أعلنت شخصيات سورية عن سحب توقيعها على “مبادرة المئوية السورية”، وذلك بعد الجدل الكبير والسجالات التي أحدثتها المبادرة التي تدعو دمشق إلى تعديل الإعلان الدستوري وعقد مؤتمر وطني سوري عام، على خلفية أحداث العنف في السويداء، وقبلها في الساحل السوري.
وبجانب سحب التواقيع، أعلنت شخصيات أنها لم توقع على المبادرة، مستنكرة وضع اسمها في قوائم الموقعين عليها، في حين عزا الصحافي إياد شربجي، أحد القائمين على المبادرة في حديث خاص لـ”المدن”، ما سبق إلى ما اعتبره “إرهاباً فكرياً” يمارس على الموقعين، من قبل أنصار السلطة السورية.
“مبادرة المئوية السورية”
يأتي ذلك بعد أيام، من إعلان مجموعة من الشخصيات السورية عن إطلاق “المئوية السورية”، والدعوة إلى التوقيع عليها على وسائل التواصل الاجتماعي.
وترى المبادرة التي تجاوز عدد الموقعين عليها حاجز الألف بحسب صفحة المبادرة، أن “مصير الوطن السوري كله بات على المحك، ما يتطلَّب من السلطة المؤقتة أولاً، ومن السوريين والسوريات كلهم ثانياً، جهداً تشاركياً وطنياً إسعافياً، وإجراءات سريعة وحازمة لا تحتمل التأخير”.
وعن الإجراءات المطلوبة، تطالب “المئوية السورية” الدولة بتقديم ضمانات حاسمة بعدم تكرار الخروقات والاعتداءات من أي طرف على آخر برعاية مدنية، وحقوقية سورية، وعربية، وأممية، في إشارة إلى “معارك السويداء”، والأقليات السورية، وتدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومحايدة لإجراء تحقيق شامل في الكارثة المؤسفة في السويداء وأسبابها وتداعيتها.
كذلك، تدعو إلى إجراء تعديلات سريعة في الإعلان الدستوري السوري الذي صدر في آذار/ مارس الماضي، وإلى الإعلان عن مؤتمر وطني سوري عام وشامل خلال ثلاثة أشهر على الأكثر.
جدل واتهامات
وفور الإعلان عن المبادرة، سادت حالة من الجدل والاتهامات للقائمين عليها، بالتخطيط لتغيير السلطة السورية واستحضار التجربة المصرية في الانقلاب على الرئيس المصري الراحل محمد مرسي، وإنتاج ثورة مضادة، ليتصدر الحديث عنها النقاشات في وسائل التواصل الاجتماعي السورية.
ويقول، إياد شربجي، إن “المئوية السورية” تخاطب الدولة، وتعبر عن أصوات من المجتمع المدني، التي تريد الانتهاء من الحالة الوطنية غير المستقرة، وخاصة بعد أحداث السويداء التي أحدثت شرخاً غير مسبوق في بنية سوريا، نحن أمام استهداف طائفي شامل، سبقه استهداف مماثل في الساحل”.
ويضيف لـ”المدن”، أن القائمين على المبادرة أوصلوا المطالب للدولة السورية، موضحاً: “أرسلنا المبادرة لأشخاص مقربين من السلطة، ولم يأت الرد ولم تُخاطب المبادرة للآن”.
وعن الانسحابات من بعض الموقعين على المبادرة، يفسر شربجي ذلك إلى “الإرهاب الفكري”، ويقول: “المبادرة تتعرض للتجييش، وتتهم بالتخطيط للانقلاب على السلطة السورية، والطائفية، علماً أن غالبية الموقعين من السنّة”.
في المقابل، أكد مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فضل عبد الغني، وهو أحد الذين سحبوا توقيعهم، أنه لم يتعرض لأي ضغط أو تهديد في سبيل الانسحاب، وقال لـ”المدن”: “السبب الرئيسي هو بسبب عدم إمكانية الفصل بين اسمي والصفة الوظيفية (رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان)، بمعنى أن التوقيع على المبادرة – ولو كان باسمي الشخصي- فهو سيؤثر على العمل في المجال الحقوقي”.
وأضاف: “نخشى عدم تعاون كل الأطراف لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، والمبادرة ليست كياناً سياسياً”.
ومن بين المنسحبين، الصحافي أحمد مظهر سعدو، الذي تحدث عن تغيير في مسودة المبادرة، موضحاً على صفحته الشخصية في “فايسبوك”: “أنا لم أوقع على الصيغة النهائية من المبادرة أبداً، لكنني كنت قد وقعت على مسودتها الأولى المختلفة عن هذه الصيغة المنشورة، أي قبل إجراء تعديلات كثيرة عليها، أما في صيغتها النهائية المنشورة على وسائل التواصل، فقد أحجمت عن التوقيع عليها، ولم أوقع أبداً، وفوجئت بوجود اسمي على الصيغة المعدلة النهائية دون علمي بذلك”.
بدوره الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان قال: “لا أنتمي إلى أي حزب أو تيار، لا يساري ولا يميني، وموقفي ليس تهرباً من المسؤولية، بل حفاظاً على مساحة من الحرية لرؤية الأمور على حقيقتها”، وذلك بعد ورود اسمه ضمن قائمة الموقعين.
ما مصير “المئوية السورية”؟
ولا يستبعد السياسي والأكاديمي يحيى العريضي من السويداء، وهو أحد الموقعين، أن تشهد قائمة الموقعين انسحابات جديدة، أو إهمال للمبادرة من الموقعين، مفسراً ذلك بقوله: “المبادرة لم تكن حادة كما يجب تجاه سقطات السلطة”.
وأضاف لـ”المدن” أن ” المبادرة ليست حركة انقلابية، والجدل بخصوصها أتى من جمهور السلطة القائمة، الذي تجاوز بولائه لها جمهور المنظومة الأسدية، هذا الجمهور يرى أن أي ملاحظة على السلطة الجديدة يعني معارضة و خروج عليها”.
أما إياد شربجي، يقول: “ليست لدينا أوهام مسبقة، المبادرة حظيت بقبول شعبي لافت، وحتى لو ينجم عنها شيء، فهي عبرت عن وجود صوت مجتمع مدني في سوريا، ونتمنى على السلطة الأخذ بها”.
الأكثر قراءة
هاكان فيدان (Getty).jpg
فيدان: تركيا رصدت “تحركات مشبوهة” بالتزامن مع أحداث السويداء
أسعد الشيباني.jpg
الشيباني يلتقي ديرمر في باريس برعاية أميركية
الشيخ الهجري (إنترنت).jpg
الهجري يشكّل لجاناً إنسانية وقانونية.. لصيانة حقوق المواطنين
العميد بالحرس الجمهوري مالك علي أبو صالح متزعم غرفة عمليات الساحل (الداخلية السورية)
اللاذقية: تفكيك خلية على تنسيق مع ماهر الأسد
اعلان
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
image
image
image
image
image
subscribe
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
أدخل بريدك الإلكتروني
اشترك الآن