اشتعلت المواجهة بين إيران وإسرائيل على نحو غير مسبوق، مع تنفيذ طهران سلسلة ضربات صاروخية ليل الأحد-الاثنين استهدفت مدنًا إسرائيلية، أبرزها تل أبيب وحيفا، وذلك ردًا على غارات إسرائيلية عنيفة طالت مواقع حساسة في العاصمة الإيرانية طهران.
وأظهرت مشاهد مصوّرة دمارًا واسعًا في مبانٍ سكنية بالعاصمة الاقتصادية الإسرائيلية، بينما اشتعلت النيران في أطراف مدينة حيفا الساحلية، في وقت دعت فيه السلطات السكان إلى الاحتماء في الملاجئ تحسبًا لهجمات جديدة.
وأفاد مراسل “فرانس برس” في القدس بسماع دوي انفجارات ضخمة، فيما وثقت مقاطع فيديو تصدي الدفاعات الجوية الإسرائيلية لصواريخ ليلية اخترقت المجال الجوي.
منذ الجمعة، انتقلت إسرائيل وإيران من المواجهة غير المباشرة إلى مواجهة مفتوحة، بعد غارات إسرائيلية مباغتة استهدفت مواقع استراتيجية في إيران، وأسفرت عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين. وردّت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية، وسط تحذيرات دولية من خطر انزلاق المنطقة إلى حرب شاملة.
الجيش الإسرائيلي أعلن صباح الاثنين تنفيذ ضربات جديدة على مقار لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بينما أكد الأخير في بيان رسمي أن “الهجمات الصاروخية أصابت أهدافها بدقة في عمق الأراضي المحتلة”، متوعدًا بعمليات “أكثر تدميرًا ضد أهداف حيوية”.
من جهته، حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس من أن “سكان طهران سيدفعون الثمن”، وذلك بعد مقتل 5 مدنيين وإصابة 92 آخرين جراء الهجمات الإيرانية الليلية.
وتوعّد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بـ”ثمن باهظ” ستدفعه إيران بعد استهداف مدنيين بينهم نساء وأطفال، مؤكدًا خلال تفقده مبنى مدمر قرب تل أبيب، أن بلاده “لن تتهاون في الدفاع عن أمنها”.
بحسب إحصاءات رسمية، قُتل منذ بدء التصعيد 18 شخصًا في إسرائيل، فيما أعلنت وزارة الصحة الإيرانية مقتل 224 شخصًا وإصابة أكثر من 1200.
في طهران، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى “الوحدة والتماسك في مواجهة العدوان”، وطالب مجلس الشورى بوضع الخلافات السياسية جانبًا.
أما على الساحة الدولية، فدعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى “تسوية سياسية”، محذرًا من أن “إيران ستواجه كامل قوة الجيش الأميركي إذا استهدفت المصالح الأميركية”، لكنه نفى أي تورط لبلاده في الهجمات الإسرائيلية، فيما زعمت طهران امتلاك أدلة على دعم أميركي غير مباشر.
في هذا السياق، أُلغيت محادثات غير مباشرة بين طهران وواشنطن حول الملف النووي كانت مقررة في عُمان، بعد اتهامات متبادلة بإفشال المساعي الدبلوماسية.
وفي تطور أمني لافت، أعلنت إيران الاثنين تنفيذ حكم الإعدام بحق شخص أدين بالتجسس لصالح الموساد، بينما أوقفت شخصين آخرين بالاتهام نفسه. في المقابل، أعلنت الشرطة الإسرائيلية اعتقال مواطنين بتهمة التخابر مع إيران.
في ظل هذا التصعيد، تبقى المنطقة على شفير انفجار واسع، وسط غموض يلفّ مصير أي حلول قريبة، وتخوف متزايد من تداعيات تمتدّ خارج حدود النزاع القائم.