Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • ننتظر ألا تكون الصور وسيلتنا الوحيدة لرؤية الأحرار سمر يزبك……المصدر :العربي الجديد
  • مقالات رأي

ننتظر ألا تكون الصور وسيلتنا الوحيدة لرؤية الأحرار سمر يزبك……المصدر :العربي الجديد

khalil المحرر مارس 6, 2025

–
يبدو الزمن في هذه الصورة كاذباً. في الوهلة الأولى، تبدو مقارنةً بين وجهين لرجلٍ واحد عبرت به السنوات، لكن التدقيق فيها يكشف أنها ليست مجرّد توثيقٍ لمرور العمر، بل تفكيكٌ لمعنى الزمن نفسه، عندما يُختزَل في مكان واحد، السجن. هنا، لا يتحرّك الزمن حتميةً طبيعيةً، بل يُدار أداةً بيد الاحتلال، السجن ليس مساحةً فقط، بل آلية ضبط، مصنّعٌ لإعادة صياغة الكائن الفلسطيني بحيث يصبح محايداً، مستأنساً، قابلاً للكسر. لكن نائل البرغوثي خرج بشيءٍ واحدٍ لم يتمكّن السجن من تفكيكه، تلك النظرة التي بقيت على حالها رغم عقود العزل، كأنّها إعلانٌ فجٌّ بفشل المنظومة التي أرادت تحطيمه.
في سجون الاحتلال، لا يُقاس الزمن كما يُقاس خارجه، لا يتقدّم بالمعنى الذي نفهمه. في الخارج، الزمن يتغيّر بالتجربة، وبالحركة، وبتفاعل الجسد مع العالم. أمّا في الداخل، فهو أشبه بحلقةٍ مفرغةٍ حيث تعيد الأيام نفسها بلا معنى، بلا امتداد حقيقي. لكنّه، في المقابل، يصنع لدى بعض قدرةً استثنائيةً على إعادة إنتاج الذات ضدّ القيد. نائل لم يتحوّل كائناً منطفئاً، لم يصبح مجرّد جسد يأكل وينام داخل روتين محسوب، بل ظلّ قادراً على أن يحفظ ذاكرته الخاصّة، ألا يُمحى. وهذه الصورة شهادة على ذلك؛ الفرق بين الصورتين ليس مجرّد الفارق بين شابّ ورجل مسنّ، بل هو المسافة بين من استطاع أن ينجو من الزمن القسري ونظام حاول أن يلتهمه ولم ينجح.
الصورة تكشف أيضاً هشاشة الاحتلال، رغم جبروته الأمني. لا يوجد نظام واثق من نفسه يحتاج أن يسجن شخصاً أربعة عقود كي يشعر بالأمان. قوة الاحتلال ليست في أسلحته فقط، بل في استحواذه على الزمن الفلسطيني، في قدرته على تجميد حياة بأكملها داخل غرفة صغيرة، من دون أن يكون مضطرّاً إلى إطلاق رصاصة واحدة. لكن عندما ننظر إلى نائل بعد هذه السنوات كلّها ندرك أن هذا المشروع الاستعماري (رغم إحكامه) لا ينجح دائماً في خلق إنسان مهزوم. هناك من يخرج ويعيد تعريف ما تعنيه الحرّية، ليس منحةً تُمنح، بل شيء يظلّ متحقّقاً حتى داخل الجدران.

قوة الاحتلال ليست في أسلحته فقط، بل في استحواذه على الزمن الفلسطيني وقدرته على تجميد حياة بأكملها داخل غرفة صغيرة

وُلِد نائل عام 1957 في قرية كوبر شمال رام الله، واعتُقل عام 1978، وهو في التاسعة عشرة بتهمة مقاومة الاحتلال. منذ ذلك الحين، أُغلقت الأبواب خلفه في فضاء السجن، حيث تتآكل الأجساد وتتلاشى الوجوه، ولم تُفتح إلا بعد أربعة عقود، ليخرج بجسدٍ يحمل سنواتٍ لم يعشها، وملامح صقلها الغياب. جسده “أرشيفٌ حيٌّ” يحمل بصمات الأجيال التي تعاقبت خلف القضبان. أصبح نائل رمزاً لمقاومة الزمن داخل الأسر، إذ تتجسّد فيه الحرّية قيمةً لا تُنتزع بالقوة. الأسرى ليسوا مجرّد محتجزين، بل هم من يعيدون تعريف الزمن، يصنعون من اللاشيء عوالم خاصّة بهم.
رأى نائل ورفاقه العالم من ثقب باب الزنزانة، لمس دفء الشمس، حمل في ذاكرته أزقّةً كاد ينسى ملامحها، كان مدركاً (كبقيّة الأسرى) أن الزمن المسروق لا يعود. الحرّية ليست منحة، بل تُنتزع، وحين تُنتزع تظلّ مهدّدةً بالسلب. في السجون، لا يُقاس الوقت بالساعات، بل بتغيّر الوجوه. يدخل الرفاق فتياناً، يخرجون شيوخاً، وأحياناً لا يخرجون أبداً. تبدّل السجّانون، تبدّلت الأقفال، وبقي هو ذاته، بملامحه التي نحتها الزمن وعينيه اللتَين لم تنطفئا رغم كلّ ما رأتا من ظلم. كان جسده في السجن، لكن روحه بقيت في الحقول، تلامس وجوه أهله في الأحلام، تنتظر خروجاً بدا مستحيلاً. حين تحرّر عام 2011 ضمن صفقة تبادل أسرى، لم تدم حرّيته طويلاً، إذ أُعيد اعتقاله بعد ثلاث سنوات، كأن الاحتلال يخشى أن يسمح له بالتنفس طويلاً.
تعلّم الأسرى أن يحبّوا عبر الكلمات، أن يحتفظوا بالحبّ فكرةً مؤجّلةً، حلماً معلّقاً لا يتحقّق. كيف يعيش رجل أربعين عاماً محروماً من لمسة يد، من صوت أمّه في الصباح، من عطر الحياة خارج الجدران؟… تزوّج نائل من امرأة انتظرته طويلاً، لكن الاحتلال أعاده إلى الأسر، وكأن القدر يمنعه حتى من ممارسة الحياة حقّاً طبيعياً. في السجن، المرأة ليست كياناً حيّاً، بل اسم في زيارة، رسالة تحمل أثر عطر، صورة بعيدة. لكنّها أكثر من ذلك، إنها العائلة والوطن بكلّ تفاصيله الناعمة، الصوت الذي يخفّف قسوة الأيام، العينان اللتان تمنحان الأمل. حين يُحرم الأسير منها، يُنتزع جزء أصيل من إنسانيته.
أربعة عقود قضاها نائل في غرفة ضيّقة، يتنفس هواءً معلّباً، ينتظر أخبار العالم عبر صحف تصل متأخّرةً. لكنّه ظلّ واقفاً، كما لو أن الزمن لم ينجح في كسره. الأسرى لا يكبرون بالطريقة المعتادة؛ بل يعيدون تعريف الزمن. بعضهم ينكسر تحت وطأة الانتظار، وبعضهم يتأقلم حتى يصبح السجن حياته الطبيعية. بمرور الوقت، يتحوّل الأسر من عقوبة إلى عالم متكامل، له قوانينه وسلطاته وتفاصيله اليومية، التي تُخلَق من العدم. كيف يواجه الإنسان هذه السنوات من دون أن ينهار؟ ربّما بالإيمان، أو بالصمود الفطري، الذي يجعل بعضهم قادرين على النجاة حيث يفنى الآخرون.
في صوره، نرى ملامحه تتغيّر تحت سطوة الزمن، من شابّ بملامحَ صلبةٍ ونظرةٍ حادٍّة، إلى رجل حفرت التجاعيد وجهه، لكنّ عينيه ظلّتا تحملان البريق ذاته. وجهه ليس مجرّد صورة فوتوغرافية، بل أرشيف للزمن المعلّق، شهادة على الاحتلال والقهر والأمل. الحرّية ليست لحظة تُمنح، بل سيرورة طويلة لا تنتهي حتى بعد تحرر الجسد.

صورة نائل البرغوثي لحظة الحرّية رغم بريقها، ليست إعلان نصر، لأن النصر لا يكون بتحرير الجسد فقط، بل بتحرير الزمن من قبضة الاستعمار

حين أُطلق سراحه، لم يعد كما كان. خرج يحمل ذاكرة السجن في جيوبه، يمشي في شوارع لم تعد كما تركها، يلمس أشياء لم تعد كما يتذكّرها. لكنّه لم يكن مجرّد رجل خرج من الأسر، بل قصة تختصر فلسطين، حكاية لا تنتهي إلا حين تتحقّق العدالة، وحين تصبح الحرّية حقاً لا يحتاج أحد للقتال من أجله. في صورته أخيراً، نرى وجهاً صاغته السنوات، ملامح تقول لنا: “ما زلنا هنا، ما زلنا نقاوم، وما زلنا نحلم…”. الشاعر الفرنسي بول إيلوار كتب يوماً: “في عيون الأسير، هناك نجوم لا تُطفأ، وهناك أمل لا يموت”. كلمات تختزل قوّة الروح الإنسانية، تلك التي تظلّ قادرةً على الحلم، حتى في أحلك الظروف. لكن، ماذا بعد الخروج؟… صورته لحظة الحرّية رغم بريقها، ليست إعلان نصر، لأن النصر لا يكون بتحرير الجسد فقط، بل بتحرير الزمن من قبضة الاستعمار. الاحتلال لا يخشى الأسرى عندما يكونون داخل السجن فحسب، بل بعد خروجهم أيضاً، لهذا يُعاد اعتقالهم، يُراقَبون، يُحاصَرون، ينفون يُذكَّرون بأنهم وإن تحرّروا فإنهم لم يُطلق سراحهم بالكامل.
في النهاية، هذه الصورة لا توثّق فقط رجلاً صمد أمام الأسر، بل تكشف أن المعركة لم تنتهِ بعد، بل انتقلت إلى مرحلة أخرى. ليست الصورة مقارنةً بين بداية ونهاية، بل هي استمرارية لحالة لم تُحسم. قد يكون نائل عبَر الأربعين عاماً، لكن فلسطين كلّها لا تزال في زنزانتها، تنتظر يوماً لا تكون فيه الصور وسيلتنا الوحيدة لرؤية الأحرار.

 

Continue Reading

Previous: دمشق بعد 45 عاماً 5-5: ملاحظات برسم العهد الجديد بشير البكر..المصدر :العربي الجديد
Next: نازحو عفرين… تطلعات العودة تعطلها تحديات الواقع إدلب عبدالله البشير القامشلي سلام حسن….المصدر :العربي الجديد

قصص ذات الصلة

  • مقالات رأي

عبد الله أوجلان يعيد تعريف الانتصار ! موقع درج. بشير الامين

khalil المحرر يوليو 14, 2025
  • مقالات رأي

تعزيز الديمقراطية والدبلوماسية… تسع سنوات على محاولة انقلاب فاشلة محمد مصطفى كوكصو.. المصدر : العربي الجديد

khalil المحرر يوليو 14, 2025
  • مقالات رأي

من الأرض مقابل السلام إلى السلام مقابل الأرض حسين عبد العزيز……. المصدر :العربي الجديد

khalil المحرر يوليو 14, 2025

Recent Posts

  • نيجيرفان بارزاني وقائد التحالف: داعش لا يزال يشكّل خطراً جدياً على العراق وسورياالمصدر:رووداو ديجيتال
  • الإدارة الذاتية تدين “استهداف” السويداء: يمس مكوناً أصيلاً ويقوّض الاستقرار.المصدر:رووداو ديجيتال
  • الداخلية السورية: الأمور ستكون محسومة بالسويداء مع حلول عصر اليوم……المصدر: موقع963
  • عبد الله أوجلان يعيد تعريف الانتصار ! موقع درج. بشير الامين
  • تعزيز الديمقراطية والدبلوماسية… تسع سنوات على محاولة انقلاب فاشلة محمد مصطفى كوكصو.. المصدر : العربي الجديد

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • نيجيرفان بارزاني وقائد التحالف: داعش لا يزال يشكّل خطراً جدياً على العراق وسورياالمصدر:رووداو ديجيتال
  • الإدارة الذاتية تدين “استهداف” السويداء: يمس مكوناً أصيلاً ويقوّض الاستقرار.المصدر:رووداو ديجيتال
  • الداخلية السورية: الأمور ستكون محسومة بالسويداء مع حلول عصر اليوم……المصدر: موقع963
  • عبد الله أوجلان يعيد تعريف الانتصار ! موقع درج. بشير الامين
  • تعزيز الديمقراطية والدبلوماسية… تسع سنوات على محاولة انقلاب فاشلة محمد مصطفى كوكصو.. المصدر : العربي الجديد

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • الأخبار

نيجيرفان بارزاني وقائد التحالف: داعش لا يزال يشكّل خطراً جدياً على العراق وسورياالمصدر:رووداو ديجيتال

khalil المحرر يوليو 14, 2025
  • الأخبار

الإدارة الذاتية تدين “استهداف” السويداء: يمس مكوناً أصيلاً ويقوّض الاستقرار.المصدر:رووداو ديجيتال

khalil المحرر يوليو 14, 2025
  • الأخبار

الداخلية السورية: الأمور ستكون محسومة بالسويداء مع حلول عصر اليوم……المصدر: موقع963

khalil المحرر يوليو 14, 2025
  • مقالات رأي

عبد الله أوجلان يعيد تعريف الانتصار ! موقع درج. بشير الامين

khalil المحرر يوليو 14, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.