دخلت الحرب بين إسرائيل وحركة “حماس” شهرها الثاني بحصيلة غير مسبوقة لأعداد الضحايا الفلسطينيين في تاريخ الصراع بينهم وبين إسرائيل؛ إذ تجاوز عداد القتلى الفلسطينيين خلال شهر عتبة الـعشرة آلاف، إضافة إلى أكثر من 20 ألف جريح.
وتفيد بيانات وزارة الصحة في غزة بمقتل 2326 امرأة و3760 طفلا منذ بداية الحرب، أي ما نسبته 67 في المئة من مجموع الضحايا، وهو ما حول قطاع غزة إلى “مقبرة للأطفال” بحسب وصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
هذه الحصيلة البشرية المرتفعة مرشحة للارتفاع مع استمرار الحرب والتي يبدو حتى الآن أن لا مهلة زمنية لانتهائها في وقت تصر فيه إسرائيل على مواصلة عملياتها العسكرية برا وبحرا وجوا لـ”القضاء على حماس”، بينما تدفع واشنطن التي تتوالى زيارات مسؤوليها إلى المنطقة باتجاه إقرار “هدن إنسانية مؤقتة” للسماح بإدخال المساعدات الإنسانية وإجلاء الجرحى والأجانب وحملة الجنسيات المزدوجة من القطاع المحاصر.
ميدانيا تمكن الجيش الإسرائيلي من شطر قطاع غزة إلى نصفين، شمالي وجنوبي، بينما يحاصر مدينة غزة من دون التمكن حتى الآن من دخولها في وقت سجلت فيه الساعات الأربع والعشرون الماضية أعنف قصف من الجو والبحر لمناطق شمال القطاع في محاولة من قبل إسرائيل لمساعدة جنودها على التقدم في مناطق العمليات. وهذا في حين تعلن كتائب “القسام” الجناح العسكري لـ”حماس” عن استمرارها في مقاومة تقدم الجيش الإسرائيلي شمال القطاع، إذ تدور اشتباكات بين مقاتليها والجنود الإسرائيليين في محاور القتال كما تواصل استهداف الآليات العسكرية الإسرائيلية.
أما في الضفة الغربية فتزداد وتيرة الصدامات بين الجيش الإسرائيلي والفلسطينيين، بينما ارتفع عدد القتلى الفلسطينيين في الضفة منذ بدء الحرب إلى 163.
وفي موازاة ذلك يتقدم الحديث عن سيناريوهات “اليوم التالي” للحرب، ففي وقت أعلنت فيه “حماس” أنها لن تقبل بـ”وصاية” على قطاع غزة، وترفض الخطط لعزلها، أكدت السلطة الفلسطينية أنها لن تعود على ظهر دبابة إسرائيلية إلى غزة، وأن فرض سيطرتها على القطاع مسألة فلسطينية خالصة، باعتبار غزة جزءا من الدولة الفلسطينية المستقبلية. ومن جهته أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل ستتولى لفترة غير محددة “المسؤولية الأمنية الشاملة” في قطاع غزة بعد الحرب.
وبينما تعقد قمة عربية في دورة غير عادية على مستوى القمة برئاسة السعودية في الرياض يوم 11 نوفمبر/تشرين الثاني، تعقد “منظمة التعاون الإسلامي” قمة استثنائية بناء على دعوة السعودية، بصفتها رئيسة القمة الإسلامية الحالية، الأحد 12 نوفمبر/تشرين الثاني في الرياض أيضا.
وفي الآتي، أهم الأحداث الميدانية والسياسية خلال شهر كامل من الحرب:
7 أكتوبر:
– تسلل مقاتلي “حماس” إلى مناطق غلاف غزة والإعلان عن عملية “طوفان الأقصى”.
– إسرائيل تعلن عن مقتل المئات من جنودها ومواطنيها ووقوع العشرات في الأسر.
8 أكتوبر:
– إسرائيل تقصف مواقع عدة في غزة ردا على “طوفان الأقصى” وتعلن أنها في حالة حرب، مستدعية 300 ألف جندي احتياط لـ”القضاء على قدرات حماس”
– “حزب الله” يقصف مواقع عسكرية متاخمة للحدود بين لبنان وإسرائيل.
9 أكتوبر:
– وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن فرض حصار “كامل” على قطاع غزة، ويقول: “نحارب حيوانات بشرية ونتصرف تبعا لذلك”.
كرة من النار تندلع في مدينة غزة بعد غارة جوية إسرائيلية في 12 أكتوبر
10 أكتوبر:
– وصول حاملة الطائرات الأميركية “جيرالد فورد” إلى شرق المتوسط.
– نفى المرشد الإيراني علي خامنئي ضلوع إيران في هجوم “حماس” على إسرائيل.
11 أكتوبر:
– الاتفاق على تشكيل حكومة طوارئ في إسرائيل.
– “حماس” تفرج عن امرأة إسرائيلية وطفليها.
12 أكتوبر:
– وصول وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى المنطقة في أول زيارة له منذ بدء الحرب.
13 أكتوبر:
– إسرائيل تطلب من 1,1 مليون فلسطيني في شمال غزة إخلاء منازلهم والانتقال إلى جنوب القطاع خلال مهلة 24 ساعة.
– حذر ملك الأردن عبدالله الثاني من تهجير الغزيين، بينما حذر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من “نكبة ثانية”.
جريح يتلقى المساعدة بعد قصف طال المستشفى المعمداني بغزة
14 أكتوبر:
– دعت الصين الولايات المتحدة إلى لعب دور مسؤول في الحرب بين إسرائيل و”حماس”.
15 أكتوبر:
– دعت مصر إلى عقد قمة إقليمية– دولية بالقاهرة في 21 أكتوبر/تشرين الأول لإيجاد حل للصراع.
– أعلن بلينكن أن معبر رفح سيفتح وأن الدول العربية لا تريد اتساع رقعة الحرب.
16 أكتوبر:
– غادرت حاملة الطائرات الأميركية “آيزنهاور” محطة “نورفولك” البحرية في فرجينيا لكي تنضم إلى الحاملة “فورد” في البحر الأبيض المتوسط.
17 أكتوبر:
– أفشل فيتو أميركي، بريطاني وفرنسي، مشروع قرار روسيا في مجلس الأمن لإقرار هدنة إنسانية.
– قال الملك عبدالله الثاني إنه “لا يمكن استقبال اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ولا في مصر، وهذا خط أحمر”.
18 أكتوبر:
– الرئيس جو بايدن يزور إسرائيل للتضامن معها.
– أسقط فيتو أميركي مشروع قرار تقدمت به البرازيل في مجلس الأمن يدين الحرب بين إسرائيل و”حماس”.
فلسطينيون يبحثون عن أحياء بين أنقاض كنيسة الروم الأرثوذكس بمدينة غزة في 20 أكتوبر
19 أكتوبر:
– مقتل وجرح مئات المدنيين في غزة جراء قصف استهدف مستشفى المعمداني وتبادل الطرفان الاتهامات بشأنه، وعلى الأثر ألغيت قمة رباعية كانت مقررة في الأردن بين بايدن وعبدالله وعباس والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.
– اعترضت سفينة حربية أميركية قرب اليمن ثلاثة صواريخ كما استهدفت مسيرات وصواريخ قاعدة “عين الأسد” في العراق.
21 أكتوبر:
– قمة “القاهرة للسلام” تبحث سبل إنهاء الحرب ومنع تحولها إلى حرب إقليمية.
22 أكتوبر:
– فتح معبر رفح لدخول 20 شاحنة مساعدات، وخروج الدفعة الأولى من الرعايا الأجانب.
– أعلن البنتاغون أنه سيرسل حاملة الطائرات “يو إس إس آيزنهاور” إلى الشرق الأوسط، ونشر بطاريات “ثاد”، و”باتريوت” في المنطقة.
خلال مسيرة تضامنية مع الفلسطينيين في وارسو، بولندا في 29 أكتوبر/تشرين الأول.
23 أكتوبر:
– “حماس” تطلق سراح محتجزتين لديها “لدواعٍ إنسانية”.
24 أكتوبر:
– انتقد الأمين العام للأمم المتحدة إسرائيل، وقال إن هجوم “حماس” في 7 أكتوبر/تشرين الأول “لم يأت من فراغ”، وهو ما أثار غضب إسرائيل.
– اقترح الرئيس الفرنسي خلال زيارته إلى إسرائيل إحياء “التحالف الدولي” لمحاربة “حماس”.
25 أكتوبر:
– فشل مجلس الأمن في تبني مشروع قانون روسي لوقف إطلاق النار بسبب فيتو أميركي وبريطاني، كما سقط مشروع أميركي يدعو لهدنات قصيرة لإدخال مساعدات بفيتو روسي وصيني.
– أعلن بايدن أنه “لا عودة للوضع الذي كان قائما في 6 أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل والفلسطينيين”.
27 أكتوبر:
– إسرائيل تبدأ عملية عسكرية برية في غزة.
– حددت تل أبيب مستشفى “الشفاء” هدفا لها بعد اتهام قيادة “القسام” بالتحصن تحته وهو ما كذبته “حماس”.
– أعلن مسؤول عسكري أميركي عن قصف أهداف خاصة بالميليشيات المدعومة من إيران في سوريا ردا على الهجمات التي شنتها على قواعد أميركية في سوريا والعراق.
– أعلنت شبكة “نت بلوكس” لمراقبة الإنترنت عن أكبر انقطاع للإنترنت في غزة منذ بدء الحرب.
– صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة على مشروع عربي مشترك ﻟ”هدنة إنسانية فورية”، في قطاع غزة.
– وفد من “حماس” يزور موسكو بالتزامن مع وجود نائب وزير الخارجية الإيراني فيها.
فلسطينيون يبحثون عن ناجين بين أنقاض حي سكني في مخيم جباليا بغزة
28 أكتوبر:
– مظاهرات حاشدة تطالب بوقف الحرب في عواصم عربية وغربية أكبرها في لندن.
– أعلن رئيس حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار أن الحركة مستعدة لإبرام صفقة تبادل للأسرى مع إسرائيل.
30 أكتوبر:
– “حماس” تبث تسجيلا لثلاث محتجزات لديها.
– أعلنت الجامعة العربية أنها تلقت طلبا من دولة فلسطين والمملكة العربية السعودية لعقد دورة غير عادية لمجلس الجامعة على مستوى القمة برئاسة السعودية بالرياض في 11 نوفمبر/تشرين الثاني.
1 نوفمبر:
– بدء إجلاء الأجانب من غزة مقابل خروج جرحى فلسطينيين إلى المستشفى الميداني المصري في رفح وإدخال المساعدات إلى القطاع بموجب صفقة مع “حماس”.
– ارتفاع عدد قتلى الجنود الإسرائيليين منذ بدء الهجوم البري إلى 15 قتيلا.
– الأردن يجمد علاقاته الدبلوماسية مع إسرائيل حتى انتهاء الحرب.
– مئات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي على مخيم جباليا في غزة.
فلسطينيان يحملان جثمان طفل من أقاربهما في غزة
– أعلن رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”، إسماعيل هنية، عن الاستعداد للمفاوضات السياسية المؤدية لحل الدولتين، وأن تكون القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.
2 نوفمبر:
– إسرائيل تعلن عن البدء في عزل مدينة غزة وشمالها عن بقية القطاع.
– إسرائيل توسع حملتها في الضفة وتقتل 4 فلسطينيين.
– ارتفاع عدد القتلى في غزة إلى أكثر من 9 آلاف.
3 نوفمبر:
– وصول وزير الخارجية الأميركية إلى إسرائيل للدفع باتجاه تنفيذ “هدن إنسانية” في زيارة هي الثانية له منذ بدء الحرب وتشمل دولا عدة في المنطقة.
– كلمة الأمين العام لـ”حزب الله”، وهي الأولى له منذ بدء الحرب، لم يعلن فيها تصعيد المواجهة مع إسرائيل.
– إسرائيل تربط “الهدنة المؤقتة” بإطلاق الرهائن لدى “حماس”.
4 نوفمبر:
– مظاهرات حاشدة في تل أبيب أمام منزل نتنياهو للمطالبة بإعادة الأسرى لدى “حماس”.
– وزراء خارجية ست دول عربية يبحثون وقف الحرب مع وزير الخارجية الأميركي في عمان، لكن الأخير رفض وقف النار وأيد “هدنا إنسانية”.
مقاتلون من “حماس” يطلقون قذائف “المورتر” في منطقة المعارك داخل غزة في 7 نوفمبر
5 نوفمبر:
– تعليق إجلاء الأجانب وحملة الجوازات المزدوجة من غزة إلى مصر بعد قصف إسرائيل لسيارات إسعاف أمام مستشفى “الشفاء”.
– “حزب الله” يعلن عن مقتل اثنين من مقاتليه في جنوب لبنان ليرتفع عدد قتلاه منذ بدء الحرب إلى 59.
– نتنياهو يعلن أنه لا وقف لإطلاق النار حتى عودة الأسرى لدى “حماس”.
– مقتل 4 مدنيين لبنانيين في غارة إسرائيلية.
– ارتفاع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة إلى 33.
– وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو، هدد بإسقاط قنبلة ذرية على غزة كـ”أحد الاحتمالات القائمة”، وهو ما أثار غضبا عربيا واسعا، بينما أعلن نتنياهو عن استبعاد إلياهو من اجتماعات الحكومة لأجل غير مسمى.
6 نوفمبر:
– حصيلة القتلى في غزة تقترب من 10 آلاف.
– إعادة فتح معبر رفح لإجلاء الأجانب والجرحى.
– تصعيد في الضفة ومقتل ناشطين في “فتح” و”حماس” وشرطية إسرائيلية في القدس.
– “حماس” ترفض وصاية على غزة “على مقاس إسرائيل”.
– أعلن نتنياهو أن إسرائيل ستتولى لفترة غير محدّدة “المسؤولية الأمنية الشاملة” في قطاع غزة بعد الحرب.