Skip to content

السفينة

alsafina.net

Primary Menu
  • الرئيسية
  • الأخبار
  • افتتاحية
  • حوارات
  • أدب وفن
  • مقالات رأي
  • منوعات
  • دراسات وبحوث
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • الأرشيف
  • Home
  • الاعتراف بالذنب بين دوستويفسكي… وفرويد… والأديان بول شاوول……….المصدر: المجلة
  • أدب وفن

الاعتراف بالذنب بين دوستويفسكي… وفرويد… والأديان بول شاوول……….المصدر: المجلة

khalil المحرر يونيو 6, 2025

يتشابك الشعور بالذنب في تحديدات مختلفة، تنفتح على حالات التقاء الدين، والأخلاق، والسوداوية، والخوف، والرعب، والجنون، والمرض… تعرفه ولا تفهمه، وتعيشه ويستبد بك، اخترق الفلسفة، وعلم النفس، ومواجهات اجتماعية وشخصية، وتربوية وعائلية…

اختلف كثيرون في التعامل معه، وحوله، من علم النفس، (فرويد)، والفلسفة (سارتر، وكامو) وخصوصا دوستويفسكي الذي عانى من سوداوية قاسية، لا سيما وأنه كان مريض “داءِ النقطة” يسقط في الطريق، أو المنزل مغشيا عليه. والشعور بالذنب لا يقتصر على الفرد والآخرين. وقد قسمه المعنيون إلى حالات، وأسباب، وأجوبة، وعلاجات، ومرض.

فهو- أي الشعور بالذنب- تأنيب الضمير، وربما يكون الفرد قد أساء إلى آخرين أو تسبب في إيذاء جسدي ومعنوي ومادي لشخص أو أكثر، وأكثر النوبات التي تحدث عند الأشخاص المرهفي الحس والمشاعر، فهم أكثر من غيرهم في محاسبة أنفسهم على كل فعل قاموا به وإن كان عاديا.

لا شك أن الإحساس بالذنب والخجل منه قد يكون دليل خير، لكن لا بد من التقوى وتعلم أن التوبة الدينية تساعد كثيرا على الوعي بالحالة والاعتراف بها والاعتذار عنها، مهما كان الذنب (كما يقول رجال الدين) والفقهاء والعلماء في كتبهم.

أما ما يشعر به الإنسان من ذنب فهو ضمير التأنيب وهو الذي يجعلك تشعر أحيانا (كما يقول دوستويفسكي “بأنك أسوأ إنسان على وجه الأرض، يأتي هذا الشعور لمجرد فكرة راودتك وفعلتها، ولا تتوافق مع تربيتك الشخصية وثقافتك معتقدا وانتماءً”). لكن كما أسلفنا في مطلع المقال، فإنه يلامس أحيانا المرض، بسبب حساسية مفرطة في الشخصية وفي بعض الأحيان يكون سِمة من السمات لما يُعرف بالاكتئاب النفسي، الذي يحتاج إلى معالجة نفسية طويلة.

لكن لا يقتصر التفاعل في هذا الشأن على علماء النفس فقط، وإنما الفلاسفة أيضا. فالضمير بالنسبة إليهم مركب من الخبرات العاطفية، باعتبار أن الإنسان يتحمل المسؤولية الأخلاقية لسلوكه في المجتمع وتقدير الفرد، ولسلوكه وأفعاله وظروف الإنسان وواقع حياته وتربيته.

بالنسبة إلى فرويد يكمن الذنب الحقيقي في النية اللاواعية. فالجريمة ليست بسبب الشعور بالذنب بل هي نتيجة الشعور بالذنب المرتبط بالنية الإجرامية

ومن المهم الإشارة هنا إلى أن المسيحيين يولدون وارثين “الخطيئة الأصلية” من ذنب بسبب غضب الله من آدم وحواء اللذين أكلا التفاحة المحرمة… على الرغم من إرادة الله.
لكن المسيحيين كان عندهم “كرسي الاعتراف” وكنا صغارا أو حتى كبارا “نركع أمام الكاهن ونعترف بذنوبنا” ويطالبنا مرات عديدة بالندم مئة مرة ليغفر “خطايانا” مهما كانت صغيرة أو كبيرة.
وقد تأثر فرويد بذلك من خلال معالجته الأمراض الهستيرية وتقوم المعالجة على استشعار اللاوعي، وحل أدواته بالسؤال والكلمة التي تكشف في نظره أسباب مرضه. على خلاف المسيحية التي يعترف فيها الشخص بوعيه طلبا للتوبة.
وبالنسبة إلى فرويد يكمن الذنب الحقيقي في النية اللاواعية. فالجريمة ليست بسبب الشعور بالذنب بل هي نتيجة الشعور بالذنب المرتبط بالنية الإجرامية، ونرى أن الذنب القانوني وحده هو الذي يشير إلى الجريمة… وهذه القضية فلسفية أيضا (لا مجرد نفسانية)، وهو الشعور بالألم لأننا لم نحقق معاييرنا لما يمكن أن تقوم عليه الحقيقة، ولهذا يشعر الفرد بالذنب عندما يفشل في الارتقاء إلى مستوى توقعاته المثالية.
ويرد علماء النفس بأن الذنب هو علامة تحذيرية يكتسبها الناس من خلال نموهم الاجتماعي الطبيعي في مرحلة الطفولة وتنبيهنا عندما نرتكب خطأ ومساعدتنا على تطوير فهم أفضل لسلوكنا وتأثيره علينا وعلى الآخرين. بمعنى آخر هو تأنيب الضمير عندما يسيء العقل للآخرين أو يتسبب في إيذاء جسدي أو معنوي ومادي لشخص، وأكثر هذه الحالات التي تُشعر بالذنب عند الأشخاص المرهفي الحس والمشاعر، فهم أكثر من غيرهم في محاسبة أنفسهم على كل فعل ارتكبوه حتى العادي منها.
لكن من أين يأتي هذا الشعور بالذنب؟
قد تشعر به بسبب فكرة راودتك أو فعلتها لا تتوافق مع ثقافتك أو معتقداتك.. واللافت أن هذا الشعور قد يكون سلبيا لكن المفاجأة أنه قد تكون له وظيفة إيجابية…. تعترف بها بالخطأ وأحواله…

من خلال مزاجه الصعب راح خصوم دوستويفسكي يحطمون صورته متهمين إياه بالجرائم التي كتبها في أعماله، وعلى رأسهم الكاتب إيفان توركنيسف

وفي الحديث النبوي الكريم: “إن كنت ألممتِ بذنب فاستغفري الله، فإن التوبة من الذنب الندم والاستغفار”. (الحديث نقلته السيدة عائشة وكان موجها إليها).
أما الروائي الروسي الكبير دوستويفسكي فكأنه هو السوداوية التي لا تقارن، نواجهها في مجمل أعماله وأفكاره، تركز على مرضى نفسانيين، منبوذين في المجتمع. إنه رائد القصص البوليسية الميتافيزيقية، تُغرقنا في مجاهل الشر الإنساني الذي يعاني قوى مضادة من الحب والحقد والحقيقة والأكذوبة والخير والشر.
فالجريمة بالنسبة إليه ليست مكتملة إطلاقا سواء ارتكبت بندم أو بلا ندم.. فالخير والشر تجارب. ولكنه يمضي أكثر في ذلك، فهو يرى أننا جميعا مذنبون والشعور بالمسؤولية ليس عرضيا لكنه موجود في كل كائن وكان يعرف هذا الشعور بالذنب كما يعرف يديه.
فعندما قُتل والده على أيدي الخدم وكان سكيرا وعنيفا يتذكره ويقول: “الإنسان لغز وأنا أساهم في ذلك اللغز لكي أصير إنسانا”. السؤال الجانبي: أتراه لم يتمن موت أبيه عندما قُتل؟
انخرط في حزب “الاشتراكيين اليوتوبيين” وأدان الظلم الذي يتعرض له العبيد، وكذلك الرقابة الرسمية، والسلطة القيصرية. وقد قُبض عليه عام 1849 مع تلك الجماعة وحُكم عليه بالإعدام.
لكن في يوم تنفيذ الحكم تقرر سجنه في سيبيريا، وبعد عشر سنوات عاد منها، شاعرا بغنى تجربته على عكس الكتّاب في زمنه. فاقترب من الشعب، ودرس أغواره، وتأكد أنه عرف سمات المجرم ولم يعُد يتكلم سوى عن الفروقات بين الشرعية والشعور بالذنب، وبين براءة “القتلة” المنظرين (الجريمة والعقاب)، و”القتلة بالشغف” (روايات: “الأبله”، و”القتلة”، و”الشياطين”) وقتلة الأب (“الإخوة كارامازوف”).
ومن خلال مزاجه الصعب راح خصومه يحطمون صورته متهمين إياه بالجرائم التي كتبها في أعماله، وعلى رأسهم الكاتب إيفان توركنيسف، الذي شبهه “بساد” (وهو كاتب فرنسي كان يعذب النساء ويقتلهن، إضافة إلى اتهامه بأنه كان يمارس العنف الجنسي على الأطفال).

إن كل أعماله تتمحور حول البحث عن جواب لسؤال “من أين تأتي عقدة الذنب”، وماذا نفعل بها؟ ففي “الجريمة والعقاب” نجد بطل روايته راسكولنيكوف وهو تلميذ يحاول أن يقتل العجوز المرابية من دون أن يخاف العقاب. ضربها بالساطور ضربات عدة ليسرق شيئا من المال، وتتقدم القصة بإيقاعها البطيء نحو الاعتراف بذنبه، ليستفيد منها دوستويفسكي في الهجوم على “اليوتوبيات” المبررة في عصره والتي تقدم “نظرة البيئة” قائلا: “كل عمل سيئ يجري باسم العذاب الاجتماعي”. يجب أن يُسمى سيئا، ويجب تسمية الشر شرا، منتقدا في هذا المجال مدرسة “التحليل النفسي” في أيامه التي تقترح تبرير ذنوب “القاتل” راسكولنيكوف بسبب نوبة جنون مفاجئة…
وبهذا يريد أن يجعل مسألة الاعتراف بالذنب الأساس الأخلاقي لوجودنا، وليس باعتباره مجرد خطأ. ويرى أن الشعور بالذنب اعتراف بمساواة الآخر ويكرس التواضع بين البشر… (وهذه الفكرة موجودة في روايته “المراهق”).
أما فرويد فقد أورد في كتابه عن الأحلام، أن مسألة الذنب تظهر في أعراض لا شعورية كالكوابيس أو الجنون… من هنا يمكننا اللجوء إلى نظريات فرويد لتفسير الأحلام عند دوستويفسكي والتعمق في نفسيته الشخصية. لكن دوستويفسكي بصفته مؤلفا قد خلق هذه الأحلام من منظوره، أي لغرض أدبي ونفسي، فهي ليست نتاجا فعليا للاوعي، ولكنها محاولات متعمدة ولا واعية…
لكن ماذا عن الذين يخطئون سواء من القيادات العالمية أو الاجتماعية ولا يعتذرون، أو يأسفون، ولا يشعرون بأي ذنب أو لحظة واحدة من الاعتراف بالخطأ، إنهم الأكثرية الطاغية في العالم… “ويقول الناس عنهم إنهم بلا ضمير، كل الحروب من 1975 في لبنان، (وقبل ذلك 1958)، أو في الذين تحاربوا، وكبدوا بلدهم خرابا، والناس قتلا وتهجيرا، لم نسمع من هؤلاء الميليشيات أو الأحزاب، لا مراجعة ولا نقدا ذاتيا ولا اعتذارا.
فمثل هذه الثقافة مجرد اسم، أو رواية… أفَلَت منذ زمان بعيد…
الاعتراف بالذنب هو جوهر الفلسفة والدين والأخلاق والإنسانية ومصالحة النفس… إنه يشكل علاقتنا بالآخر، سواء سلبا أو إيجابا. بل هو السبيل الأقرب إلى النقد الذاتي والمراجعة… والوضوح.

+ / –
font change
حفظ
شارك

Continue Reading

Previous: تحالفات الأصدقاء-الأعداء في الانتخابات العراقية نحو معادلة سياسية جديدة إياد العنبر…….المصدر: المجلة
Next: ماجد كيالي والتفتيش الفلسطيني عن جدوى نقد تجربة الحركة الوطنية……أسعد غانم…….….المصدر: المجلة

قصص ذات الصلة

  • أدب وفن

فاطمة قنديل: ساردة الذاكرة المُجرَّحة.. كيف تُروى الحقيقة بين طيات الصدمة؟. ترجمة حسين محمد

khalil المحرر يونيو 6, 2025
  • أدب وفن

أثر “الزن” على هايدغر بين الحقيقة والتأويل اللاهوتي الذي تخلى عن العقل واتجه نحو الشعر…..خالد الغنامي… المصدر : المجلة

khalil المحرر يونيو 6, 2025
  • أدب وفن

ماذا يبقى من حقيقة الشعر في زمن الذكاء الاصطناعي؟..كاظم الخليفة……المصدر:المجلة

khalil المحرر يونيو 5, 2025

Recent Posts

  • “المطلوبون أصبحوا السلطة في سوريا”وقوانين الأسد ما تزال تحكم السوريين….المصدر: تلفزيون سوريا ـ وفاء عبيدو
  • تركيا وليس إسرائيل.. تحوّل استراتيجي في مقاربة واشنطن للملف السوري علي أسمر…..المصدر: تلفزيون سوريا
  • بيان من أجل الديمقراطيين مضر رياض الدبس……..المصدر: تلفزيون سوريا
  • أول كشف حساب يُقدّمه رئيس عربي منهل عروب………المصدر: تلفزيون سوريا
  • قدر الحدود التركية ـ السورية سمير صالحة……..المصدر: تلفزيون سوريا

Recent Comments

لا توجد تعليقات للعرض.

Archives

  • يونيو 2025
  • مايو 2025
  • أبريل 2025
  • مارس 2025
  • فبراير 2025
  • يناير 2025
  • ديسمبر 2024
  • نوفمبر 2024
  • أكتوبر 2024
  • سبتمبر 2024
  • أغسطس 2024
  • يوليو 2024
  • يونيو 2024
  • مايو 2024
  • أبريل 2024
  • مارس 2024
  • فبراير 2024
  • يناير 2024
  • ديسمبر 2023
  • نوفمبر 2023
  • أكتوبر 2023

Categories

  • أدب وفن
  • افتتاحية
  • الأخبار
  • المجتمع المدني
  • الملف الكوردي
  • حوارات
  • دراسات وبحوث
  • مقالات رأي
  • منوعات

أحدث المقالات

  • “المطلوبون أصبحوا السلطة في سوريا”وقوانين الأسد ما تزال تحكم السوريين….المصدر: تلفزيون سوريا ـ وفاء عبيدو
  • تركيا وليس إسرائيل.. تحوّل استراتيجي في مقاربة واشنطن للملف السوري علي أسمر…..المصدر: تلفزيون سوريا
  • بيان من أجل الديمقراطيين مضر رياض الدبس……..المصدر: تلفزيون سوريا
  • أول كشف حساب يُقدّمه رئيس عربي منهل عروب………المصدر: تلفزيون سوريا
  • قدر الحدود التركية ـ السورية سمير صالحة……..المصدر: تلفزيون سوريا

تصنيفات

أدب وفن افتتاحية الأخبار المجتمع المدني الملف الكوردي حوارات دراسات وبحوث مقالات رأي منوعات

منشورات سابقة

  • دراسات وبحوث

“المطلوبون أصبحوا السلطة في سوريا”وقوانين الأسد ما تزال تحكم السوريين….المصدر: تلفزيون سوريا ـ وفاء عبيدو

khalil المحرر يونيو 6, 2025
  • مقالات رأي

تركيا وليس إسرائيل.. تحوّل استراتيجي في مقاربة واشنطن للملف السوري علي أسمر…..المصدر: تلفزيون سوريا

khalil المحرر يونيو 6, 2025
  • مقالات رأي

بيان من أجل الديمقراطيين مضر رياض الدبس……..المصدر: تلفزيون سوريا

khalil المحرر يونيو 6, 2025
  • منوعات

أول كشف حساب يُقدّمه رئيس عربي منهل عروب………المصدر: تلفزيون سوريا

khalil المحرر يونيو 6, 2025

اتصل بنا

  • Facebook
  • Instagram
  • Twitter
  • Youtube
  • Pinterest
  • Linkedin
  • الأرشيف
Copyright © All rights reserved. | MoreNews by AF themes.