا إلى النزوح، ولم يتبقَ سوى ما بين 400 إلى 500 عائلة.
وأضاف أن 700 عائلة مستقدمة استُوطنت في منازل الكورد بعد التهجير، لكن مع انسحاب فصيل “العمشات”، بدأ الوضع يشهد تحسّناً ملموساً.
وبيّن أن أكثر من 600 عائلة مشتقدمة غادرت ناحية شيه، ولم يتبقَ منها سوى 30 إلى 40 عائلة، في حين عاد أكثر من 200 عائلة كوردية من السكان الأصليين إلى منازلهم وأملاكهم.
ويُعد افتتاح مركز توثيق شكاوى ومطالب الأهالي في شيه بمثابة إشارة إلى بداية مرحلة جديدة في مسار استعادة الحقوق وعودة السكان الأصليين إلى ديارهم.