أعلنت جائزة بوكر العالمية عن القائمة القصيرة لعام 2025، والتي تضم ستة مؤلفين يظهرون للمرة الأولى في القوائم النهائية لإحدى أهم الجوائز الأدبية العالمية، يتنافسون بخمس روايات ومجموعة قصصية واحدة على الجائزة المرموقة.
وتعد هذه الدورة استثنائية، إذ شهدت مشاركة قياسية بلغت 154 كتابًا مرشحًا من قبل الناشرين، وهو العدد الأعلى منذ إطلاق الجائزة بصيغتها الحالية عام 2016، مما يعكس الاهتمام المتزايد بالأدب المترجم في السوق الأنجلوسكسونية.
وتحتفي الجائزة بأفضل الأعمال الروائية الطويلة أو مجموعات القصص القصيرة المترجمة إلى الإنكليزية، والمنشورة في المملكة المتحدة وأيرلندا، بين الأول من أيار/ مايو 2024 والثلاثين من نيسان/ أبريل 2025.
ويلفت النظر في القائمة تنوّع الثقافات والخلفيات الأدبية للكتّاب المرشحين، إذ تضم أعمالًا مترجمة من اليابانية والفرنسية والإيطالية والدنماركية والفارسية، في مؤشر على انفتاح الجائزة على تيارات أدبية عالمية متنوعة.
وصرح الكاتب البريطاني ماكس بورتر، رئيس لجنة التحكيم لهذا العام، قائلًا: “تطرح هذه الكتب تساؤلات عمّا يخبئه لنا القدر، أو كيف يمكننا أن نحزن أو ننجو، كما تقدّم لنا إجابات معقّدة، وأحيانًا متشائمة أو مفعمة بالأمل. إنها مجتمعة تشكّل عدسة ننظر من خلالها إلى التجربة الإنسانية، سواء كانت مقلقة أو جميلة بشكل مؤلم”.
وتضم القائمة القصيرة رواية “تحت عين الطائر الكبير” للكاتبة اليابانية ميكاكو كاواكامي، التي ترجمتها آسا يونيدا، والتي تعالج قضايا البيئة والانقراض من خلال قصة عاطفية مؤثرة. وكاواكامي التي سبق لها الفوز بجائزة أكوتاغاوا المرموقة في اليابان، تعد من الأصوات النسائية المهمة في الأدب الياباني المعاصر.
كما تضم القائمة رواية “قارب صغير” للكاتب الفرنسي فينسنت ديلاكروا، التي ترجمتها هيلين ستيفنسون، وتتناول قصة رجل يواجه ماضيه المضطرب خلال رحلة بحرية منفردة، في استكشاف عميق لثيمات الذنب والخلاص.
أما رواية “قبعة جلد النمر” للكاتبة الألمانية آن سير، التي ترجمها مارك هاتشينسون، فتقدم سردًا مدهشًا عن حياة امرأة في ألمانيا خلال القرن العشرين، وتحديدًا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، مستكشفة تأثيرات التاريخ على المصائر الفردية.
وتنافس أيضًا رواية “الكمال” للكاتب الإيطالي فينتشنزو لاترونيكو، التي ترجمتها صوفي هيوز، وتدور أحداثها في صقلية خلال فترة الخمسينيات، متناولة قصة فتى يسعى للتفوق وسط مجتمع قروي محافظ، في نقد اجتماعي لاذع لمفاهيم الطبقية والنجاح.
ومن الدنمارك، تشارك رواية “في حساب المجلد الأول” للكاتبة سولفج بالي، التي ترجمتها باربرا جيه هافلاند، وهي رواية تجريبية تدمج بين السرد التقليدي والاستكشافات الرياضية، في محاولة لفهم طبيعة الوجود والعلاقات الإنسانية.
وتكتمل القائمة بمجموعة “مصباح القلب” القصصية للكاتبة الإيرانية- الأميركية بانو مشتاق، التي ترجمتها ديبا بهاستي من الفارسية، وتضم قصصًا تتنوع بين الواقعية السحرية والسرد التقليدي، مستكشفة حياة المغتربين الإيرانيين وتجارب النساء في مجتمعات متحولة.
ومن المقرر الإعلان عن الفائز خلال حفل رسمي في لندن في الثالث من حزيران/ يونيو المقبل، حيث سيحصل الفائزون (المؤلف والمترجم) على جائزة مالية قدرها 50 ألف جنيه إسترليني يتقاسمانها بالتساوي، بالإضافة إلى ترويج عالمي واسع لأعمالهم.
وتأتي هذه النسخة من الجائزة في وقت يشهد فيه الأدب المترجم إقبالًا متزايدًا في الأسواق الناطقة بالإنكليزية، حيث أظهرت دراسة حديثة أجرتها رابطة الناشرين البريطانيين ارتفاع مبيعات الروايات المترجمة بنسبة 28% خلال الأعوام الثلاثة الماضية، وهو ما يعكس انفتاحًا ثقافيًا أوسع وتزايد الاهتمام بالأصوات الأدبية العالمية.