أعلنت السلطات السورية، اليوم الجمعة، إطلاق عملية أمنية في مدينة القرداحة، مسقط عائلة الأسد، في حين أحصى المرصد السوري مقتل 143مدنيا من الطائفة العلوية في المنطقة الساحلية.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر في وزارة الدفاع قوله: “تقوم قواتنا الآن بتنفيذ عمليات نوعية دقيقة بالتنسيق مع قوى الأمن العام ضد فلول النظام البائد التي غدرت بقواتنا وأهلنا في مدينة القرداحة”.
وتنفذ قوات الأمن انتشارا وعمليات تمشيط في المنطقة الساحلية، معقل الأقلية العلوية التي ينتمي إليها بشار الأسد.
وأعلنت السلطات الجمعة تمديد حظر التجول في مدينتي طرطوس واللاذقية في ظل اشتباكات اندلعت الخميس وتعدّ “الأعنف” منذ إطاحة الأسد في الثامن من كانون الأول/ديسمبر.
وعلى هامش حملتها الأمنية، أفاد المرصد السوري عن إقدام “عناصر من قوات الأمن على إعدام 69 شابا ورجلا علويا قي بلدتي الشير والمختارية في ريف اللاذقية”، وفق مقاطع فيديو تحقق من صحتها، وشهادات حصل عليها من عدد من أقرباء الضحايا وأفراد عائلاتهم.
وقال مصدر أمني في وزارة الداخلية، وفق ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية “سانا”، إنه “بعد قيام فلول النظام البائد باغتيال العديد من عناصر الشرطة والأمن توجهت حشود شعبية كبيرة غير منظمة للساحل مما أدى لبعض الانتهاكات الفردية”.
وتابع: “نعمل على إيقاف هذه التجاوزات التي لا تمثل عموم الشعب السوري، من دون شرح ماهية الانتهاكات.
وفي منشور على منصة إكس، قال رئيس جهاز الاستخبارات العامة أنس خطاب إن إدارة العمليات العسكرية لطالما وجهت وحداتها إلى “ضرورة ضبط النفس وحسن التعامل مع الآخرين” مضيفا “ما زلنا حتى اللحظة ندعو إلى ذلك، فالمصالح العليا مقدمة على كل شيء”.
“حرب شوارع”
ومددت السلطات حظر التجول الذي فرضته منذ ليل الخميس في اللاذقية وطرطوس حتى صباح السبت “في ظل العمليات الأمنية والعسكرية.. ضد فلول النظام البائد”، بحسب ما أعلنت الجمعة.
ووصلت تباعا تعزيزات عسكرية الى المنطقة الساحلية، وهي بدأت “عمليات تمشيط واسعة في مراكز المدن والقرى والبلدات والجبال المحيطة” في محافظتي طرطوس واللاذقية، تستهدف “فلول ميليشيات الأسد ومن قام بمساندتهم ودعمهم”، وفق ما نقلت سانا عن مصدر قيادي في إدارة الأمن العام.
وشمل التمشيط مدينة جبلة ومحيطها، حيث هاجم مسلحون موالون للأسد ليل الخميس رتلا لقوات الأمن، موقعين قتلى، قبل أن تندلع اشتباكات عنيفة، تم على إثرها فرص حظر تجول.
وتشهد محافظة اللاذقية توترات أمنية منذ أيام، لكنها اشتدت الخميس في قرية بيت عانا، حيث خاضت قوات الأمن اشتباكات مع مسلحين تابعين للعقيد السابق في الجيش خلال حقبة الأسد سهيل الحسن، الملقب بـ”النمر” والذي كان يعد من أبرز القادة العسكريين.
واتهمت الاستخبارات السورية الجمعة “قيادات عسكرية وأمنية سابقة تتبع للنظام البائد” بالوقوف خلف الهجمات في الساحل.