– قتل اربع اخوة واهانة الجثث على مرآى من امهم، وعرضها على الرأي العام في بث مباشر، خطف الفتيات وابتزازهن وابتزاز ذويهم ليست ثقافة سورية، هذه سلوكيات ومظاهر غريبة على سوريا والسوريين، لم تكن سائدة يوماً ما، حتى لدى تلك البيئات الاكثر محافظة..
– قتل شخصيات معتدلة بكواتم الصوت في قلب المدن، هي ممارسات مخابراتيه بامتياز.
– التعتيم الاعلامي على رد الفعل العقلاني والمسؤول، وتهميشه وإبراز نماذج دلة ومحمد ورامي مخلوف، يوضح وظيفة الدم المسفوك، والتصرفات الاستفزازية والقصد منهما، وهو فرض تمثيل سياسي للطائفة.
– الاصرار على ان هؤلاء الهمج الذين يخطفون النساء، هم من يمثلون سنّة سوريا هو الفصل الاخر من التهريج، هو الوجه الثاني لصناعة التطرف الطائفي لزوم استدراج رد فعل..الفعل في هذه الحالة يفقد مبرر وجوده دون رد فعل.
– تسجيل صوتي يسيء للرسول /ص/ مجهول المصدر، ولشخص غير معروف، ولم يتبناه أحد، استنكره الجميع يحدث كل هذه الجلبه، وهذا الاهتمام الاعلامي، واتهام طائفة كاملة هو ايضاً أحد أدوات صناعة التطرف
– الاستمرار في هذه الاساليب بعد 14 سنة من الحرب، وتجديدها بين فترة وأخرى، والاستناد عليها في ترويج التجييش الطائفي والمذهبي دليل آخر على أن اغلبية السوريين لم تنجر الى اللعبة حتى الآن، وما زالت تترفع عن الهذيان الطائفي والمذهبي
التطرف التقليدي – بغض النظر عن انه مدان – يبقى ظاهرة تاريخية تلازم المراحل الانتقالية في تاريخ الدول والشعوب والجماعات البشرية عموما، ولا يخص طائفة او دين أو شعب بعينه، ويمكن تفهّمه بالمعنى الموضوعي. ما يجري في سوريا وتحديداً في الساحل السوري، وما جرى يوم امس في جرمانا وغيرها، وما يرافقها من هوبرة دعائية شيء آخر تجاوزهذه الظاهرة الموضوعية … هي محاولة لصناعة التطرف وترسيخه، وتأصيله هو نوع من التطرف الوظيفي، له وظيفة سياسية، هي هندسة اجتماعية تعمل على تنميط الوعي الاجتماعي وقولبته وتضييق الخيارات بحيث يكون مهيئاً لقبول اية بدائل.
التطرف في نسخته السورية صناعة، ودورة الانتاج تمر بخمسة مراحل:
افتعال مشكلة – التعميم ونسبها لطائفة أو مذهب – التعتيم على كل صوت عاقل – الترويج والدعاية من خلال آلاف الحسابات الوهمية – اما مادتها الخام فهي الصفحات السوداء في التاريخ….