توغلت قوة عسكرية إسرائيلية تضم نحو 50 آلية عسكرية، مساء الثلاثاء، في قرية العدنانية بريف محافظة القنيطرة، جنوبي سورية، في تحرك وُصف بأنه الأكبر منذ بداية الاحتلال الإسرائيلي للمنطقة.
وأشار مصدر من سكان المنطقة إلى أن القوة المتوغلة شملت مركبات مصفحة وآليات استطلاع. وقال سعيد المحمد، وهو مواطن وناشط من القنيطرة، لـ”العربي الجديد”، إن “الآليات العسكرية الإسرائيلية تجتاح الحقول في قرية العدنانية منذ ساعات، والأهالي يخشون تكرار سيناريو النزوح القسري”. وأضاف: “التوغل ليس عشوائياً، إذ تهدف إسرائيل إلى تهجير السكان عبر خلق بيئة عسكرية طاردة، وهذا جزء من سياسة التطهير الديمغرافي الممنهج”.
وقال خالد بكر، وهو مواطن من القنيطرة، في حديث لـ”العربي الجديد”، إن “التوغل يأتي في إطار خطة إسرائيلية موسعة لتغيير موازين القوى في جنوب سورية، عبر تقويض أي وجود عسكري قرب الحدود”. وحذر ناشطون من “تفاقم الأوضاع الإنسانية في القنيطرة ودرعا”، مطالبين بتحرك عاجل لمنع تهجير المدنيين.
وصباح أمس الثلاثاء، شهدت المنطقة الحدودية في ريف درعا الغربي، جنوبي سورية، توغلاً محدوداً لقوة مشاة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الطرف الجنوبي لقرية معرية، مقابل قرية كويا في منطقة حوض اليرموك. وقالت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، إن القوة الإسرائيلية قامت بعمليات استطلاع في المنطقة، في خطوة تتكرر بين الحين والآخر.
وشهدت محافظة درعا، ليل الاثنين، غارتين جويتين إسرائيليتين استهدفتا ثكنة عسكرية (اللواء 132) ومنطقة بين اللواء وحي مساكن الضاحية الذي يقطنه مدنيون، والملاصق للواء 132، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 19 آخرين، بينهم أربعة أطفال وامرأة، إضافة إلى ثلاثة متطوعين من الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء).
في السياق، دانت وزارة الخارجية السعودية، في بيانين منفصلين، “الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة التي تستهدف استقرار سورية والمنطقة”، معربةً عن “رفضها المطلق لاستمرار احتلال الجولان السوري، واستخدام القوة المفرطة ضد المدنيين”. وأضاف البيان: “المملكة تؤكد أن أمن المنطقة مرتبط بوقف التدخلات الخارجية”.