“مكان استراحة الغزال”
شمال غرب العاصمة السورية دمشق، على ارتفاع 1350 مترًا من على سطح البحر، وبعيدًا عنها نحو 25 كيلومترًا، تقع بلدة صيدنايا على منحدرات جبل القلمون، وتمتدّ سهولها شمالًا حتى سلسلة جبال لبنان الشرقية، وتبعد عن الحدود اللبنانية السورية (البقاع- بلدتي حام ومعربون) حوالي 40 كم، وتنتشر على تلالها ومحيطها عشرات الأديرة والكنائس والمقامات، وتضم واحدًا من أهم الأديرة المسيحية في العالم. وفي 14 تشرين الأول/ اكتوبر 2013م، تم رفع أكبر تمثال للسيد المسيح في الشرق الأوسط على قمة جبل الشيروبيم في البلدة، على ارتفاع 12.3 متر، ليكون ثاني أكبر تمثال ليسوع على مستوى العالم.
يذكر تقرير نشره موقع “بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس”، أنّ اسم صيدنايا فسّر بطرائق متعدّدة وقد يحمل أكثر من معنى. فبحسب التراث المحلي صيدنايا هو “مكان استراحة الغزال”. كما يُظنّ أنّه يعني “السيّدة الجديدة” بما أنّ كلمة “نايا” باليونانية هي “جديد” والجزء الآخر من الكلمة هو “سيّدة” بالعربية. لكنّ لفظ “صيد” مرتبط بشكلٍ عام بمعنى الاصطياد، و”نايا” باللغة السريانية لاحقة شائعة خاصة بالمكان. لذلك فعلى الأرجّح أنّ اسم صيدنايا هو “مكان الصيد”. في الواقع، كان ثمة معبد للإله صيدون، إله الصيد الفينيقي، ينتصب في ذلك المكان الذي كان في الماضي السحيق غنيًا بالغابات. ولكن بفعل التأثيرين المسيحي والعربي اللاحقين، ربما شاع أنّ الاسم يعني “مكان السيّدة”.
يرد في أحد أقدم السجلات ذكر هذا الموقع تحت اسم “صادمنايا”، إلّا أنّ المخطوطات اللاحقة تقدم أسماء أخرى. ففي العصر الصليبي كان المكان يُعرف بدير سيّدة صرديناي أو سيّدة الصخرة، وفي القرن الخامس عشر يظهر اسم صردينايره، أما في القرن السابع عشر فصِيدينايا إلى أن أصبح أخيرًا صيدنايا.
بحسب مصادر تاريخية، فإنّ هذه البلدة الصغيرة كانت مأهولة بالسكان منذ القرن السادس قبل الميلاد، وكانت تعرف آنذاك باسمها الآرامي “دانابا” (Danaba). وتشير الآثار الباقية من كهوف صيدنايا وبعض الأماكن القديمة فيها وحولها إلى أنّها كانت مأهولة بحضارات مختلفة منذ العصر الحجري المبكر، كما عثرت بعثات التنقيب المتتالية على قطع أثرية من العصور الآرامية واليونانية والسريانية والرومانية والعربية، وبُني فيها عبر التاريخ العديد من الأديرة والكنائس الكاثوليكية والأرثوذكسية الشرقية والسريانية الكاثوليكية والسريانية الأرثوذكسية.
يذكر الباحث والمؤرّخ السوري حبيب زيات، في كتابه “خبايا الزوايا من تاريخ صيدنايا”، أنّ هذه المعابد كلها على وفرتها لا يدري أحدٌ لها تاريخ بناء وإنشاء، لكنّ أكثر ما ورد في كتب التاريخ هو أسماؤها، وحتى عددها لم يستطع أحدٌ تحديده بدقة، فهناك بعض من الكنائس مهجور وآخر متهدم وبعضها عامر. وإذا جمعنا هذه الكنائس كلها بين عامرة وخربة فقد بلغت 23 مع الإشارة إلى أنّه لا يزال عددٌ منها مجهولًا؛ فقد روى الرحالة الروسي بارسكي أنّ مجموع الكنائس في صيدنايا عام 1728م بين عامرة وخربة كان 40 كنيسة، لكنّ أكثرها لم يكن في الواقع إلّا مصليات صغيرة أو هياكل منقورة في الصخور لا يصلى فيها إلّا قليلًا أو مرّة في العام.
اشتهرت صيدنايا بوجود العديد من المواقع التاريخية والدينية التي تحظى باهتمام عالمي واسع، نذكر منها: من الأديرة؛ دير القدّيس توما الرسول، ودير التجلّي. ومن الكنائس؛ كنيسة القدّيسين بطرس وبولس (أحيانًا يُكتب اسمه بالعربية بحرف الصاد بولص)، المعروفة بكنيسة اللولبة، والتي تقع في الجهة الشرقية من البلدة القديمة، وكنيسة القدّيس موسى الحبشي بجوارها، وكنيسة التجلّي، وكنيسة القدّيس بطرس، وكنيسة القدّيس يوحنا، وكنيسة القدّيسة بربارة، وكنيسة آجيا صوفيا، التي تعرف أيضًا بكنيسة المجامع. ومن المقامات؛ مقام القدّيسة تقلا، ومقام القدّيس خريستوفورس، ومقام القدّيس نيقولاوس، ومقام القدّيس أندراوس، ومقام القدّيس موسى، ومقام القدّيس سمعان، بالإضافة إلى دير سيّدة صيدنايا، ودير الشيروبيم، ودير القدّيس جاورجيوس، والمعالم الثلاثة الأخيرة هي التي سنتوقّف عندها في هذه المقالة.
دير سيّدة صيدنايا… أيقونة العذراء العجائبية
يعتبر دير سيّدة صيدنايا الذي يعرف أيضًا بـ “دير السيّدة العذراء” أشهر أديرة صيدنايا، وهو أحد أهم مؤسّسات البطريركية الأرثوذكسية الأنطاكية. ومنذ العصور الوسطى، كان الحجّاج في طريقهم إلى الأراضي المقدّسة، يتوقّفون في صيدنايا، للصلاة أمام أيقونة العذراء العجائبية وطلب بركتها. ويروي التقليد أنّ القدّيس لوقا هو الذي رسم هذه الأيقونة، التي نُسبت إليها العديد من المعجزات في مختلف المراحل الزمنية.
تاريخ نشأة دير سيّدة صيدنايا غير محدّد. فقد وجدت فيه بعض الآثار من العصر الكلاسيكي، ومنها بقايا معبد وكتابات يونانية.
كما أنّ المسيحية بلغت منطقة القلمون في زمن القدّيس بولس، فاللغة الآرامية التي نطق بها سكان المنطقة حتى القرن الثاني عشر مشتقة من اللغة التي كانت محكية في زمن المسيح، وكانت المخطوطات الملكية (أي الأرثوذكسية)، المدونة باللغة السريانية، تُنسخ في صيدنايا حتى القرن الثامن عشر. بالإضافة إلى ذلك، فالأثر الآرامي واضح جدًا في اللهجة العربية المحلية التي يستخدمها أهالي صيدنايا وأهالي قرية معلولا المسيحية المجاورة.
جاء في كتاب “أديار الكرسي الأنطاكي”، أنّ الإمبراطور يوستينيانس الأول (527-565م) هو باني هذا الدير. ويأتي في الأسطورة أنّ الإمبراطور كان يصطاد في منطقة القلمون فظهرت له العذراء مريم وأمرته ببناء دير على الصخرة العالية التي كانت هي واقفة عليها. وفي اليوم التالي بدأ يوستينيانس العمل على إرساء دعائم بناء الدير. وعندما اكتمل البناء أصبحت ثيودورا، أخت الإمبراطور يوستينيانس، أول رئيسة للدير. ولكن، على الرغم مما جاء في الكتاب، فإنّه لا يوجد أي مستند من تلك الحقبة يثبت أنّ يوستينيانس هو الذي بنى الدير. فجدران صيدنايا لا تحمل أي أثر من القرن السادس، ولا يذكر بروكوبيوس القيصري (ت. 561م)، مرافق يوستينيانس ومؤرّخه الرسمي، أي شيء عن تأسيس الدير. كما أنّ المؤرخين المسيحيين الذين عاشوا في العصر الوسيط، لا يذكرون يوستينيانس، بل يرد في أعمالهم أنّ الدير أسّسته أرملة خلال العصر البيزنطي انسحبت من العالم لتعيش حياة النسك في القلمون. هكذا، فبدون أي دليل مثبت يربط صيدنايا بالحقبة البيزنطية، يكون من المستحيل التحدّث بثقة ويقين عن نشأته الأولى.
ويقال إنّ أيقونة صيدنايا الشهيرة المعروفة بـ “الشاغورة” هي من عمل القدّيس لوقا الإنجيلي نفسه، وهو الذي رسم ثلاث أيقونات عجائبية للعذراء بعد أن امتلأ من نعمة الروح القدس في العنصرة. وقد نشأ هذا الاعتقاد في مرحلة حرب الأيقونات التي شهدها القرن الثامن واستمرّت حتى بدء القرن التاسع.
ورغم أنّ العديد من كنائس سورية دمّر في عام 1014م تنفيذًا لأوامر الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله، فإنّ دير صيدنايا غير مذكور في هذا السياق، وتاليًا من المرجّح أن يكون الدير قد نجا من هذا المصير. أول موضع يرد فيه ذكر الدير هو تقرير وجّهه في عام 1175م بوركهارد من ستراسبورغ، سفير الإمبراطور فريديريك الأول بربروسا إلى بلاط صلاح الدين، إلى مولاه (أي الإمبراطور بربروسا). يتضمن هذا التقرير مقطعًا كاملًا حول دير صردناي ساردًا رواية تأسيسه.
ومنذ بدء القرن الثالث عشر، ساهم الشعراء بإكساب قصة هذا الدير الأرثوذكسي الموجود في الشرق مزيدًا من الشعبية، فبدأ الحجّاج الغربيون يتوافدون إليه بأعداد كبيرة.
يحتفل الدير بـ”عيد والدة الإله” سنويًا في ذكرى ميلادها، وذلك في الثامن من شهر أيلول/ سبتمبر. وهذا يوم استثنائي للبلدة بكاملها إذ تغص بالزوار من جميع أنحاء سورية ولبنان.
ووفقًا للتقاليد المحلية، ترسل الأم الرئيسة مجموعة من الأشخاص يحملون راية الصليب المقدّس ليستقبلوا الزوار عند العمود القائم في وسط البلدة. وهناك يجتمع الحجّاج ليبدأوا الزياح – احتفال ديني تُحمل فيه أشياء مقدّسة وتُعرض على الجمهور- تتقدمهم راية الصليب، منشدين الأناشيد ومطلقين الألعاب النارية.
دير الشيروبيم… مكرّس لأعلى طبقات الملائكة
يرتفع دير الشيروبيم ألفي متر عن سطح البحر وذلك على أعلى قِمم جبل القلمون شمال دمشق، وعلى بعد ثمانية كيلومترات من بلدة صيدنايا. ويحتلّ هذا الدير أحد أروع المناظر الطبيعية في سورية، إذ يشرف على صيدنايا وعلى منظر بانورامي من الجبال والتلال والسهول، بما في ذلك مدينة دمشق بكاملها وسهل البقاع وحوران. ويمكن رؤية قبب الدير وأبراجه من بعيد. وقد غدا هذا الدير في السنوات الأخيرة محجّة معروفة ومقصدًا سياحيًا، وذلك بفضل تحسين الطريق المؤدّية إليه من صيدنايا وتعبيدها.
ولا يُعرف كيف نشأ هذا الدير، ولكن من المؤكد أنّه يرقى إلى عصر قديم جدًا. إذ عُثر بين أنقاضه على بقايا من العصور الجاهلية المتأخرة؛ ويروي التقليد المحلي أنّ الدير تأسّس في القرن الخامس. وعلى التلة المجاورة، عدد من الكهوف يدخل إليها بواسطة الأدراج، ويُظنّ أنّها تعود إلى حقبة ما قبل التاريخ، ولكنّها على الأرجّح استُعملت كمخبأ ومكان خلوة للمسيحيين الأوائل. وكما في حالة دير القدّيس جاورجيوس الحميراء في سورية، وديرَي حمَطورة وكفتون في لبنان، فإنّ وجود عدد كبير من الرهبان في هذه الكهوف هو الذي أدّى إلى تأسيس الدير.
الذكر الأول والأقدم لهذا الدير يرِدُ لدى صاحب “مسالك الأبصار في ممالك الأمصار”، المؤرّخ الجغرافي شهاب الدين العمري من القرن الرابع عشر، الذي يقول إنّ هذا الدير بناه البيزنطيون، ويصف بناءه المتكوّن من الحجر الكلسي وهندسته. وفي عام 1737م، وجد الزائر الإنكليزي الأسقف ريتشارد بوكوك راهبًا واحدًا فقط، يعيش في دير الشيروبيم الذي يسمّيه دير القدّيس سرجيوس؛ ولكنّه رغم ذلك كتب قائلًا، إنّ الكنيسة في حالة جيدة وما تزال صالحة لإقامة الخدم والصلوات. ولكن، وفقًا للمؤرّخ اللبناني أسد رستم، أستاذ التاريخ العربي في الجامعة الأميركية في بيروت، فإنّ آخر ثلاثة رهبان مسنّين تركوا دير الشيروبيم في منتصف القرن الثامن عشر، وانتقلوا إلى دير سيّدة صيدنايا. ومنذ ذلك الوقت، بدأ الدير يتهدّم تدريجيًا، إذ يشير رستم، الذي زار المنطقة في عشرينيات القرن العشرين، إلى ركام من الحجارة والأعمدة وبقايا منحوتات مشتّتة في أرجاء المكان.
ودير مار شاروبين، كما يسمّيه أهالي المنطقة، مكرّس للملائكة الشيروبيم والسيرافيم، أعلى طبقات الملائكة الذين يتربّعون على عرش الطغمات السماوية.
ولم تكن ثمة حياة رهبانية في دير الشيروبيم قبل عام 2003. ففي العام المذكور، وتحت وصاية دير القدّيس جاورجيوس– صيدنايا ورعاية رئيسه الأب يوحنا التلي، قدِم أربعة مبتدئين إلى الدير. وهم الآن يعملون، إلى جانب الرهبان السبعة المقيمين في دير القدّيس جاورجيوس، على إعادة بناء الدير. وفي فترة لا تتجاوز عقدًا من الزمن، تحوّل دير الشيروبيم إلى مركز ديني مهم، يستقطب أعدادًا كبيرة من الشباب الوافدين إليه من أنحاء سورية كافة، ويستقبل مخيماتهم الصيفية.
دير القدّيس جاورجيوس… متحف الأيقونات الـ30
عند المدخل الجنوبيّ لصيدنايا وعلى تلّة مقابلة لدير سيّدة صيدنايا يرتفع دير القدّيس جاورجيوس القديم على 1200 متر عند سطح البحر. وإذا وقفتَ على شرفة دير القدّيس جاورجيوس يمكنك رؤية بلدة صيدنايا بكاملها.
كما هو شأن معظم الأديرة السورية، فإنّ أصل نشأة دير القدّيس جاورجيوس غير معروف. ويروي التقليد الشعبي أنّ نسّاكًا أسّسوه في القرون المسيحية الأولى، ولكنّ الدليل التاريخي أو الأثري غير موجود رغم أنّ قدم عهد الجدران السفلية للكنيسة واضح جدًا.
في عام 1905م رمّم المطران جرمانوس شحادة الدير، وأسّس فيه مقرًّا أسقفيًا في عام 1912م، كما خطّط لبناء متحف تُعرض فيه الأيقونات الثلاثون، التي يملكها الدير، والتي تعود بمعظمها إلى القرنين السابع عشر والثامن عشر. ولكنّ أبرشية سلفكيا حُلّت في عام 1924م وأُلحقت صيدنايا بأبرشية دمشق. تاليًا، هُجر دير القدّيس جاورجيوس لعقود عدّة إلى أن بدأت حركة إحيائه الحديثة في عام 1985م، حيث جُدّدت أقسام الدير القديمة وأُلحق بدير سيّدة صيدنايا.
وفي عام 1995م، عُيّن الأرشمندريت يوحنا التلي رئيسًا فعمل على توسيعه، واستصلاح الأراضي المحيطة به، وزُرعت فيه مؤخرًا مائتا شجرة زيتون. وفي نفس العام أسّست بوادر الرهبنة في الدير، وتثبّت النظام الرهباني فيه بشكلٍ نهائي في عام 1999م.
وينظم دير القدّيس جاورجيوس مرّة في الشهر لقاءً عامًا لرواده الذين يأتون بمجملهم من ضواحي دمشق.
ويشبه دير القدّيس جاورجيوس من حيث هندسته، دير سيّدة صيدنايا لكونه يتألّف من طابقين وممرّ مقنطر. وثمة غرفتان في الطابق الأرضي تتصل إحداهما بالأخرى لتشكّلا قاعة كبيرة. والبناء الآخر يتألّف من طابقين، وبُني على المنحدر الجبلي أسفل الطريق. يضم الطابق العلوي منه قاعة محاضرات ومكتبة كبيرة ومكتبًا وغرفة طعام وقسمًا سكنيًا خاصًا؛ وفي الطابق السفلي سبع صوامع وملحقاتها.
وفي الدير أيضًا، مبنى ثالث شُيّد خلف الجدار الشمالي للكنيسة، وهو مخصص لاستضافة الزوار: يحتوي الطابق الأول على قاعة هي مدخل مزود بممرّ مقنطر، وعلى غرفة استقبال كبيرة. وتُزين الطابق العلوي النوافذ المقنطرة.
من أكثر أيقونات دير القدّيس جاورجيوس إثارة للاهتمام، أيقونة للقدّيس جاورجيوس معلّقة إلى يمين مدخل الكنيسة. وراسم هذه الأيقونة غير معروف ولكنّها قُدّمت إلى الدير في عام 1828م. ونرى فيها القدّيس ممتطيًا صهوة جواد وهامًا بذبح التنّين، طفل جزيرة ميتيلن راكبًا خلفه، بينما الملك والملكة والأميرة ينظرون إلى المشهد، وقد أخذهم الخوف والرعدة. وتنمّ قوة الأسلوب وديناميته، وتناقض النور والظل، عن الأثر الغربي، وربما تشير إلى أنّ راسم الأيقونة كريتي أو يوناني.
مراجع:
1) حبيب زيات، كتاب “خبايا الزوايا من تاريخ صيدنايا”، مطبعة القدّيس بولس، بلدة حريصا- لبنان، عام 1932م.
2) ماريو سابا ورئيف ناصيف، كتاب “أديار الكرسي الأنطاكي”، منشورات جامعة البلمند، لبنان، عام 2007م.
3) دراسات ومقالات نشرت بالمواقع التالية: بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، معهد التاريخ والآثار ودراسات الشرق الأدنى، موسوعة سورية، واكتشف سورية.