
الدخان يتصاعد وسط الدمار في شمال غزة بعد أسابيع من القصف الإسرائيلي (أ ف ب)
تأجل تصويت في مجلس الامن. على مسعى لزيادة المساعدات لقطاع غزة يوماً آخر حتى اليوم الجمعة على رغم أن الولايات المتحدة، حليفة اسرائيل التي تتمتع بحق النقض (الفيتو)، تمكنت من إجراء التعديلات التي طلبتها وقالت إنه يمكنها الآن دعم المقترح.
ومع مرور أكثر من عشرة أسابيع على بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، فإن مشروع القرار المعدل لم يعد يضعف من سيطرة إسرائيل على كل المساعدات التي يتم تسليمها إلى 2.3 مليون شخص في القطاع. وتراقب إسرائيل وصول المساعدات المحدودة إلى غزة عبر معبر رفح ومعبر كرم أبو سالم الذي تسيطر عليه.
وبعد مفاوضات استمرت أسبوعين تقريباً وتأجيل التصويت عدة أيام، تم التوصل إلى اتفاق في وقت متأخر من أمس الخميس مع الولايات المتحدة قد يسمح بتبني القرار الذي صاغته الإمارات.
وقالت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للصحافيين إنه “قرار يمكننا دعمه”، لكنها رفضت تحديد ما إذا كان ذلك يعني أن الولايات المتحدة ستصوت لصالحه أو ستمتنع عن التصويت، وهو ما سيسمح بتبني القرار.
لكن دبلوماسيين قالوا إن التصويت تأجل حتى اليوم الجمعة بعد أن اشتكت روسيا التي تتمتع أيضاً بحق النقض، وأعضاء آخرون بالمجلس خلال اجتماع مغلق من التعديلات التي تم إدخالها لاسترضاء واشنطن. ورفض سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا التحدث إلى الصحافيين بعد الاجتماع.
وكانت إحدى نقاط الخلاف الرئيسة بالنسبة إلى الولايات المتحدة هي اقتراح للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بإنشاء آلية مراقبة في غزة “للمراقبة الحصرية لجميع شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة المقدمة عبر الطرق البرية والبحرية والجوية” من الدول التي ليست طرفاً في الحرب.
وبدلاً من ذلك، يطلب مشروع القرار المعدل من غوتيريش تعيين منسق كبير للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار لإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتسريع المساعدات لغزة من خلال دول ليست طرفاً في الصراع.
وسيتولى المنسق أيضاً مسؤولية “التسهيل والتنسيق والمراقبة والتحقق في غزة، عند الاقتضاء، من الطبيعة الإنسانية” لجميع المساعدات.
“وقف الأعمال العدائية”
كان مشروع القرار الأولي يطالب إسرائيل و”حماس” بالسماح وتسهيل “استخدام جميع الطرق البرية والبحرية والجوية المؤدية إلى قطاع غزة وفي جميع أنحائه” لتوصيل المساعدات. وتم تعديل ذلك إلى “جميع الطرق المتاحة”، وقال بعض الدبلوماسيين إن هذا يسمح لإسرائيل بالاحتفاظ بالسيطرة على وصول المساعدات.
وقال دبلوماسيون إن الولايات المتحدة كانت قلقة أيضاً من ورود إشارة في مسودة القرار إلى وقف الأعمال العدائية، وتعارض الولايات المتحدة وإسرائيل وقف إطلاق النار لاعتقادهما أنه سيفيد “حماس” فحسب، وتدعم واشنطن بدلاً من ذلك وقفاً موقتاً للقتال لحماية المدنيين والإفراج عن الرهائن الذين تحتجزهم “حماس”.
وخفف مشروع القرار الآن من الصيغة التي تجعل المجلس يدعو إلى “خطوات عاجلة للسماح على الفور بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومن دون عوائق، وكذلك لتهيئة الظروف لوقف مستدام للأعمال العدائية”.
وتحمي واشنطن حليفتها إسرائيل من أي إجراء في الأمم المتحدة واستخدمت حق النقض مرتين بالفعل ضد تحركات في مجلس الأمن منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) والذي تقول إسرائيل إنه أدى لمقتل 1200 شخص واحتجاز 240 رهينة.
وطالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة وعدد أعضائها 193 دولة في وقت سابق هذا الشهر بوقف إنساني لإطلاق النار، وصوتت 153 دولة لصالح التحرك الذي وأدته الولايات المتحدة باستخدام حق النقض في مجلس الأمن قبل أيام.
قصف عنيف
قصف الجيش الإسرائيلي الخميس بعنف جنوب قطاع غزة وخصوصاً خان يونس ومعبر كرم أبو سالم، وذلك في خضم مفاوضات وضغوط للتوصل إلى هدنة في الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة “حماس”.
وأطلقت الفصائل الفلسطينية وابلاً من الصواريخ من قطاع غزة، بعد يومين لم يشهدا إطلاق صواريخ، في اتجاه الأراضي الإسرائيلية حيث انطلقت صفارات الإنذار محذرة السكان في مناطق عدة بالجنوب وفي تل أبيب في الوسط، وفق ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، وأحدثت الصواريخ أضراراً مادية.
وقال الناطق باسم حركة حماس أبو عبيدة الخميس في تسجيل صوتي إن الهدف المعلن لإسرائيل بالقضاء عليها “محكوم بالفشل”.
وقال الجيش الإسرائيلي الخميس إنه قتل أكثر من ألفي مقاتل في قطاع غزة منذ بداية ديسمبر (كانون الأول) الحالي.
واستهدفت غارة إسرائيلية الخميس الجانب الفلسطيني من معبر كرم أبو سالم مع إسرائيل في جنوب قطاع غزة، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص، بينهم مدير المعبر باسم غبن، وفق حكومة “حماس”، ولم تعلق السلطات الإسرائيلية على هذا القصف.
أعلن الجيش الإسرائيلي الذي خسر 137 عنصراً منذ بدء عملياته البرية في 27 أكتوبر في قطاع غزة، الخميس، أن جنودا إسرائيليين عثروا على أسلحة في مدرسة في مدينة غزة.
ويتهم الجيش الإسرائيلي حماس بانتظام باستخدام المدنيين “دروعاً بشرية” وإخفاء مقاتلي الحركة أو مراكز قيادتها في المدارس أو المستشفيات، لكن حماس تنفي ذلك.
وتعرضت مدينة خان يونس، أكبر مدن جنوب قطاع غزة، لقصف عنيف الخميس.
ودعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إسرائيل إلى فتح تحقيق في “احتمال ارتكاب قواتها المسلحة جريمة حرب” في غزة، مشيرة إلى أنها تلقت “تقارير مقلقة” في شأن مقتل “11 رجلاً فلسطينياً غير مسلحين” في مدينة غزة.
الجهود الدبلوماسية
تتواصل الجهود على جبهات عدة لمحاولة التوصل إلى هدنة جديدة، بعد هدنة أولى استمرت أسبوعاً بين 24 نوفمبر (تشرين الثاني) ومطلع ديسمبر (كانون الأول) سمحت بالإفراج عن 105 رهائن من قطاع غزة و240 معتقلاً فلسطينياً لدى إسرائيل.
وفي إطار مساعي التهدئة، يواصل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في القاهرة مناقشة “هدنة موقتة لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح حماس 40 أسيراً إسرائيلياً من النساء والأطفال والذكور غير العسكريين”، وفق ما صرح مصدر مقرب من “حماس”.
وذكر مصدر في حركة الجهاد الإسلامي أن أمينها العام زياد النخالة أيضاً سيتوجه إلى القاهرة مطلع الأسبوع المقبل.
وتجري إسرائيل حواراً مع قطر والولايات المتحدة لمحاولة التوصل إلى هدنة تسمح بالإفراج عن رهائن.
وفي عمان، أجرى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس مباحثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني حول المساعدات الإنسانية لغزة وعملية السلام في الشرق الأوسط قبيل انتقاله إلى قاعدة جوية للاحتفال بأعياد الميلاد مع جنود فرنسيين.
ونقل بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني عن الملك عبدالله تأكيده لماكرون خلال لقائهما في مدينة العقبة الساحلية (328 كيلومتر جنوب عمان) على شاطئ البحر الأحمر “ضرورة أن يضغط العالم بأسره لوقف فوري لإطلاق النار في غزة، وحماية المدنيين” وعلى “التحرك وبشكل فوري لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل كاف ومستدام إلى قطاع غزة، الذي يشهد وضعا إنسانياً كارثياً”.
وأكد الرئيس الفرنسي من جهته “حرص فرنسا على زيادة المساعدات الإنسانية الموجهة لقطاع غزة، بالتنسيق مع الأردن”.
كما عبر الرئيس الفرنسي عن “رغبة بلاده بمعالجة عدد من الأطفال الغزيين المصابين بالسرطان في مستشفيات بفرنسا بالتنسيق مع الأردن”، مشيراً إلى أن “هناك رغبة من دول أوروبية لاستقبال أطفال مصابين من غزة لتلقي العلاج”.
-
وزارة الصحة: مقتل 20057 فلسطينيا في القصف الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبرقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الجمعة إن 20057 فلسطينيا قتلوا وإن 53320 آخرين أصيبوا جراء الضربات الإسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
-
اندبندنت عربيةارتفعت حصيلة العمليات الإسرائيلية في غزة إلى 20 ألف قتيل منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول)، وفق ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي التابع لـ”حماس” الأربعاء، فيما أحيا وصول رئيس المكتب السياسي للحركة إلى القاهرة والمفاوضات التي تجري في الكواليس الآمال بالتوصل إلى هدنة جديدة. وتعهدت إسرائيل القضاء على “حماس” وأعلنت الحرب عليها، رداً على هجوم غير مسبوق نفذته الحركة على أراضيها وأدى إلى مقتل نحو 1140 شخصاً، معظمهم من المدنيين، بحسب تعداد لوكالة الصحافة الفرنسية استناداً إلى أحدث الأرقام الرسمية الإسرائيلية.