Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • السيرة الذاتية في “أوشام” نبيل سليمان صالح الدريدي…..المصدر:ضفة ثالثة
  • أدب وفن

السيرة الذاتية في “أوشام” نبيل سليمان صالح الدريدي…..المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر يوليو 13, 2025

 

حين نشر الأديب نبيل سليمان بعض مذكّراته في إحدى المجلّات العربيّة، تعالت أصوات أصدقائه – وكنت من بينهم – نطالبه بسيرة ذاتيّة مكتملة، لأنّ سرديّته في المذكّرات الموجزة كانت فاتنة وثريّة شكلًا ومعنى. وكانت إجابته المعتادة لنا جميعا: “سيرتي مبثوثة في مختلف رواياتي، وفي شخصيّاتي صدى لذاتي”.

الواقع أنّ هذه الإجابة لم تحدّ من شغفي، فظللتُ أطالبه بسيرة مكتملة كلّما سنحتْ الفرصة. دون أن ننسى ما كتب من سيرته في “المسلّة” منذ عام 1980. ولم يكن دافع هذا الشغف إغواءُ السيرة الذاتيّة القارئَ بمتعة تحسّس أركان الحياة الخاصّة والتجسّس على التفاصيل الغائبة؛ لأنّ حياة نبيل سليمان يعرفها أصدقاؤه في المنطقة العربيّة وخارجها. لكنّ دافع الشغف أنّ وضوح الكاتب ظلّ دومًا متداخلًا مع غموض غريب هو ما راكمه نبيل سليمان من سرديّات حياتيّة وكتابيّة أهّلته للتلاعب بخيوط الواقع والمتخيّل ضمن منطقة اتّصال/ انفصال، أزعمُ أنّها استسلمتْ له كأنثى قاهرة وتمنّعتْ على كثيرين. لذلك بقيت رغبتي في قراءة سيرة مكتملة قائمة، وبقي توقّعي قائما: نبيل سليمان يتقن التلاعب بالزمن والحفر في المعنى، فإن كتبَ سيرة لن تكون تاريخيّة حتمًا.

“أوشام”…

من اللحظة الأولى التي تطالع فيها غلاف رواية “أوشام” (دار‭ ‬الحوار، 2025، 240 صفحة) يحاصرك الوشم بلونه الأخضر الذي يَسِمُ الجسد في الأعلى والذات في داخلها. ذاتٌ، رغم طابعها الكاريكاتوريّ، يمكنك أن تتبيّن فيها ملامح نبيل سليمان بعينيه، وضحكته الساخرة، واستدارة الوجه وامتداده امتدادًا أفقيًّا ينزع عن الذات فرديّتها ليلقي بها في محيط أكثر شمولًا هو محيط الجماعة. على أنّ بساطة العناصر الفنيّة في التشكيل الجماليّ للصورة دالّة ومقصودة، فهي تعكس بساطة طفوليّة طالما حافظ عليها الكاتب في نظرته إلى تفاصيل الحياة: الشغف، الدهشة المستمرّة أمام الأشياء، اللامحدود، المتعة الصافية الصادرة من القلب، وخاصّة التجاوز الزمنيّ. فالأطفال لا يهتمّون بالتحوّلات ولا بفعل الزمن، وإن اهتمّوا كان ذلك علامة نهاية الطفولة.

يظهر التجاوز الزمنيّ في مختلف أبواب الكتاب (أوشامهنّ، أوشام البيوت، أوشام الأمْنَنَة، أوشام المكتبة، أوشام الغناء). فنبيل سليمان، وإن انطلق من لحظة البدايات، لا يقدّم سردًا خطيًّا متتاليًا للحدث السِيَرِيّ. بل يعمدُ باستمرار إلى كسر الخطيّة والانتقال السلس بين الأزمنة المتباينة ضمن تقطيع سينمائيّ للمشاهد: فهذه الأمّ تتحرّك في البيت لترقد في المستشفى تصارع المرض، ثمّ سرعان ما تنبعث فيها الحياة لتعود في روايات “الأمّ” العالميّة بعدما تقمّصتْ أدوار الممثّلات المصريّات. وهذه الحبيبة التي تخرج من الغرفة لتدخل إلى رواية “تحوّلات الإنسان الذهبيّ” التي ألّفها الكاتب، ثمّ تخرج من الرواية ليلاقيها نبيل سليمان في بيتها بعد زمان: “انفتح الباب من دون أن ألمسه أو أنبس. ملأت زلفى الباب. وربّما خرست طويلًا قبل أن أهمس بتحيّة. ربّما همست زلفى بما لم أتبيّنه. وتنحّتْ مفسحة لي. تعثّرتُ بها فتعثّرتْ كلماتنا. وتعثّرتْ بنا ضحكة وهي تغلق الباب”. تعثّر خلف تعثّر، قطْع مستمرّ للانسياب الخطّي، دمج متعاقب للصور يكثّف دلالتها المكانيّة ويخرج الحدث السِيَرِيّ من رتابته الزمانيّة. فلا يملك القارئ سوى “أن يقبض من جديد على الجمرة التي لا تنطفئ”.

لماذا هي “جمرة”؟

لأنّ الوشم الحقيقيّ – لا التاتو المعاصر – يقتضي ألَم الإبر المغروزة في الجسد كي يتحوّل الدمُ إلى دوام لا ينطفئ. من أجل ذلك اكتفى نبيل سليمان في أوشام “هنّ” بثالوث (سعاد، شفيقة، زلفى) هو اختزال لأملِ القلب وألمه الدائمين، وأرجأ بعض “هنّ” إلى سيرة أخرى لا تتعلّق بأوشام القلب بل بأوشام البيوت، فللبيوت ألمها الدفين أيضًا.

“في “أوشام البيوت” يتحوّل المكان ذاته إلى حدث، أمّا الزمان فيصير خلفيّته من خلال الحفر التأريخيّ في حياة البيوت وتكثيف الدلالات الناجمة عن تحوّلاتها الدائمة”

لم يختلف الباب الثاني “أوشام البيوت” عن الباب الأوّل في التقطيع الزمنيّ رغم ارتباطه الوثيق بالأمكنة. إنّ نبيل سليمان يقطع مع طبيعة الصورة المعتادة للزمان والمكان في السرد السيريّ المأخوذة من النموذج الروائيّ والقاضية بكون “المكان خلفيّة للحدث والزمان تطوّره”. في “أوشام البيوت” يتحوّل المكان ذاته إلى حدث، أمّا الزمان فيصير خلفيّته من خلال الحفر التأريخيّ في حياة البيوت وتكثيف الدلالات الناجمة عن تحوّلاتها الدائمة. ينتقل بنا الكاتب من البيوت الأولى كما أسماها (برج صافيتا، عامودا، الدرباسية، عين ضاط، حديدة) إلى “بيوت الكتابة والصداقة” في حلب واللاذقيّة والبودي. والأخير أقربُ الأمكنة إليّ، إذ طالما وصلتني صور الكاتب منه، ووعدته بزيارة حالتْ دونها الظروف السوريّة. وهو كذلك الأقربُ إلى قلب نبيل سليمان لأنّه المعتزل وورشة الكتابة والقراءة وفضاء يطلّ على البحر من بين أشجار الغابات. أمّا لماذا كانت هذه البيوت أوشامًا، فأمر يتبيّنه القارئ تدريجيًّا. ذلك أنّ بيوت الكتابة والصداقة يعود فيها الكاتب إلى منطلقات الوجع السياسيّ الذي ستظهر تجليّاته في الباب الآتي من الأوشام. وأمّا البيوت الأولى فقد خلّفتْ للكاتب آثارًا ماديّة “كالندبة التي أورثني إيّاها جرح في جبهتي”، وآثارًا عاطفيّة (زواج الأب من امرأة ثانية)، وآثارًا نفسيّة بسبب الامّحاء والتلاشي: “وغصصتُ لأنّي لم أهتد إلى ما كان بيتنا أو إلى أيّ أثر له… وفي العودة أغمضت عينيّ مصطنعًا الرهق، وإنّما كنتُ أغرق في الحنين”. حنين يشبه أوجاع العرب في وقفاتهم الطلليّة توديعًا للبيوت وأوجاع الأندلسيّين في رثاء مدنهم المنسيّة، لذلك تواترت في هذا الباب أشعار الوليد بن يزيد ولسان الدين بن الخطيب، وظلّ الكاتب يعاند أبي تمّام في “وفائه لأوّل منزل” مقتنعا أنّ تلك البيوت جعلت في تكوينه “نبضا تعدّديًّا مفتوحًا على الآخر، ومندغمًا بالآخر”. كيف لا يندغم، وهو القائل: “لم أرَ لبيت بابًا. وأنفاس نجيحة تلفحني الآن وأنا مغمض العينين”.

تفتح “أوشام البيوت” بعض ما استغلق من “أوشامهنّ”، وأوشام “الأمْنَنَة” ستُظهر ما أضمر نبيل سليمان في أوشام الأمكنة. فـ “الأمننة” – وقد عرّفها نبيل سليمان بقوله: “يجيء دوري كسوريّ أو دورك كسوريّة في (تذويت) الأمننة، ما دامتْ هي الهواء الذي نتنفّسه في الأرحام. وأوّل هذا التذويت الخوف السرّيّ المستسرّ، المكنون في الدرّ” – هي خاتمة أوشام البيوت حين يسرد الكاتب الاعتداء الأمني وتعرضه للسرقة، وهي محور هذا الباب حين يمضي إلى تفكيك الطغيان والاستبداد، وتعرية النظام في قمعه واعتداءاته ومراقبته ومعاقبته للكاتب، وإظهار الندوب العميقة لانعدام الحريّة وهيمنة العنف السياسيّ بما جعل الخوف هاجسًا متّصلًا بالمكان ووشما يرافق الكاتب حتّى خارج الحدود.

بدّد نبيل سليمان “الخوف السريّ” بخوف معلن في الفصل الموالي الموسوم بأوشام المكتبة. إذ يطلّ فيه طيف الجاحظ “من غمرة الكتب التي كفّنته بعد أن سقطت عليه فقتلتْه جزاءً وفاقا على أنّها أحيتْه كلّ ذلك العمر الطويل”، وطيف ماركس “رهين محبسه”. وسرعان ما ينأى نبيل سليمان عن هذه الأطياف ليسترجع عادته في التنقّل بين الأمكنة من خلال مكتباتها هذه المرّة. ثمّ يختتم السيرة بأوشام الغناء حين يتردّد بين أكثر من اسم وأكثر من أغنية، لكنّها تنتهي جميعًا عند موضوع واحد: الشبّاك أو النافذة.

كتب نبيل سليمان الجزء الأول من سيرته الذاتية في “المسلة” وهو في الخامسة والثلاثين، وسرد فيها ما عاشه خلال السنتين اللتين قضاهما في الجيش لتأدية الخدمة العسكرية الإلزامية أثناء وبعيد حرب تشرين الأول/ أكتوبر 1973. أما هذا الجزء من سيرته “أوشام” فقد بدأ منذ كان في الثالثة عشرة يلازم “نافذة غرفة سعاد التي ستقيم في رواية ’هزائم مبكّرة’” – 1985، وأنهى الأوشام بسرديّة الغناء. هنا يكمن السرّ الأكبر لهذه السيرة، أمّا ما بينهما فعادة من عادات الكاتب في إلهاء القارئ وترويض شغفه في المعرفة وإرجاء فضوله إلى كتاب آخر.

(*) كاتب من تونس.

عنوان الكتاب: أوشام المؤلف: نبيل سليمان

Continue Reading

Previous: د. صلاح قيراطة لـ “963+”: العلاقة السورية – الإسرائيلية مرشحة لـ”تطبيع صامت”…عمار زيدان……موقع. 963
Next: هواجس عن الصدمة الجماليّة…. فدوى العبود……..المصدر:ضفة ثالثة

قصص ذات الصلة

  • أدب وفن

هواجس عن الصدمة الجماليّة…. فدوى العبود……..المصدر:ضفة ثالثة

khalil المحرر يوليو 13, 2025
  • أدب وفن

“الأوقاف” تصادر سينما كندي الدمشقية العريقة والمثقفون يحتجون…..سامر محمد إسماعيل….المصدر:اندبندنت عربية

khalil المحرر يوليو 13, 2025
  • أدب وفن

هل ما زال الأدب قادراً على تغيير العالم؟ رسالة نقدية من الماضي جديرة بأن نتذكرها اليوم د. رشيد العناني.. المصدر: الشرق الأوسط

khalil المحرر يوليو 13, 2025

Recent Posts

  • جنبلاط ورؤيته المتكاملة للبنان والمنطقة: تسليم السلاح خطوة استباقية ندى أندراوس..المصدر:المدن
  • باراك: ترامب أعطى فرصة لسوريا ورفع العقوبات تقابله الاتفاقات الإبراهيمية.…المصدر:المدن – عرب وعالم
  • الدكتور محمد نور الدين  سوريا الجديدة لا تعامل الأتراك بالمثل………المصدر:صفحة الكاتب
  • إسرائيل غيّرت استراتيجيتها… متى يفعل الآخرون؟ أمين قمورية………المصدر:اساس ميديا
  • إيران تستعيد وعيها سعودياً خيرالله خيرالله……..المصدر:اساس ميديا

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يوليو 2025
  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • جنبلاط ورؤيته المتكاملة للبنان والمنطقة: تسليم السلاح خطوة استباقية ندى أندراوس..المصدر:المدن
  • باراك: ترامب أعطى فرصة لسوريا ورفع العقوبات تقابله الاتفاقات الإبراهيمية.…المصدر:المدن – عرب وعالم
  • الدكتور محمد نور الدين  سوريا الجديدة لا تعامل الأتراك بالمثل………المصدر:صفحة الكاتب
  • إسرائيل غيّرت استراتيجيتها… متى يفعل الآخرون؟ أمين قمورية………المصدر:اساس ميديا
  • إيران تستعيد وعيها سعودياً خيرالله خيرالله……..المصدر:اساس ميديا

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • مقالات رأي

جنبلاط ورؤيته المتكاملة للبنان والمنطقة: تسليم السلاح خطوة استباقية ندى أندراوس..المصدر:المدن

khalil المحرر يوليو 13, 2025
  • الأخبار

باراك: ترامب أعطى فرصة لسوريا ورفع العقوبات تقابله الاتفاقات الإبراهيمية.…المصدر:المدن – عرب وعالم

khalil المحرر يوليو 13, 2025
  • مقالات رأي

الدكتور محمد نور الدين  سوريا الجديدة لا تعامل الأتراك بالمثل………المصدر:صفحة الكاتب

khalil المحرر يوليو 13, 2025
  • مقالات رأي

إسرائيل غيّرت استراتيجيتها… متى يفعل الآخرون؟ أمين قمورية………المصدر:اساس ميديا

khalil المحرر يوليو 13, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.