أظهرت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، نبرة جديدة مختلفة تجاه حكومة دمشق بعد أحداث محافظة السويداء منتصف تموز/ يوليو، إثر المواجهات التي اندلعت بين قوات حكومية وفصائل محلية من المحافظة، وما تخللها من تدخل إسرائيل عبر توجيه ضربات ضد القوات الحكومية، حيث عاد خطاب “قسد” للتصعيد ضد دمشق، والحديث عن عدم الرغبة بتسليم السلاح في ظل الظروف الراهنة، حيث بدا ذلك أنه تملص من الاتفاق الذي وقعته مع دمشق في 10 آذار/ مارس 2025، المتضمن الاعتراف بوحدة الأراضي السورية، والعمل على تشكيل لجان لاندماجها ضمن مؤسسات الدولة، كما نشرت وسائل إعلام مقربة من “قسد” تسريبات تؤكد أنها ترفض مطالب دمشق بتفكيك مؤسسات الإدارة الذاتية.
استقطاب المكون العشائري ضد دمشق
ووفقاً للمعلومات من مصادر عشائرية، فإن “قسد” تنشط في هذه الآونة لاستقطاب المكون العشائري لمصلحتها في مواجهة الحكومة السورية، حيث أجرت لقاءات عدة مع ممثلين عن محافظة الحسكة لإقناعهم بفكرة الإدارة الذاتية، نظراً لأن تركيز الحكومة السورية على المدن الرئيسة فقط، وهذا سيجعل من منطقة الجزيرة السورية مهمشة على غرار ما كان عليه الوضع زمن النظام السابق.
أيضاً، تعمل “قسد” على منح استثمار آبار النفط في محافظة دير الزور لبعض المكونات العشائرية من قبيلتي العكيدات والبقارة من أجل ضمان معارضة الأخيرة لدخول مؤسسات الحكومة السورية إلى منطقة الدير، وهذا في سياق المناورة على الضغوطات الأميركية التي تدفع باتجاه خروج “قسد” من دير الزور والرقة وتسليمها للحكومة السورية.
وخلال اللقاءات التي تجريها “قسد” مع ممثلين من العشائر السورية، تركز على إقناعهم بأن الحكومة السورية لن تستمر طويلاً بسبب الاستياء الدولي بعد أحداث محافظة السويداء، في محاولة للتأثير على موقفهم في ظل التقارب الواضح الذي يحصل من جهة أخرى بين العشائر والحكومة السورية.
التعويل على الدور الفرنسي
بدورها، سعت باريس إلى إقناع الوفد السوري الذي زار فرنسا في الأسبوع الأخير من تموز/ يوليو الجاري لإجراء مباحثات مع إسرائيل إلى عقد لقاء أيضاً مع وفد من “قسد”، في موقف قرأته الحكومة السورية على أنه محاولة للقفز على بنود اتفاق دمشق في آذار/ مارس الماضي، ووضع بنود جديدة مع الاستفادة من التوترات التي تشهدها سوريا، وحالة القلق لدى الحكومة السورية بعد التدخل الإسرائيلي الذي حال دون بسط سيطرتها على السويداء.
لم يُعقد اللقاء بين الجانبين، ووفق ما رشح من تسريبات فإن الحكومة السورية اشترطت الالتزام باتفاق 10 آذار/ مارس، وفي نهاية المطاف أُرجئ اللقاء مع تأكيد الحكومة السورية انفتاحها على عقده، لكن فيما يشير إلى أنه لم تكن الظروف مواتية.
ومنذ أن أعلنت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب نيتها الانسحاب من سوريا، نشطت باريس في الملف الكردي، وكثفت من اتصالاتها مع إقليم كردستان العراق الذي يقوم هو الآخر بالتوسط بين “قسد” ودمشق، على أمل أن توفر باريس لنفسها نفوذاً في هذا الملف لتجاوز تركيا في الملف السوري بوجه عام، وهذا الخيار مناسب لـ”قسد” أيضاً التي ترحب بالأدوار الأوروبية كونها توفر لها هامش مناورة أعلى.
وعلى نحوٍ عام، يبدو أن “قسد” تعول على عامل الزمن وحصول متغيرات في المزاج الدولي والإدارة الأميركية تجاه الحكومة السورية لتتخلص من الضغوط التي تتعرض لها من أجل الاندماج في الدولة السورية، وأثناء ذلك تسعى لتوسيع المشاركين في طرح الإدارة الذاتية على الأقل في محافظة الحسكة، كما أنها فيما يبدو تراهن على عدم رغبة أنقرة في العودة إلى التصعيد العسكري ضد “قسد” في سوريا لعدم الإضرار بمسار التسوية مع حزب العمال الكردستاني في تركيا.
الأكثر قراءة
هاكان فيدان (Getty).jpg
فيدان: تركيا رصدت “تحركات مشبوهة” بالتزامن مع أحداث السويداء
أسعد الشيباني.jpg
الشيباني يلتقي ديرمر في باريس برعاية أميركية
الشيخ الهجري (إنترنت).jpg
الهجري يشكّل لجاناً إنسانية وقانونية.. لصيانة حقوق المواطنين
العميد بالحرس الجمهوري مالك علي أبو صالح متزعم غرفة عمليات الساحل (الداخلية السورية)
اللاذقية: تفكيك خلية على تنسيق مع ماهر الأسد
اعلان
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
image
image
image
image
image
subscribe
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
أدخل بريدك الإلكتروني
اشترك الآن